هذا التأجيج سيكون في منطقتين بالتأكيد، لكنه قد تسري نيرانه الى مناطق أخرى، فالإدارتين الاميركية والصهيونية اضحت بحاجة الى هذه الحرب لاسباب داخلية بالدرجة الاولى ... ولايضر الاعرابي ان يلتحق في القافلة و يدسّ نفسه بين جيوشها بدل ان يموت وحيداً او يبقى ذليلاً على رمال الصحراء.
- سوريا- إدلب، الكل ينتظر ساعة الصفر، هجوم من الجيش السوري لتنظيف المحافظة من آخر معاقل الارهاب وتراكمات سيارات النفايات الخضر التي نقلت كل الارهابيين الى هناك ...
وآخر قد يسبقه اميركي – صهيوني بمشاركة بريطانية فرنسية. وقد سبق ان دفع السعودي الحلوب ثمن الاعتداء... ما اعلن عنه 150 مليون دولار ولا اظنها الرقم الحقيقي فالعدوان لن يكتفي بذلك.
- لبنان، كل المتآمرين والخانعين وعبيد امريكا والسعودية بانتظار المحكمة الدولية، يظهر ان هناك تحضيرات لأزمة جديدة.. وكما قلت اكثر من مرّة لن تنتهي ازماتنا إلّا بنهاية أسر النفط وانظمتها المتخلفة وعلى رأسها السعودية.
اضف الى هذا الوضع هناك ملفان آخران في طريقهما للتصعيد رغم الجهود العقلانية التي تعمل على عرقلة تدهور الاوضاع والذهاب نحو الفوضى ...
- العراق، على خلفية صراعات تشكيل الحكومة، رغم ان وجود المرجعية وثقلها، اضافة الى عقلانية الكثير من الاحزاب والفصائل السياسية سيعمل على اجهاض هذا المشروع الذي تحلم به السعودية والأمارات.
- تصاعد الاستفزازات الاميركية للجمهورية الاسلامية رغم تمكن الحكومة الايرانية الى الآن من التأقلم مع اوضاعها الاقتصادية الجديدة والحظر المفروض عليها وعجز الاوروبيين في مواجهة قرار ترامب.
والى جانب هذه المواقع الأربعة هناك غزة المحاصرة منذ أكثر من عقد من الزمان واحتمالية اجتياحها من قبل العدو على خلفية صراعات داخل الكيان وايضا لتدمير اكبر قدر من مواقع القوة والاخلال بمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة.
ترامب ومعه نتنياهو كلاهما بحاجة الآن الى ما ينقذ اوضاعهما الداخلية، فلأول مرة يتحدث الرئيس الاميركي بنفسه عن تداعيات عزله! والانتخابات النصفية التشريعية على الأبواب... رغم ان عزل ترامب يحتاج الى اجراءات مطولة، لكن مجرد الهائه بعذا الملف سيفقده القدرة على متابعة الملفات الاخرى وخاصة الخارجية، لذلك هو يريد ان يحقق شيئاً في الخارج لينقذ وضعه الداخلي ... وسقوطه سيعني- بالتأكيد- نهاية نتنياهو وبن سلمان.
الاميركي اليوم في حيرة من أمره، يريد القيام بشيء لكنه يخاف الثمن خاصة وان القضية لم تعد صراعاً ايرانياً – اميركياً او سورياً – سعودياً او لبنانياً – اسرائيلياً، بل صراع محورين عالميين دخلا حرباً اقتصادية منذ فترة وتشتدّ بينهما اليوم باسوء الاشكال.
تحذير سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من عدم اللعب بالنار، تعبير عن حقيقة ترابط فصائل ودول المقاومة وان محور العدوان يعاني من هستيريا الفشل ولايهمه ان تدفع المنطقة وشعوبها المزيد من الدماء والدمار والاموال ... حتى لمجرد تسجيل انتصار وهمي ...
ان العامل الوحيد الذي يمكنه ان يكفّ العدوان ويوقف نيران الحروب التي يشعلها محور الشرّ الصهيوني – الاعرابي، هو توحيد موقف محور المقاومة ووحدة ساحات الصراع، فالعدوان على بلد وفصيل لابد ان يواجه بالرد في اكثر من جبهة ... وبهذا الشكل فقط نقلل من احتمال تورط الشرّ في عدوانه واستفزازاته.
علاء الرضائي