على الرغم من بقاء ترامب في الحكم، لمدة تزيد عن عام، إلا أن حرب المنافسة على رئاسة أمريكا، بدأت تشتعل مبكرا، خاصة بعد أن بدأت الاتهامات تحوم حول الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب.
والحديث عن امكانية عزل ترامب بدأ مبكرا بعد أشهر قليلة من تولي ترامب الرئاسة في امريكا مع تكشف قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتحقيق في احتمال تواطؤ حملته الانتخابية مع الروس.
وشهدت الفترة الماضية المداولات، حول اقتراب نهاية دونالد ترامب في أمريكا، والتلويح بإمكانية عزله من منصبه حال ثبوت الاتهامات بإجراء اتصالات مع روسيا أثناء الانتخابات الرئاسية، حيث كانت تلك القضايا شغلت الرأي العام الأمريكي والعالمي معا طوال الأسابيع الماضية.
باراك أوباما يشن هجومًا على دونالد ترامب
وفي أعقاب ذلك، بدأ الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما في الحديث إلى وسائل الإعلام، مستغلا تلك الأزمة في الترويج لنفسه، واستعداده لخوض الانتخابات الأمريكية المقبلة، والمقرر لها (2020).
وفي تصريح له ضمن جولاته الاستعدادية للانتخابات التشريعية الأمريكية، شن أوباما هجوما على خلفه دونالد ترامب، وقال إن ترامب انتهك مجموعة من معايير الديمقراطية، وتعدى على القانون وحرية الصحافة.
وأشار أوباما إلى قيام ترامب بترهيب خصومه بالسجن، في إشارة إلى تهديدات الرئيس الجمهوري بسجن منافسته السابقة هيلاري كلينتون.
وقال أوباما: "إنها لحظة مهمّة في تاريخنا، لدينا الفرصة لنُعيد القليل من الكرامة لحياتنا السياسية".
ترامب يواجه "انقلابا" في داخل البيت الابيض
من جهته قال ستيف بانون، كبير مستشاري البيت الأبيض السابق إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه "انقلابا"، مشيرا إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" من دون توقيع بشأن المعارضة داخل إدارة ترامب.
وأوضح بانون، الذي شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية، لرويترز أن "ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة".
وقال بانون إنه استقال من منصبه وأبلغ شبكة "سي.بي.إس "التلفزيونية في ذلك الوقت بأن "المؤسسة تتطلع لإبطال انتخابات 2016 وتحييد ترامب".
وكان مسؤول في إدارة ترامب اشار في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء الماضي إلى وجود مقاومة داخلية في الإدارة بسبب "افتقار ترامب للمسؤولية الأخلاقية وانعدام تشبثه بأي مبادئ واضحة توجه قراراته". وتحدث في مقاله عن "همسات مبكرة" بين أعضاء بإدارة ترامب لاتخاذ خطوات لإزاحته عن الرئاسة، لكنهم "قرروا ألا يفعلوا لتفادي حدوث أزمة دستورية". كما انتقد أسلوب إدارة ترامب، ووصفها بأنها "طائشة وضيقة الأفق وعقيمة".
وسارع كبار معاوني الرئيس الأمريكي للتنصل من مقال "نيويورك تايمز"، حيث نفى ما لا يقل عن 11 من كبار مستشاري الرئيس منهم نائبه مايك بنس والسفير الأمريكي لدى روسيا جون هنتسمان ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس.
وأثار المقال غضب ترامب ووصفه بأنه "لطمة" من منتقدين ينكرون نجاحاته، ودعا الصحيفة إلي الكشف عن "الجبان" الذي كتبه، حسب وصفه.
من جهته، أوضح قسم مقالات الرأي في "نيويورك تايمز" إن المقال كتبه مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية وإنه اتخذ خطوة نادرة الحدوث بنشر المقال بدون توقيع لأن الكشف عن هوية الكاتب سيؤثر سلبا علي وظيفته. وفي السياق نفسه، ذكرت السيناتورة الأمريكية إليزابيث وارن أنه حان الوقت لتفعيل تعديل دستوري لإزاحة الرئيس ترامب عن السلطة، إذا كان مسؤولون كبار يعتقدون أنه لم يعد بإمكانه ممارسة مهامه.
شعار "المدينة المجنونة" على باب مكتب ترامب
ومن جديد تفجرت المشاكل داخل البيت الأبيض في واشنطن، بعد ان طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المدعي العام جيف سيشنز بالتحقيق لمعرفة الشخص الذي وضع لافتة مكتوبا عليها "الدخول إلى المدينة المجنونة: الولايات المتحدة الأميركية" على باب المكتب البيضاوي.
ولاحظ ترامب الإشارة للمرة الأولى صباح يوم الجمعة الماضي، واستشاط غضبا قبل أن يطلب من مستشارته كيليان كونواي أن تقرأ ما كُتب.
ووفقا لمطلعين من البيت الأبيض، فإن تحديد من كتب العبارة قد يكون أمرا صعبا، فهناك ما بين 70 و100 موظف البيت الأبيض يستخدمون كلمة "المدينة المجنونة" لوصف بيئة عملهم.
وقال ترامب للصحفيين الجمعة "من وضع هذه العلامة على بابي قد ارتكب خيانة للولايات المتحدة"، فيما علَق نائب الرئيس الأمريكي، مايكل بنس، على ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول مناقشة إمكانية استقالة ترامب وتولي منصبه وفقا للدستور الأمريكي، وقال في مقابلة مع قناة "سي بي إس": "لم أناقش الفكرة أبدًا"، متسائلا: "ما الفائدة من هذا؟".
قبل اجراء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في نوفمبر المقبل، تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض في ضوء تنامي دعوات عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على خلفية الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وكذلك دفع محاميه الخاص مبالغ هائلة لممثلات إباحيات لشراء صمتهن في قضية فضائح ترامب الجنسية، وهو ما يشجع نواب الحزب الديمقراطي على سحب البساط الرئاسي من تحت قدمي ترامب، وتكرار فضيحة "ووترغيت"، وما ترتب عليه من عزل الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون.
يشار إلى أنه جرت في تاريخ الولايات المتحدة محاولتان لعزل رئيس البلاد، كانت الأولى ضد الرئيس أندرو جونسون عام 1868، والثانية ضد بيل كلينتون، عام 1998، لكنهما باءتا بالفشل، وبقي الرئيسان في المنصب. وفي عام 1974، كان ريتشارد نيكسون قاب قوسين من عملية العزل، غير أنه قدم استقالته قبل إطلاقها، وبذلك أصبح أول رئيس أمريكي يستقيل من منصبه.