شخصيات على اللائحة السوداء.. عمر بن سعد..أقتل الحسين ولا أترك الري!

السبت 15 سبتمبر 2018 - 08:38 بتوقيت غرينتش
شخصيات على اللائحة السوداء.. عمر بن سعد..أقتل الحسين ولا أترك الري!

فسمى له أناسا فقال له ابن زياد :لا تعلمني بأشراف أهل الكوفة ولست أستأمرك فيمن أريد أن أبعث إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا فلما رآه قد لج قال فإني سائر

وسام البلداوي

لما أحس يزيد بن معاوية لعنه الله الوفاء والنصيحة من عمر بن سعد بعد كتابته له بأمر مسلم بن عقيل عليه السلام ، قرر مكافأته بتوليته ولاية بلاد الري[1] وثغر دستبي والديلم، وكتب له عبيد الله بن مرجانة نيابة عن يزيد كتاب التولية، وأمره بالخروج إلى عمله، وجهز معه أربعة آلاف فارس، فاحتال عليه عبيد الله بن مرجانة بأن شرط عليه أن يسلمه ولاية الري بشرط أن يمضي ويقضي على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وثورته وجميع من خرج بصحبته.

قال الطبري: (وكان سبب خروج ابن سعد إلى الحسين عليه السلام أن عبيد الله بن زياد بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبي وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها، فكتب إليه ابن زياد عهده على الري وأمره بالخروج، فخرج معسكرا بالناس بحمام أعين ،فلما كان من أمر الحسين ما كان وأقبل إلى الكوفة، دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال :

سر إلى الحسين فإذا فرغنا مما بيننا وبينه، سرت إلى عملك

فقال له عمر بن سعد: إن رأيت رحمك الله أن تعفيني فافعل .

فقال له عبيد الله : نعم على أن ترد لنا عهدنا.

قال: فلما قال له ذلك قال عمر بن سعد :

أمهلني اليوم حتى أنظر .

قال فانصرف عمر يستشير نصحاءه فلم يكن يستشير أحدا إلا ...فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد فقال:

أصلحك الله إنك وليتني هذا العمل وكتبت لي العهد وسمع به الناس فان رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل وابعث إلى الحسين في هذا الجيش من أشراف الكوفة من لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرب منه .

فسمى له أناسا فقال له ابن زياد :لا تعلمني بأشراف أهل الكوفة ولست أستأمرك فيمن أريد أن أبعث إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا فلما رآه قد لج قال فإني سائر[2].

ويحتمل أيضا ان تكون ولاية الري مجرد طعم لاصطياد عمر بن سعد من خلاله، فيزيد بن معاوية وعبيد الله بن مرجانة لعنهما الله كانا على علم وإحاطة تامة بنفسية عمر بن سعد لعنه الله، وانه كان طموحا للرئاسة محبا للمنصب، قال عنه ابن كثير: (وكان عمر بن سعد هذا يحب الإمارة، فلم يزل ذلك دأبه حتى كان هو أمير السرية التي قتلت الحسين بن علي رضي الله عنه)[3] فاستغلا هذه الخصلة الذميمة ليصلا من خلالها إلى إجباره على المسير إلى قتل الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وأهل بيته وجميع أصحابه، فنيتهما في تأمير ابن سعد على بلاد الري لم تكن جدية، بدليل ان ابن سعد حتى بعد قتله للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وارتكابه تلك المجزرة الفظيعة لم تسلم له ولاية الري، والإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في يوم عاشوراء أراد تنبيهه إلى هذه الحقيقة، ولفت نظره إلى انه بوقوفه في وجه الثورة الحسينية سوف لن يجني شيئا سوى الإثم والخسران وانه سوف لن ينال من وعود يزيد بن معاوية وابن مرجانة لعنهما الله شيئا، وهو ما أوضحه الإمام صلوات الله وسلامه عليه بقوله وندائه يوم عاشوراء: (أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر! فدعي له، وكان كارها لا يحب أن يأتيه فقال: يا عمر أنت تقتلني ؟ تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك أبدا، عهدا معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم. فاغتاظ عمر من كلامه، ثم صرف بوجهه عنه، ونادى بأصحابه: ما تنتظرون به؟ احملوا بأجمعكم إنما هي أكلة واحدة)[4].

الهوامش:

(1)قال الحموي في معجم البلدان ج3 ص 116ــ 118: (وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محط الحاج على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال... والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها...وللري قرى كبار كل واحدة أكبر من مدينة...وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الري باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق. وقال الأصمعي: الري عروس الدنيا وإليه متجر الناس... وكان عبيد الله بن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الري إن خرج على الجيش الذي توجه لقتال الحسين بن علي، رضي الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الري والقعود، وقال: أأترك ملك الري والري رغبتي، أم ارجع مذموما بقتل حسين وفى قتله النار التي ليس دونها حجاب وملك الري قرة عين فغلبه حب الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان).

(2)تاريخ الطبري ج 4 - ص 309 ــ 310.

(3) البداية والنهاية لابن كثير ج 7 ص 313.

(4) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج45 ص10 فيما قاله مولانا الحسين عليه السلام في يوم عاشورا لجماعة الكوفي من النصايح والمواعظ.

المصدر:مكتبة العتبة الحسينية المقدسة