من منطقة السيدة زينب (ع) احتشد الآلاف من أهالي المنطقة، وسكان العاصمة والزوار من مختلف بلدان العالم الإسلامي للمشاركة في إحياء يوم العاشر من محرم الحرام، حيث ملأوا صحن المقام الشريف ومصلّاه، بعد تأدية الزيارة والدعاء وتجديد البيعة للسيدة الحوراء زينب (ع) حول ضريحها الطاهر الشريف، قلوبهم تهتف قبل الحناجر بنداء التلبية للإمام الحسين (ع)، وفي العيون تحكي الدموع قصة الواقعة التي حفرت في ضمير التاريخ أعمق جرح ما زال نزيف المظلومية يتدفق منه منذ 1379 عاما حتى يومنا هذا.
هذا العام مختلف عن سنوات مضت خلال الحرب على سورية، حيث امتلأت الساحات والحسينيات وحتى الشوارع والأزقة من كثرة الزوار، الذين لم يكونوا يأبهون أصلا للخطر الذي كان محدقاً بالمنطقة نتيجة ما كان سابقاً من قذائف تستهدف مواكبهم، ومجالسهم، إذ سارت المواكب الحسينية بكل أمان وبحشود أكبر، كما اكتظت الحسينيات بعد امتلاء حرم المقام الشريف، ما اضطر الذين أتوا لإحياء يوم عاشوراء إلى اتخاذ مجالس لهم في عدد من الأزقة الفرعية ضمن منطقة السيدة زينب (ع).
وهناك حيث جال موقع قناة المنار بعدسته على المجالس وبين مواكب الزوار، كانت كل المظاهر تشير إلى العمل المنظم من قبل أهالي المنطقة لتأمين كافة وسائل وأسباب الراحة للزوار القادمين من المدن والبلدان الأخرى، استعداداً لليوم الدي تبدأ فيه منذ باكر النهار مراسم الإحياء للذكرى الأليمة، واستعداداً ايضاً لتلاوة المصرع على المنابر المعدّة لذلك.
هو العام الأول منذ ثمان سنوات، والأمان يعمّ كامل مدينة دمشق وريفها، بعد أن تم تحريرها من الإرهاب، ويعزو المواطنون هذا الأمان الذي تشهده المناطق كافة في العاصمة وريفها، إلى تضحيات من استشهدوا أو جرحوا مدافعين عنهم، ورادّين الظلم عن كل مظلوم كما يؤكدون.
إلى جانب ما تم رصده خلال إحياء يوم العاشوراء في منطقة السيدة زينب (ع) يؤكد الأهالي والمنظمون لمظاهر الإحياء هذه أن هذا اليوم لم يكن حكرا على فئة واحدة من الناس، إنما شارك فيه كل اطياف السوريين، تلبية لنداء الإمام الحسين (ع)، المتواجدين تحت رايات تشير إلى ما يؤكدونه باللفظ والدعاء، وما اكدوه سابقاً بالأفعال ليصلوا إلى ما هم به من أمن وأمان بعد دحر كل الإرهاب.
المصدر: المنار