وهو الحبُّ رغبةٌ وحبيبٌ *** وطريقٌ بها إليهِ استدَلا
إنَّ أُمِّي ،، أمِّي القديمةَ جداً *** ورَّطتْني بالحبِّ مُذْ هيَ حُبْلى
وحروفاً كوفيةً نقَشتْني *** فترعْرعتُ في جداركَ طفلا
فأنا اسمٌ لو قيلَ لي: ما عَليٌّ ؟ *** لانْ حَتى ثمَّ كالمنارةِ صَلّى
يا عليُّ ،، الدُّعاءُ عندَكَ ربٌّ *** مُستجيبٌ أعزَّ من كانَ ذَلاّ
يا عليُّ ،، الدموعُ فاطمةٌ عندَكَ أُخرى تُجِلُّها حينَ تُتْلى
وأنا دمعةٌ وصوتُ دعاءٍ *** ذا جريءٌ ، وتلكَ تهطِلُ خَجْلى..
هذهِ غيمةُ العذاباتِ تهْمي *** وجَعَاً، يُتَّقى بأنَّك مولى
كتَبَ اللهُ أنَّ وجهَكَ وجهُ اللهِ يؤتى أنَّى الرجاءُ تولى
وقضى اللهُ أنْ أكونَ عَجولاً *** فأزجَّ الآثامَ نحوَكَ عَجْلى
فاقبَلَنِّي يا غايةَ اللهِ هَدْياً *** وأضئْني فقد توغَّلتُ جَهْلا
أنا يا والدي تَسَوَّرَني الغيُّ.. وحسبيْ أنِّي رأيتُكَ هـّلا؟
آنَسَتْني مِنْ حيثُ وهجُك نارٌ *** فيموتُ الظلامُ فيَّ ويَصْلى
وَلأكُنْ في هواكَ مَحْضَ رمادٍ *** أمَلي في الرَّمادِ أن يتجلَّى
بَشَراً مُشرقَ الجهاتِ سويَّاً *** هزَّ شبَّاكَكَ المقدَّسَ نخلا
إنَّ سَجَّادتي تُرابُ عَذابي *** طاحَ من مُهجتي العتيقةِ أصْلا
إتِّجاهيْ ربِّي وبَوْصَلتي أنتَ وخوفيْ ،، لا خوفَ عندِيَ ،، كلا
أنَا آمنتُ أنْ أرى لكَ روحاً من حنانٍ وأنْ أرى لكَ شكْلا
نخلةُ الوعْدِ لمْ أزلْ مثمِراً فيها وأمِّي للآنَ طَلْعٌ مُحَلَّى
مُوقِناً أنَّكَ المدينةُ للَّوْذِ فهذي بيوتُ أمنيَ تُعْلى
بينَ عينيكَ يا عليُّ اطمأنَّتْ *** لُغَتي .. لمْ تعدْ ببابِكَ ثكْلى
ودخلنا _ أنا وأمِّي _ إليهِ وخرجنا أمَّاً وآخرَ كهلا
أبيضَ القلبِ والقصيدةِ والأمِّ رجعنا ككفِّ موسى وأجْلى
وابتعدْناعن الضريحِ وعُدْنا ،،، ماءَ وردٍ ,, وعُروةً ،، ومُصلَّى .
مهدي النهيري