الشيخ حسين الخشن
نحن على أعتاب شهر محرم الحرام و الجميع يستعد لإستقبال هذا الشهر . فمن الطرق التي نستقبله به هي معرفته و معرفة أحكامه و القراءة عنه .ومن المسائل التي تتعلق بهذا الشهر العظيم هي صيام يوم عاشوراء .
نحن نعلم أن أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام لا يصومون يوم عاشوراء و لكنهم يمكسون فيه عن الطعام الى فترة ما بعد الظهر . لكن هناك أحاديث في صحيحي مسلم و البخاري تؤكدان أن النبي محمد صلي الله عليه و آله كان يصوم هذا اليوم لا بل كان يأمر بصيامه ! فهل هذا صحيح .
فماصحة الحديث المروي في البخاري ومسلم عن عائشة حيث قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي محمد يصومه فلمّا قدِم المدينة صامَه، وأمرَ الناس بصيامِه..
هذا المضمون الذي تضمنته هذه الأخبار حول تقديس يوم عاشوراء وصيامه عند اليهود وغيرهم، هو موجود في العديد من الروايات المروية عن النبي (ص)، ولكن هذه المسألة تخضع للبحث من أكثر من جهة:
أولا: إن هذا الأمر قد استُغل بعد مصرع الإمام الحسين (ع) من قبل بعض النواصب الذين دعوا إلى صومه فرحًا بمصرعه (ع)، الأمر الذي أنكره علماء المسلمين وبما في ذلك الكثير من علماء السنة.
ثانيا: إن مضامين بعض الروايات لا تخلو من إشكال، ومنها ما جاء في الروايات أنّ النبي (ص) لما رأى اليهود تصومه، قال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجّى الله فيه نبي اسرائيل من عدوهم، وصامه موسى، فقال (ص): أنا أحق بموسى منكم فصامه. فإنّ اتباع النبي (ص) لليهود في هذا الأمر مما لا يمكن التصديق به، ولو كان صيامه مطلوبًا فيصومه (ص) تبعًا لأمر الله ووحيه وليس تبعًا لليهود. وقد ألف بعض العلماء كتبًا حول صيام عاشوراء وما يرتبط به من أحكام شرعية.
المصدر:موقع الكاتب