سامي جواد كاظم
عندما تصدر فتوى او حكم شرعي من أي عالم من المؤكد تكون وفق نصوص معتبرة من القرآن والسنة ، هنالك احكام متفق عليها بين جميع المذاهب وهنالك اخرى فيها اجتهادات فقهية بين المذاهب وحتى بين علماء المذهب الواحد .
ولان علماء ومراجع الشيعة على مستوى عال من الفقاهة والعلمية فانهم يختارون ادق التعابير في اصدار احكامهم حتى لاتؤول الى غير مقاصدها لاسيما من قبل الجهلة او المتربصين بهم ، وفي حالات اخرى تكون الاجابة شفهية لمن يريد الاستفهام عن حالة خاصة به حتى لاتعمم على الاخرين ولا تفهم خطا .
ومن بين الاحكام التي اجمع عليها العلماء ولكل المذاهب هو حكم لا يجوز مس كتابة القران الا على طهارة أي ان يتوضأ مثلا قبل مس الكتابة واينما كانت فهذا ابن باز سئل عن حكم مس كتابة القران فاجاب : " لا يجوز للمسلم مس المصحف وهو على غير وضوء عند جمهور أهل العلم وهو الذي عليه الأئمة الأربعة وهو الذي كان يفتي به أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، قد ورد في ذلك حديث صحيح لا بأس به من حديث عمرو بن حزم : أن النبي ﷺ كتب إلى أهل اليمن: أن لا يمس القرآن إلا طاهر وهو حديث جيد له طرق يشد بعضها بعضا، وبذلك يعلم أنه لا يجوز مس المصحف للمسلم إلا على طهارة من الحدثين الأكبر والأصغر".
واما سماحة السيد السيستاني فان حكمه بخصوص هذه المسالة هو:" لا فرق في حرمة مس كتابة القرآن على المحدث بين أن يكون باليد أو بسائر أجزاء البدن" ([ 468 ] مسألة 3)، ويؤكد على الحرمة بخصوص انواع الكتابات واشكالها في هذا النص :" لا فرق بين أنواع الخطوط حتى المهجور منها كالكوفي، وكذا لا فرق بين أنحاء الكتابة من الكتب بالقلم أو الطبع أو القص بالكاغذ أو الحفر أو العكس" ([ 471 ] مسألة 6)
هذا الحكم الثاني يعني لو كتبت آية الكرسي على قطعة ذهبية ولمستها المرأة ولم تكن على طهارة فهذا حرام ، فاينما كتب القران وبأي شكل يكون محرم على غير الطاهر مسه الا بعد الوضوء ، ولهذا جاء في منطوق احد الاسئلة بخصوص سورة الاخلاص المكتوبة على الورقة النقدية العراقية فئة ( 1000) دينار ، فكان جوابه نفس الجواب اعلاه اذا مس السورة لابد له من ان يتوضا وليس لا يجوز مس الورقة النقدية الا بالوضوء .
ولكن المؤسف ان هنالك من تناقل هذا الحكم الشرعي بشكل مبتور او بشكل غامض من غير توضيح وهذا هو الضالة التي يبحث عنها المتطفلون والحاقدون على اهل البيت واتباع اهل البيت فجاء تناقلهم لهذا الحكم مع عبارات القدح التي تعبر عن مستوى ثقافتهم واحقادهم على المرجعية من جهة وعلى جهالتهم من جهة ، فكان فيصل القاسم مهرج قناة الجزيرة الذي داخله وثقافته ورأيه اتجاه معاكس فيما بينها أول المتصيدين بالماء العكر.
صيغة السؤال كانت هكذا " طُبِعت في وسط العملة العراقية الحالية فئة (1000) دينار وفئة (1) دينار سابقا سورة الإخلاص وبالخط الكوفي، فما هو حكم مسّها من دون وضوء؟". فتناقلت وسائل اعلام التحريض إجابة لم اجدها في استفتاءات السيد وهي ضرورة الوضوء قبل مس الورقة النقدية (و المطلوب الوضوء قبل مس كتابة القرآن و ليس الورقة النقدية)ولكن للاسف وجدتها من على موقع الجالية العراقية الذي دائما ينشر أخبار السيد مرتضى الكشميري ولا أعلم هل اطلع سماحته على هذا الجواب المبتور ام لا ؟
نعم من لم يكن طاهر يحرم عليه مس كتابة القران اينما كانت على عملة ورقية او على قطعة ذهبية وهذا بنص القران والسنة المتفق عليهما عند كل علماء الاسلام.
المصدر:وكالة أنباء براثا