حنظلة بن أسعد الشبامي من أصحاب الإمام الحسين ، الذين استشهدوا معه في واقعة كربلاء، وكان رسولاً من قبل الإمام إلى ابن سعد، قبل يوم عاشوراء.
الاختلاف في اسمه
يوجد اختلاف في اسم حنظلة، الشيخ الطوسي عندما أشار في رجاله إلى أصحاب الحسين ذَكرهُ بهذا الاسم ”حنظلة بن أسعد الشبامي" وذكرت بعض المصادر أن اسم أبيه سعد. وقد احتمل بعضهم اتحاد اسم ”حنظلة بن أسعد الشبامي“ مع اسم شهيد آخر من شهداء الطف وهو ”سعد بن حنظلة التميمي“، كما أشار إلى ذلك الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه أنصار الحسين حيث يقول:
"سعد بن حنظلة التميمي: ذكره ابن شهر آشوب في المناقب والمجلسي في بحار الأنوار، وقد استظهر التستري في قاموس الرجال: أن هذا هو حنظلة بن أسعد الشبامي، واستدل بأن ابن شهر آشوب لم يذكر حنظلة المتفق عليه وهو الشبامي، وقال الشيخ شمس الدين: أنّ سعداً هذا غير حنظلة ذاك لأن غير ابن شهر آشوب قد ذكر سعداً، وأن ذاك شبامي من عرب الجنوب، وهذا تميمي من عرب الشمال."
أبناؤُه
له ولد یسمی "علیاً"، يقول الشيخ السماوي: "وله ولد یُدعی علي له ذکر في التاریخ"وكان من الثقات يروي عن الخاصة والعامة.
وصوله إلى كربلاء
وصل حنظلة بن أسعد الشبامي (رض) إلى الحسين ، في يوم وصوله إلى كربلاء والذي صادف في اليوم الثاني من محرم سنة 61 هـ، وما إنّ وصل إلى كربلاء أرسله الإمام ، رسولاً من قبله إلى ابن سعد.
خطبته في كربلاء وشهادته
كان وجهاً من وجوه الموالين لأهل البيت عليهم السلام في الكوفة، شجاعاً، ذا بلاغة وفصاحة. التحق بالإمام الحسين عليه السلام في كربلاء. ومن مواقفه يوم العاشر من محرم أنّه قام بين يدي الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره وهو ينادي معسكر الأعداء.
نقل أبو مخنف في مقتله: وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي، فقام بين يدي الحسين : فأخذ ينادي: يا قوم إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب: ﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ * وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ﴾. ياقوم لا تقتلوا حسيناً ، فيسحتكم الله بعذاب: ﴿ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى﴾.
فقال له الحسين : يا بن أسعد - رحمك الله - إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك، فکیف بهم الآن وقد قتلوا أخوانك الصالحين.
قال: صدقت، جعلت فداك! أنت أفقه منيّ وأحقّ بذلك، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟ فقال : رح إلى خير من الدنيا وما فيها وإلى مُلك لا يبلى، فقال السلام عليك أبا عبد الله، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعرّف بيننا وبينك في جنته، فقال : آمین، آمین.
ثمّ تقدّم إلى القوم شاهراً سيفه فنزل الى الميدان وهو يرتجز:
يا شرّ قومٍ حسَباً وزادا وكم ترومون لنا العنادا
وقاتلَ قتالاً شديداً حتى استُشهد رضوان الله عليه
حتّى احاطوا به فقتلوه في ميدان الحرب.
المصدر:مواقع مختلفة بتصرف