من وصايا الإمام الخامنئي دام ظله...إغتنموا الفرص وبدلوا أصفاركم الى أعداد!

السبت 15 سبتمبر 2018 - 05:54 بتوقيت غرينتش
من وصايا الإمام الخامنئي دام ظله...إغتنموا الفرص وبدلوا أصفاركم الى أعداد!

فبنظرة، أو بابتسامة، أو بكلمة، أو بحركة يد، أو بحركة قلم، بإمكاننا أن نجمع حسنات يتجاوز حجمها حجم السماوات والأرض...

يجب أن لا ننسى ذكر الله. إنّ كلّ ما لدينا هو من التوسّل والتوجّه إلى الحضرة الربوبيّة. فالله تعالى هو الذي يأخذ بقلوبنا ويسمو بها إلى الأهداف العليا، وهو الذي يأخذ بمجامع القلوب ويشدّها إلى تلك الأهداف، وهو الذي يجمع القلوب ويؤلّف بينها. فالإنسان مهما بلغ غير قادر على أن يجمع القلوب ويشدّها نحو جهةٍ ما. وحدها القدرة الإلهيّة هي مَن يقدر على ذلك.

* المسؤوليّة فرصة كما الحياة

لا بدّ لنا من اغتنام الفرص. وبصفتنا مسؤولين فإنّ الله سبحانه وتعالى قد منحنا فرصة، وهي فرصة الحياة وفرصة المسؤولية. فقد أُوكلت إلى كلّ منّا مسؤوليّة ما لمدّة محدّدة من الزمن تنتهي بانقضائها. فعلينا أن نغتنم الفرصة التي أتيحت لنا ونستثمرها بأقصى ما يمكن؛ لأنّ الإنسان عندما يغادر هذه الحياة، تُوصَد خلفه جميع أبواب العمل والحركة. نعم، قد يكون هناك مَن يستغفر لنا وينفعنا ذلك، أو قد نترك خلفنا أعمالاً تُحسب كصدقة جارية، لكنّ المهمّ في الأمر هو أنّنا سنغدو غير قادرين على فعل شيء وقد غُلّت أيدينا وانقطع عملنا. وما دمنا في الحياة الدنيا، فأيدينا مبسوطة، وبمقدورنا القيام بالكثير من الأعمال. فبنظرة، أو بابتسامة، أو بكلمة، أو بحركة يد، أو بحركة قلم، بإمكاننا أن نجمع حسنات يتجاوز حجمها حجم السماوات والأرض.

* في الدنيا يدنا مبسوطة

في الحياة الدنيا، يد الإنسان مبسوطة، وهو قادر على فعل ما يريد، لكن ما إنْ يغادر هذه الحياة، حتى تُغلّ يده ويغدو غير قادر على فعل أيّ شيء، سوى فتات حسنات قد تصله من استغفار الآخرين له أو تصدّقهم عنه بعد رحيله. وهذا لا يوازي بأيّ حال من الأحوال ما كان الإنسان قادراً على فعله ولم يفعله في حياته وقبل مماته. من هنا، لا بدّ للمرء من أن يعي ثمن الفرصة ويحرص على اغتنامها. علينا أن نشدّ أحزمتنا ونلج ساحة العمل الدؤوب.

* نحن البشر عيوبنا كثيرة

لا بدّ لنا أيضاً من العودة إلى أنفسنا ومراجعتها وملاحظة مواطن الخلل والنقص فيها. فلكلٍّ منّا ثغرات ونواقص. وغالباً ما تكون عيوبنا نحن البشر أكثر بكثير من محاسننا من غير أن نكون مدركين لذلك. فهذه طبيعة البشر. نحن مجموعة من الضعف، لكنّ الله سبحانه وتعالى أودع فينا القدرة على التطوّر والتحسّن اللامتناهيين بما يمكّننا من التغلّب على مواطن الضعف فينا، فنبدأ بتبديل الأصفار إلى أعداد، والأمور السالبة إلى موجبة. فالله تبارك وتعالى لا يظلمنا أبداً.

* حدّدوا مواطن الخلل والنقص

نحن قادرون في حياتنا على تحويل جميع الأصفار إلى أعداد، وكلّما قمنا بذلك تقدّمنا، وما نخفق فيه، فلا بدّ من الالتفات والتركيز عليه، بمعنى لو أنّ المرء غفل عن إدراك مواطن الضعف في ذاته، وأخفق في تحديد مواطن الخلل والنقص في فعله، فسيغدو متخلّفاً. وهذه إحدى فوائد السباق؛ ففي السباق حيث يقف إلى جانب المرء من ينافسه، فإنّه يدرك على الدوام مواضع النقص والخلل فيه ويسعى لتلافيها، ولكن عندما يكون وحيداً في الميدان ويعدو وحده، فإنّه قد يجد نفسه مضطراً إلى التوقّف أحياناً، فيقف برهة من أجل السعال مثلاً، لكنّه بما أنّه وحده لن يدرك كم جعله هذا التوقّف متأخّراً، أمّا إذا كان هناك من يعدو إلى جانبه ولم يتوقّف فسيجعله ذلك مذهولاً من طول المسافة التي تقدّم فيها خصمه عليه.

* الإقرار بالذنب آخر وسيلة

إذاً، فحياتنا العمليّة مهدّدة بثوانٍ ودقائق وساعات من التخلّف، علينا الانتباه لها جيّداً ليتسنّى لنا تعويضها. وإنْ لم يسعنا تعويضها فعلى الأقل نقرّ بذلك أمام الله سبحانه وتعالى، "وإن كان قد دنا أجلي ولم يُدنني منك عملي، فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي".

فهذا من جملة الطرق التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه، أي الإقرار بالذنب، والإقرار بالتقصير والإخفاق والنقص والظلمات التي تعاني منها نفوسنا. علينا الالتفات إلى هذا الأمر، فجميع ذلك من الممكن التغلّب عليه بتوفيق الله وعنايته سبحانه وتعالى.

* هذا الزمن نعمة كبيرة

إنّنا نعيش في زمن جيّد، وعلينا أن نشكر الله سبحانه على ما حبانا، ونثني عليه على هذه النعمة الكبيرة، فقد مرّ بنا زمن لم نكن قادرين على فعل شيء، ولا سوانا من ذوي الهمم والعزائم. لكنِ اليوم أصبح بمقدورهم ذلك. فعلينا أن نقدّر هذه الفرصة ونشكر الله سبحانه عليها، ونسأله أن يتغمّد روح إمامنا [الخمينيّ] الكبير برحمته وكذلك أرواح سائر شهدائنا والممهّدين ذلك السبيل أمامنا.

المصدر:مجلة بقية الله