وقال مصدر عسكري روسي لصحيفة " كوميرسانت" الروسية، إن تفاصيل العملية العسكرية المتوقعة ضد الإرهابيين في محافظة إدلب يجب أن يتفق عليها رؤساء روسيا وتركيا وإيران خلال اجتماعهم في طهران يوم الجمعة.
وقالت الصحيفة إنه كان ممكنا أن تبدأ العملية العسكرية في محافظة إدلب في يوليو الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب معارضة تركيا التي لها نفوذ على قوى المعارضة السورية في محافظة إدلب وترى أنه من الضروري أن تستمر سيطرة المعارضة المسلحة (السورية) على قسم كبير من محافظة إدلب.
ووعد الرئيس التركي أردوغان قبل أيام بتحقيق تقدم في موضوع إدلب خلال قمة طهران التي تجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا.
وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام العربية تحدثت في يوليو حول إمكانية موافقة روسيا وتركيا وإيران على خطة لتقرير مصير إدلب، مفادها أن تستعيد السلطات السورية السيطرة على أجزاء محددة من "إدلب الكبيرة"، بينما تظل تركيا والمعارضة المسلحة ترعيان الأجزاء الأخرى.
وعن معارضة الغرب للعملية العسكرية في إدلب قالت الصحيفة: "إذا اتفقت تركيا وروسيا وإيران على أن تركز العملية على "جبهة النصرة"، واتخذت موقفا واحدا فلن تجد الدول الغربية أمامها إلا غض النظر عن العملية العسكرية في إدلب".
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إن الحل النهائي للوضع في إدلب يمكن التوصل إليه خلال القمة الثلاثية في طهران.
وأعلن المسؤول الإيراني خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي:"آمل أن تتمكن القمة التي ستعقد في طهران، والتي يشارك فيها السيد بوتين، من التوصل مع نظرائه إلى توافق نهائي محدد حول الأحداث التي تجري في إدلب".
وتشهد مدينة إدلب السورية تطورات يومية متسارعة سواء على صعيد عمليات الجيش السوري هناك أو الأخبار المتعلقة بالمجموعات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى أوضاع المدنيين في ظل سيطرة تلك المجموعات على المدينة وريفها.
وتحدثت تقارير إعلامية من داخل محافظة إدلب عن حالات فرار بعض زعماء الإرهابيين والأجانب من خلال الحدود التركية، حيث تقوم عناصر حرس الحدود التركية بتهريب الإرهابيين.
وذكرت هذه التقارير، أنه بعد إقرار تركيا بأن تنظيم "هيئة تحرير الشام" إرهابي وسحب الغطاء عنه ، ضربت إدلب في اليوم التالي أكثر من عشرة تفجيرات استهدفت قيادات بارزة في التنظيم الإرهابي في مختلف أرجاء المحافظة، وبعد أن فشلت تركيا بحل "جبهة النصرة" أعطت الضوء الأخضر لـ"حركة نور الدين الزنكي" بتصفية "جبهة النصرة".
ولوحظ تغيير بارز في لهجة الولايات المتحدة بما يخص معركة إدلب، وتراجعها عن تهديد وتحذير الدولة السورية من شن عملية عسكرية لتحريرها، وبرز ذلك في تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي أكد فيه أن بلاده ترى مكافحة الإرهابيين في شمالي سوريا أمرا ضروريا وتشاطر روسيا مخاوفها حيال وجودهم في إدلب.
من جهتها، اعتبرت القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء الخميس، أن القمة الثلاثية المقررة في طهران هامة وتاريخية لأنها ستناقش مستقبل مدينة إدلب السورية، وتبحث مصير "الإرهابيين".
وأوردت القناة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن روسيا وتركيا ترغبان في التوصل لاتفاق يمهد لاستسلام "الإرهابيين"، بينما إيران وروسيا تديران الأمور في سوريا ـ على حد قول القناة العبرية ـ وتطالبان باعتراف تركي بشرعية الرئيس بشّار الأسد، رغم موقف أردوغان تجاهه.