وتمثل ركضة طويريج واحدة من اكبر التجمعات البشرية التي تحدث حول العالم وتقام سنويا ظهر يوم العاشر من محرم لاحياء مراسيم استشهاد الامام الحسين عليه السلام وعائلته ونخبة من اصحابه في واقعة الطف عام 61هـ.
وانطلق المعزون بعد تأدية صلاة الظهرين من منطقة قنطرة السلام الواقعة شرق مركز المدينة باتجاه مرقد الامام الحسين على شكل افواج وهم يرددون نداء (يا حسين يا حسين) و(لبيك ياحسين) في اشارة الى تلبية نداء الامام الحسين عليه السلام (الا من ناصر ينصرنا) الذي اطلقه يوم العاشر من المحرم بعد ان بقي وحيدا في ساحة المعركة.
ويقول المؤرخ الكربلائي سعيد رشيد زميزم للموقع الرسمي "ان تأريخ تأسيس هذا العزاء ورد في احد الروايات سنة 1855ميلادية وفي رواية اخرى سنة 1872ميلادية اي يكون عمر هذا الموكب قد ناهز الـ160 عام".
ووفقاً لما ينقل حول هذه الممارسة، فإنها بدأت من مجلس عزاء كان يقام في بيت السيد صالح القزويني -من عائلة علمية معروفة- الذي كان يقرأ المقتل في اليوم العاشر بمنزله في قضاء طويريج ويحضره المعزون.
وتقول القصة، إنه في أحدى السنوات وبعد أن قرأ السيد القزويني رحمه الله المقتل حتى وصل إلى مصيبة استشهاد الإمام الحسين، عليه السلام، انتاب الناس حالة من البكاء والنحيب، كانت نوبات خارجة عن إرادة الجميع.
في تلك الأثناء، طلب المعزون من السيد أن يتوجه بهم إلى حرم سيد الشهداء فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه ليكون على رأسهم في مسيرة نحو الضريح المقدس.
وعندما أصبحوا على مقربة من حرم الإمام الحسين، عليه السلام، أخذوا يرددون هتافات عالية تتضمن اعتذاراً عن النصرة بناءً على نداءات الحسين في يوم العاشر "ألا من ناصر ينصرنا".
واستمرت هذه المراسيم تقام حتى عام 1990م، الا انه بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 فرض نظام البعث القمعي حضرا تاما على اقامتها, لكن الاهالي اصروا على اقامتها وهو ما دفع اجهزة الامن الصدامي الى شن حملات اعتقالات واعدامات على المشاركين فيها.
وتجدد احياء تلك المراسيم بعد سقوط النظام الصدمي البائد عام 2003م، وتطورت يوماً بعد يوم حتى أصبحت على النحو الذي نراه.
المصدر: الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة