وشهد شارع الثورة بالقطيف انتشاراً أمنياً مكثفاً تحسبا لخروج الأهالي في الموكب العاشورئي الموحد، وتعمدت سلطات آل سعود نزع الرايات الحسينية واستبدالها بالعلم السعودي، بعد أن قامت باستدعاء أبرز رواديد القطيف وأجبرتهم على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في الموكب العاشورائي الموحد، ومنذ انطلاق موسم هذا العام قامت السلطات بإزالة وتخريب عدد من المضائف في بلدة القديح وصفوى وأم الحمام.
وسارعت السلطات السعودية إلى تحذير وتهديد الشبان الرواديد من المشاركة في المسيرات في العاشر من محرم وبينما أبناء القطيف يستعدون لتصدّر مسيرات العاشر التي اعتاد شيعة أهل البيت(ع) أن ينظمونها في مثل هذه الأيام، تجديداً لولائهم لأبي عبدالله الحسين(ع).
مصادر خاصة أكدت لمرآة الجزيرة أنه جرى استدعاء جميع الرواديد الحسينيين ظهر أمس الأربعاء، في القطيف إلى مركز الشرطة حيث استمر التحقيق معهم لساعات وأُلزموا بالتوقيع على تعهّد بعدم المشاركة في عزاء الموكب الموحّد.
ولفتت المصادر إلى أنه بالرغم من منع الأهالي من العزاء الموحد وبالرغم من التهديدات والضغوطات التي يتعرضون لها في كل آونة، فإنهم سيخرجون ملبّين النداء لمولاهم الحسين سلام الله عليه على وقع هتافات “لو قطعوا أرجلنا واليدين لن نترك الحسين”.
يُشار إلى أن السلطات السعودية، تمارس الضغط على شيعة القطيف بصورة مكثفة منذ بداية محرم 1440، وذلك بتكسير المضائف الحسينية وإغلاقها، واستدعاء القائمين على الحسينيات والضغط عليهم لإزالة المضائف والرايات الحسينية إلى جانب عدم إظهار صوت المكبرات الصوتية ونحو ذلك.
هذا وأصدرت السلطات السعودية قراراً بمنع إنشاء مخيم الولاية الحسيني الخاص بالنساء والأطفال والذي يتم تشييده في كل عام لإحياء ذكرى عاشوراء في قرية أم الحمام، كما بادرت القوات السعودية إلى اقتحام وتكسير محلات لبيع الكتب الدينية والرايات الحسينية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يدّعي فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حرصه على دعم الحريات العامة، وتغيير صورة “السعودية” النمطية التي اعتاد العالم على أن يراها تصنع وتصدر الإرهاب، في حين أن ممارسات السلطات التابعة لإبن سلمان ضد الأهالي الشيعة سيما التضييقات اليومية والإعتقالات الممنهجة والقتل التعسفي، يؤكد أن كل مزاعم ابن سلمان حول الإصلاح عارية عن الصحة تماماً، بحسب مراقبين.