وأضاف الغويل أن ما تقوم بها الولايات المتحدة عبر تحركات الأفريكوم غير المباشرة تهدف لمنع قيام الفيدرالية، وذلك بهدف السيطرة الكاملة على ليبيا، وأن المشروع ليس بالجديد، حيث تسعى الولايات المتحدة منذ عهد جمال عبد الناصر للسيطرة على ليبيا لعدم تنفيذ اتفاقية المثلث الذهبي بين مصر والسودان وليبيا".
وأوضح أن تحركات قوات "الأفريكوم" غير مباشرة، "حيث تستخدم الجهلاء إلى جانب العملاء، ويعملون جميعا على تنفيذ الخطة الأمريكية التي ترى في ليبيا الموقع الاستراتيجي الأمثل لمواجهة تمدد القوى العالمية الأخرى، وكذلك السيطرة على مصادر النفط".
كما لفت إلى أن التحركات الأمريكية في ليبيا تسعى لمواجهة النفوذ الروسي والصيني، خاصة أنها تعلم أن ليبيا وما لها من مكانة جغرافية واقتصادية تمثل أهمية كبرى في أفريقيا التي يمكن أن تشكل عاملا هاما في مواجهة الجشع الأمريكي والسيطرة على العالم، خاصة في ظل التوجه الروسي الصيني تجاه المنطقة الأفريقية.
وأكد أن عملية حل الكتائب المسلحة في ليبيا يمكن تنفيذها من خلال المؤسسات الرسمية التي تسيطر على شرائح من المجتمع، وكذلك مشايخ القبائل لما لهم من كلمة فاعلة حال اجتمعوا على موقف واحد.
مراكز تدريب في ليبيا
وفي وقت سابق كشف مركز دراسات أمريكي عن وجود قوات أمريكية ومركز تدريب تابع للجيش الأمريكي في الجنوب الليبي، تستخدم فيما أسماها "الحرب على الإرهاب ضد تنظيم داعش".
ونشر معهد "واتسون" للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون الأمريكية دراسة عن الحرب الأمريكية على الإرهاب منذ العام 2001 وحتى سبتمبر/ أيلول، وقال المعهد إن نفقات الولايات المتحدة على العمليات في الخارج منذ 2001، ستصل إلى 5.6 تريليون دولار، بحلول نهاية العام المالي (30 سبتمبر/ أيلول) 2018.
كما وضع خارطة للقواعد العسكرية الأمريكية ومراكز التدريب التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أو المشاركة في إنشائها حول العالم والتي تنتشر في 76 دولة حول العالم من بينها ليبيا. وتظهر في الخريطة التي نشرها معهد واتسن قاعدة عسكرية ومركز تدريب في وسط الجنوب الليبي.
وكشفت مصادر ليبية عن وجود قوات أمريكية منذ أغسطس/ آب 2016، وأنهم قدموا إلى ليبيا بذريعة دعم القوات التي كانت تقاتل تنظيم "داعش" في سرت.
تلميحات سابقة
وكان مصدر مسؤول في قيادة القوات الأمريكية العاملة في أفريقيا "أفريكوم" قال في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، إن "مشاركة قوات أمريكية في تأمين عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في ليبيا، أمر وارد، إذا طلبت السلطات الليبية الحصول على دعم أفريكوم.
وأوضح المصدر، أن جانبا من المحادثات التي أجراها وفد أمريكي، ضم الجنرال توماس فالدهاوسير قائد "أفريكوم"، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية، ستيفاني ويليامز، مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، ولاحقا مع مسؤولين من حكومته، ناقش إمكانية تقديم "أفريكوم" دعما لوجيستيا لقوات الأمن التابعة لحكومة السراج لتعزيز قدرتها على تأمين الانتخابات.
وأضاف المصدر: "إذا تلقينا طلبا بشأن مشاركة أمريكية من الحكومة، فإننا سنقيم الوضع على الأرض"، لكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.