كيف تُنمّي الأم مهارات أطفالها اللغوية منذ الولادة؟

السبت 8 سبتمبر 2018 - 17:10 بتوقيت غرينتش
كيف تُنمّي الأم مهارات أطفالها اللغوية منذ الولادة؟

منوعات - الكوثر: تبحث الكثير من الأمهات عن أهم النصائح التي يمكنها من خلالها تحسين قدرات طفلها اللغوية، لذا تحرص الكثير منهن على خلق بيئة تعليمية صحيحة لتنمية قدرات الطفل اللغوية، والتي تعتمد على أساليب وطرق كثيرة لاستخدام اللغة عند الطفل بالربط بين الوظائف الذهنية التي يقوم بها الطفل والأنشطة التي تقدمها الأم.

ذكر فريق من الباحثين بمستشفى "بوسطن للأطفال"، التابعة لمعهد "ماساشوستس" للتكنولوجيا، أن الأطفال الصغار الذين يتحدثون بصفة منتظمة مع مَن هم أكبر منهم عمرًا تتكون لديهم روابط أقوى بين اثنتين من المناطق الدماغية اللتين تؤديان دورًا أساسيًّا في تعلم اللغات.

كما أكدت الدراسة، التي نشرتها دورية "ذا جورنال أوف نيوروساينس" (Journal of Neuroscience)، أن النتائج التي توصل إليها الباحثون لم تتأثر بالمستوى الاجتماعي أو المادي أو التعليمي للآباء.

قام الباحثون بتصوير المخ لـ40 طفلًا تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وست، وينتمي آباؤهم إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة، فوجدوا أن زيادة دورة التخاطب (والتي تم قياسها في عطلة نهاية الأسبوع بجهاز تسجيل في المنزل) أظهرت روابط أقوى بين منطقتي "فيرنيك" و"بروكا" بالنسبة للأطفال، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي أو المادي لأسرهم.

وتعتمد "منطقة فيرنيك"، والتي سُمِّيت بهذا الاسم نسبة إلى طبيب الأعصاب الألماني كارل فيرنيك، على وجود صلة بين القسم الخلفي الأيسر من التلفيف الصدغي العلوي للمخ والقدرة على فهم الكلمات والمقاطع التي ترتبط بالصور الحسية والحركية للكلمات المنطوقة. إذ تؤدي أي إصابة يتعرض لها الشخص في هذه المنطقة إلى اضطراب في قدرته على الاستيعاب اللغوي.

أما "منطقة بروكا"، والتي تُنسب إلى مكتشفها عالم الأعصاب بول بروكا، فتوجد في مقدمة الفص الأيسر من الدماغ، وهي المسؤولة عن تنفيذ عملية الكلام حركيًّا (تشكيل وبناء الكلمات والجمل، واستخدام صيغة الجمع ووصف الأفعال، واختيار الكلمات الوظيفية والسياق اللغوي كحروف الجر والعطف)، وتؤدي المشكلات التي تتعرض لها هذه المنطقة إلى اضطراب في اللغة التعبيرية، بحيث يكون الشخص قادرًا على فهم الكلام المسموع والمقروء، ولكنه غير قادر على التحدُّث.

تقول "راشيل روميو" باحثة ما بعد الدكتوراة بمستشفى بوسطن للأطفال، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "إن منطقتي "فيرنيك" و"بروكا" تُعنيان بدورة التخاطب (فهم الكلام والتحدث)؛إذ تُعنى دورة التخاطب بالتفاعل في الحديث بين الأطفال والكبار. ففي كل مرة يتحدث الشخص البالغ إلى الصغير ويرد عليه أو العكس، تُحتسب دورة تخاطب، ولهذا فإن زيادة دورات التخاطب تُعَد ذات أهمية في تطوير مناطق المخ المسؤولة عن تنمية اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة".

وتتناقض نتيجة الدراسة مع دراسة أجراها الباحثان "بيتي هارت" و"تود ريسلي" في عام 2003، وانتهوا فيها إلى ما أطلقا عليه مصطلح "فجوة الثلاثين مليون كلمة"، مشيرين إلى أن "الأطفال في الأسر الغنية يسمعون حوالي ثلاثين مليون كلمة أكثر من الأطفال في الأسر الفقيرة عند بلوغهم سن الثالثة، وأن هذه الاختلافات يمكن حتى رؤيتها من خلال التصوير الإشعاعي لأدمغة الأطفال، وأن هذه الفجوة اللغوية لا تختفي ببساطة بعد سن الثالثة".

تقول "روميو": من المهم محادثة الأطفال منذ لحظة الولادة؛ فهم يفهمون الكلام قبل التحدث بمدة طويلة، ويتعلمون من خلال تقليد ما يسمعونه من الكبار. ولا يهم أن يكون الحوار ذا مستوى عالٍ، ولكن المهم أن يكون هناك تجاوُب ورد فعل من الطرفين، مثل تقليد بعض الأصوات والوجوه الضاحكة، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا، فيُمكن طرح أسئلة تتطلب ردودًا أكثر من مجرد "نعم" أو "لا".

وتضيف أن "كثرة التعرض لمفردات اللغة، أيًّا كانت، تُعَدُّ أمرًا مهمًّا في تنشيط المخ وزيادة حصيلة التعبيرات اللغوية لدى الطفل".

من أهم النصائح التي يجب على الأم اتباعها :

● الحديث المستمر مع الطفل بلغة صحيحة وواضحة منذ الشهور الأولى فالحديث معه بشكل واضح يساهم فى تنمية مهارات التواصل لديه ويساعده على تعلم النطق سريعا، و إعادة صياغة كلام الطفل باستخدام المفردات نفسها التي قالها، وكذلك تواصل الطفل مع أطفال آخرين من نفس عمره سيشجعه على التحدث والتواصل مع الأشخاص بشكل عام.

● الحذر من بقاء الطفل لساعات أمام شاشة التليفزيون أو الأجهزة الذكية وأن لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة فى اليوم، فبقاء الطفل أمامها بالساعات سيجعله يعتاد على أن يكون متلقي للحديث فقط ولا يكسبه قدرات التواصل والرد.  

● على الأم أن تشارك طفلها اختيار الأنشطة والألعاب والأغاني التي يفضلها، فهذا يساعد الطفل على البقاء مع والدته وقت أكثر مما يساعده على تعلم الكلام أكثر، فتكرار العبارات يساعد الطفل على النمو الفكري، إذ إنه يرسخ في عقله الكلمات بصيغها المختلفة.

● على الأم في كل مرة إضافة جمل وكلمات ومعان جديدة حينما تتواصل مع طفلها، فهي بذلك تساهم في تنمية المهارات اللغوية لديه من خلال تزويده بالكلمات التي يمكنه استخدامها للتعبير عما يريد بسهولة.

● ومن النصائح كذلك والتي يمكن للأم أن تستخدمها هي التعبير الحركي مع الكلام، فالإشارة مع الكلام مهمة جدا في المراحل الأولى من تعلم الكلام لترسيخ الكلمات في عقل طفلك بشكل صحيح.

● تعد القراءة من أهم النصائح على الاطلاق لتنمية مهارات الطفل اللغوية ، فالأطفال يستمتعون جدا بسماع القصص ومشاهدة الصور، لذا على الأم قراءة الكتب لهم بصوت واضح وبطريقة صحيحة ومناقشة طفلها في أحداث القصة حتى تطور مهاراته اللغوية.

تصنيف :