نعم انه رفع الستار عن احداث 11 ايلول 2001 من داخل المخابرات الأميركية عن طريق "سوزان لينداور" ضابطة اتصال لدى المخابرات.
إذن هذا هو الجزء الثاني من " خفايا مذهلة عن11 أيلول"نتابع فيها حديثنا مع ضابطة الإتصالات لدى المخابرات الأمريكية سوزان لينداور.
س: تقولين أنّه بعد 11 ايلول، كانت اسرائيل هي الحكومة الأجنبية الوحيدة التي اعربت عن رغبتها في ان تشتري منك وثائق مخصصة من وكالة الأمن القومي في واشنطن. وقلت أنّ عملاء "الموساد" حاولوا الإتصال بك اكثر من مرّة عندما كنت في مهمة في العراق، وقال العميل لمدبرّة منزلك انّه مستعدّ لإحضار حقيبة مليئة بالنقود الى اي مكان في العالم مقابل هذه الوثائق.
ج: نعم هذا لأمر كان طريفاً للغاية. بعد 11 ايلول اعلن صدام حسين انه لديه وثائق مالية وتقارير مصرفية واسهم ترانزيت ومعلومات عن حسابات القاعدة، اذا كنتم تبحثون عن ارقام ومعلومات مرتبطة بالقاعدة وتعتقدون بأنها المسؤولة عن الهجمات فبامكاننا أن نريكم من ايّة جهة تأتهم الأموال؟
بوسعنا أن نكشف لكم عن هيكل نشاطهم المالي، إذا أرسلتم الى بغداد فريق من خبراء مكتب التحقيقات الفدرالي لإجراء تحقيق فسوف نُسلّم كل شيء الى ايديكم.. والجدير بالذكر هنا أنّ العراقيين رفضوا في البداية تسليم هذه المعلومات الى الـ"cia" لأنهم كانوا يخشون ان تُضيّع عمداً هذه الأوراق أو تُبيدها أو تُتلفها، حتى لا يتحدث بعدها عن تعاون العراق في مكافحة الإرهاب. وعندما لجأت الى بغداد اصبح معروفاً للجميع، علم "الموساد" واجهزة المخابرات المعروفة الأخرى، لأنّه كانوا جميعاً يراقبونني، وكنت اتعامل مع بغداد من فترة طويلة. كان العراقيون من جديد يسعون بشكل جدي مدنّا بأي شيء هام في مجال مكافحة الإرهاب، وقبل فوات الأوان. ولأنّ "بوش" اصبح يقرع طبول الحرب، وكان يدفع طوال الوقت لشنّ الحرب على العراق. ونحن كنّا نعرف انّ لا شأن للعراق بما حدث في 11 ايلول.
وكان يمكن عن طريق هذه الوثائق كشف الدول التي تدفق منها هذه الأموال، كان بوسعنا الحصول على مليارات الدولارات بالإستيلاء عليها، ولكن الولايات المتحدة رفضت استلام هذه الوثائق وعلم "الموساد" بذلك. وبعدها بدأت الإتصالات بي هاتفياً بعملاء غير معروفين في المخابرات الإسرائيلية. ربّة منزلي لم يكن لديها ايّة فكرة عن تواجدي في العراق، قلت لها انني في اجازة في ايطاليا، وحين اتصلوا بها قالت: سوزان في ايطاليا. لكن عميل "الموساد" أجاب: كلا ليست في ايطاليا. نحن نعرف اين هي؟ انها في مكان آخر.
على كلّ حال اخبريها، ان الوثائق التي لديها، او التي ستحصل عليها تهمّنا جداً. ونحن مستعدون لدفع ايّ ثمن تحدده مقابلها. سنحمل اليها حقيبة مليئة بالنقود بأي عملة تريدها، وقالوا انهم سيدفعون ملايين الدولارات.
لم يكن للموساد ايّة نيّة للتخلّي عن فكرة الحرب على العراق، لذلك كان يخافون ان يكون هناك ادلّة مادية عى تعاون العراق في مجال مكافحة الإرهاب. كما انهم ظنّوا انهم سيدفعون مبلغاً كافياً وبذلك اصبح عميلة مزدوجة.. لكنهم أخطأوا فهذا ما لا يمكن ان يحدث معي. ربما كنت الشخص الوحيد الذي عرضوا عليه هذا المبلغ ورفضت.
هذا شيء نادرٌ جداً.
في واشنطن الجميع يقبضون اموالا من "الموساد"، كلهّم يقبضون. كثيرون اعترفوا لي في احاديث شخصية بانهم قبضوا نقوداً من "الموساد".
س: من السياسيين أو من العاملين في الـ"cia"؟
ج: من العاملين في الـ"cia" ومن الساسة السياسيين.. يقبضون من "الأيباك" وهو اقوى الهياكل المالية التي تدفع في واشنطن.
س: لماذا تستبدلين "الموساد" بالـ"أيباك"، والـ"أيباك" بالـ"موساد"؟
ج: نعم انهما مرتبطان بشكل وثيق. الموساد هم الذين عرضوا عليّ المال الذي رفضته.
س: لدي استشهاد من كتاب "الغاز ارهاب 11 ايلول والأثر الإسرائيلي"، كتاب اثار ضجّة كبيرة في اميركا. جاء فيه انّ عميلاً اسرائيلياً كان جار لـ"محمد عطا" الذي كان ضابط اتصال لـ"cia" كما تشيرين ايضاً؟ والمخابرات الإسرائيلية راقبته بكل تحركاته على مدار الساعة، يعني حسب الكتاب ومعلوماتك يعني انّ المخابرات الإسرائيلية كانت تعرف 100% بهجمات 11 ايلول.
ج: يجب ان يعرف المستمعوين، انّ عملاء الإتصال هم اشخاص تمّ فحصهم واختبارهم بدقّة. ففي ايّة لحظة يمكن ان يحدث اتصال غير متوقّعٍ مع شخص غير معروف. تريد الحكومة أن تعرف كلّ شيء عنه. لذلك يكون "العميل" تحت متابعة أو مراقبة مستمرّة.
"محمد عطا" كان عميلاً هاماً بحيث سكن العميل الإسرائيلي بجواره لمتابعة كلّ تحركاته.
أنا أرى انه ليس ثمّة معنى لإنكار ما هو واضحٌ كالشمس، إذا كان "محمد عطا" كما يدعّون متورطاً في الأحداث المرتبطة بالمؤامرة فانّ الإسرائيليين كانوا يعلمون بذلك طبعاً.
اريد ان اشير الى نقطة هامة، هناك وثائق تشير الى انّ غالبية الهجمات الإرهابية بعد 11 ايلول، قد اعدتّها الأجهزة الخاصة. ويتمّ ذلك بالشكل التالي: عناصر من الأجهزة الخاصة تحت اسماء وشخصيات مستعارة، يقيمون اتصالات بأشخاص ذات توجّه اسلامي متطرف.
من خلال الإنترنت مثلاً مدعيّن بأن لديهم اتصالات مع عملاء مزدوجين. من داخل الـ"cia" ثمّ يدربون هذا الشخص ويزودونه بالمعدات التقنية اللازمة لتنفيذ العمل الإرهابي. ثم يبرزونه بصفته المسؤول الأول لكي يتمّ القبض عليه. وهكذا فانّ "محمد عطا" كان لفترة طويلة عميل اتصال لـ"cia". وكان يعمل في مجال تجنيد عملاء آخرين. اي كان عميلاً مزدوجاً عملياً. مثلاً كانوا يقولون له: نحن نريد اقامة اتصال مع هذا الشخص أو ذاك. نريدك ان تقيم معهم علاقات ثقة وتدعوهم للتعاون لتحقيق اغراض معينّة.
سوف تعلمّهم ما نقوله لك. مثلاً تعلمّهم كيف تقوم بخطف الطائرات. كلّ شيء ستقوم به حسب تعليماتنا. ونحن سنسهّل لك الأمور. أمّا بالنسبة للجميع فسيبدو الأمر وكأنهم هم الذين قرروا أن يصبحوا ارهابيين، ولكن في الواقع تكون أنت الذي حققّت لهم غرضهم.
يقولون له: سنُقدّم لك كلّ المعلومات التكنولوجية التي ستناقشها معهم بالتفصيل. مثلاً سنعلمك ثم تُعلمهم أنت كيفية التعرف على الإحداثيات الدقيقة لمركز التجارة العالمي مثلاً. كان من الممكن ان يكون السيناريو على ذلك النحو.
من الواضح انّ احداثيات المركز وصلت الى الإرهابيين بمساعدة الـ"CIA"، أو "الموساد". وهذه ممارسة منتشرة، وكان المُشرفون من الـ"CIA" ومن "الموساد" قد عملوا كثنائي مع عملاء الإتصال.
يتبع...
المصدر:روسيا اليوم
إقرأ أيضا:خفايا مذهلة عن11 أيلول..الجزء الأول..التفجير حصل من الداخل وليس باصطدام الطائرتين؟!