ويل للعرب من شر قد اقترب!!

الأربعاء 29 أغسطس 2018 - 08:24 بتوقيت غرينتش
ويل للعرب من شر قد اقترب!!

مقالات – الكوثر: أن يكون هناك عرب فهذا لا يعني وجود ما يسمى (أمة عربية من المحيط إلى الخليج) كما كنا نتعلم في المدارس (ذات رسالة خالدة) وفقا للمنطوق البعثي!!.

 

شعوب وقبائل تقطن هذه المساحة الجغرافية تحولت للسان العربي لأنه لغة القرآن، أما الحديث عن (أمن قومي عربي) واحد فيحتاج إلى شرح وبيان وليس فبركة بيانات تصدرها جامعة أبو الغيط وبلبل (جامعة الدول.. الأمريكية) بين الفينة والأخرى!!.

يرفع النظام السعودي في حربه على اليمن العربي شعار الدفاع عن عروبة هو قتلها ومثّل بجثتها وتفاخر بانتصاره على صدام حسين (حامي حمى البُوابة الشرقية للأمة العربية) وقبله على ناصر (روح الأمة العربية)!!.

لكي تكون عروبيا حقيقيا فلا بد أن تنطق كلمة البُوابة بضم الباء مجاملة للعروبة الصدامية!!.

ولأن شعار العروبة لا يكفي ولا يفي بعد أن اتسع نطاق الحروب الرعناء التي شنها هذا النظام على تلك (العروبة الميتة) لجأ ذات النظام آخر عام 2015 إلى لملمة مندوبيه الذين أرسلهم لحكم بعض البلدان الإسلامية تحت شعار (التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب) ومن ضمنهم باكستان ذات المائتي مليون نسمة التي نال أحد جنرالاتها (شرف) قيادة هذا التحالف!!.

41 دولة جرى ضمها لهذا التحالف أغلبهم من باب المجاملة وأداء واجب العزاء إلا أن العضو الأهم هو باكستان التي استباحها الوهابيون وحولوها إلى ساحة اشتباك ضد الاتحاد السوفييتي ثم تركت لتتحمل وحدها عبء هذه المواجهة تخريبا لنسيجها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

دفع الباكستانيون وقادتهم السياسيون ثمن هذا التآمر فآل سعود هم من دفع بالجنرالات لحكم هذا البلد وهم من حرض على إعدام قائد فذ مثل ذو الفقار علي بوتو ولا نبالغ أن عقودا كثيرة مرت وقرار هذا البلد مصادر من قبل الرياض.

الباكستانيون على اختلاف مذاهبهم لم يكونوا أبدا سعداء بالتغول الوهابي وهذا ما سمعته بنفسي من أشخاص التقيتهم مصادفة ومن ثم فالطموح الشعبي لإنهاء هذا الوضع الشاذ هو من أدى لصعود عمران خان رئيسا جديدا للوزراء، وهو ذاته الذي أطاح برئيس وزراء ماليزيا الملوث بالمال الوهابي.

يرفعون شعار: نتصدى لأي نفوذ غير عربي في منطقتنا العربية!!.

أهلا وسهلا بالباكستانيين والماليزيين خداما لنفوذنا وكأنهم مجرد حمير للإيجار!!.

ثم لماذا يتفانى هؤلاء في خدمتكم والتضحية من أجلكم وأنتم تحتقرون في تصريحاتكم وإعلامكم كل ما ليس بعربي وتعتبرونه عدوا طامعا في ثرواتكم وكارها لعروبتكم المزعومة؟!.

شعارات بلا مضمون أخلاقي

واضح أن منظومة التلفيق السياسي تلجأ إلى الشيء ونقيضه، فتارة تكون الحرب باسم العروبة وتارة باسم الإسلام وتارة ثالثة دفاعا عن المذهب الصحيح، أما الحجة الدامغة فهو دفتر الشيكات التي منحت لرئيس وزراء ماليزيا 500 مليون دولار عربونا للصداقة!!.

ومن الواضح أيضا أن قدرتهم على التزييف والخداع وشراء الذمم والضمائر قد اضمحلت خاصة لدى الشعوب التي لم ترتدي يوما قميص عثمان المسمى بالعروبة وقد شاهد الجميع بعينيه كيف جرى سحل جثث شركائهم في عروبة الموتى!!.

خلاصة القول

يروي البخاري: عن أم المؤمنين زينب بنت جحش: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).

وها قد كثر خبث العرب فويل لهم من شر قد اقترب.

دكتور أحمد راسم النفيس

110