عيد الغدير في كلمات الإمام الخميني (قدس سره)

الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 17:42 بتوقيت غرينتش
عيد الغدير في كلمات الإمام الخميني (قدس سره)

مناسبات - الكوثر: مقتبسات من كلام الإمام الخميني الراحل (قدس سره) في عيد الغدير، وأهمية هذه المناسبة لأتباع مذهب أهل البيت والمسلمين عموماً.

عيد الغدير هو اليوم الذي حدد فيه النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم- أمر الحكومة وبيّن مثال الحكم الإسلامي إلى الأبد كاشفاً أن القدوة للحاكم الإسلامي هي هذا الإنسان الأسمى المختار إلاهيا.ً
انّ النبي الأكرم(ص)  كان متيقناً انه من المستحيل أن يكون احداً نظيراً للإمام أمير المؤمنين- عَليهِ السَلام- بكل ماتحمله الكلمة من معني، لكنه عيّن مثالًا للحاكم على الآخرين ليقتربوا من كماله
والإمام علي نفسه بيّن منهاج الحكم في عهده لمالك الأشتر، حين حدد واجبات الحاكم والولاة الذين ينصبهم على البلدان وجميع النواحي. واستناداً الى مثال الخلافة الذي عيّنه الرسول الأكرم(ص)  ومنهج عمل الحكومة والولاة الذي بينه الإمام علي(ع)، فإن جميع الحكومات- التي أعقبت حكمه باستثناء تلك الأيام القليلة لحكم الإمام الحسن- سلام الله عليه- فاقدة للكفاءة المطلوبة للحكم الإسلامي سواء تلك التي التزمت بمقدار ما بآداب الحكم الإسلامي التي يجسدها حكم رسول الله(ص)- إن وُجِدت أو تلك التي لم تلتزم بذلك أصلًا. جميعها غير جديرة بالحكم.
والإمام علي(ع)  نفسه ثار على معاوية إذ كان يتستر بالإسلام، ويدعي القيام! بأعمال إسلامية، ولعله كان يؤمن بعقائد إسلامية، او لم يكن يؤمن بشي‏ء منها! وعلى أي حال ثار عليه الإمام علي(ع) ولم يعبأ بأقوال كل الذين كانوا يتصورون أنهم ينصحونه عندما طلبوا منه أن يُبقي معاوية والياً على الشام، ثم يعزله بعد أن تترسخ دعائم خلافته، لكنه رفض ذلك. لقد كان دليله هو أنه لا يستطيع أن يجعل من يتحرك خلاف المعايير الإلهية، وينشر الظلم في البلاد حاكماً على العباد ولو مدّة قصيرة.

صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 24(بتصرف)     

عليٌّ (ع) مصداق جميع الأسماء والصفات الإلهية


عيد الغدير هو من أكبر الأعياد الدينية. فهو عيد المستضعفين وعيد المحرومين وعيد المظلومين في العالم أجمع. العيد الذي اختار فيه الباري تبارك وتعالى أمير المؤمنين (ع) بواسطة الرسول الأكرم (ص)، لتطبيق الأهداف الإلهية و تبليغها ومواصلة طريق الأنبياء. يجب أنه من الموسف أنّ أيدي الخيانة عن طريق الحروب التي أثارتها وأشعلت نيرانها عند تصدي الامام (قدس سره) للأمور، حالت دون أن ظهور الشخصية الحقيقية لهذا الرجل العظيم بمختلف أبعادها. فلشخصية هذا الرجل العظيم أبعاد كثيرة وهي تجلًّ للإسم الإلهي الجامع لكل الأسماء والصفات الإلهية. حيث تجلت في هذه الشخصية الأسماء والصفات الإلهية كلها في الظهور في الدنيا وفي العالم بواسطة الرسول الأكرم (ص). إن الأبعاد الخفيّة فيه أكثر من الابعاد الظاهرة. وهذه هي الأبعاد نفسها التي وصلت وتصل إليها يد البشر. لقد جمعت في شخصية هذا الرجل أبعاد متناقضة ومتضادة. فحيناً تراه زاهداً من أكبر الزهّاد تجده كذلك مقاتلًا مقداماً مستبسلًا في الدفاع عن الإسلام. إنَّ هذه الأبعاد والصفات لا تجتمع في أشخاص عاديين. فالزاهد من الأفراد العاديين ليس مقاتلًا والمقاتل منهم ليس زاهداً كما هو معروف.

صحيفة الإمام، ج‏19، ص: 59 (بتصرف)

الإمام الخميني الراحل (قدس سره) خلال زيارته لضريح الإمام علي (ع)



نداء الغدير، الولاية والحكومة

آمل أن يكون هذا العيد مباركاً على جميع الشعوب المظلومة، لاسيما الشعب الايراني النبيل. أسأ ل الله تعالى أن يلقي نظرة خاصة على هذه الأمة العظيمة الحاملة للواء الا سلام في هذا العصر، وأن يهبها عناية متميزة.
ما عساني قائلًا حول شخصية اًمير المؤمنين(ع)، وما عسى غيري ان يقول انه من المستحيل أن يستوعب البشر أبعاد هذه الشخصية العظيمة ولو تواصلت احاديثكم اشهر متوالية! من وصل الى مرحلة الكما ل، وكان مظهراً لجميع أسماء الله جل وعلا وصفاته، يجب أن يكون عدد أبعاده مساوياً لأسماء الباري تعالى (أي ألفاً)، وليس بمقدورنا تبيين بعد واحد منها. لقد اجتمعت الأمور المتناقضة في هذه الشخصية، حيث لايستطيع المرء الإحاطة به والتحدث عنه؛ انطلاقاً من ذلك، فالأفضل ان اكون صامتاً في هذا المجال. لكنّ هناك مسألة يحسن بي تناولها، وهي عبارة عن الإنحرافات التي تعرضت لها الشعوب وخاصة شيعة الامام علي (ع) منها علىّ مر العصور، والأيادي التي أوجدت تلك الانحرافات والدسائس والمؤمرات على امتداد التاريخ، ومنها ماحدث في السنوات الًاخيرة.
لاتعتبر قضية الغدير بذاتها أمراً مهماً لأميرالمؤمنين (ع)، إنّه هو الذي أوجدها. لقد أحدثت تلك الشخصية المباركة الذي يعد مصدراً لجميع الأمور، قضية الغدير. لاقيمة للغديربالنسبة له؛ الذي يملك القيمة هو الامام نفسه، ومن ثمةجاءت قضية الغدير عقب ذلك. لما لاحظ الله تبارك وتعالى أنه احد بعد رسول الله (ص) يستطيع إجراء العدالة كما ينبغي وبكل ما للكلمة من معنى سوى ذلك الرجل، أمر رسوله الكريم (ص) بتنصيبه خليفة وقائداً للحكومة الالهية. ان تصيب الامام خليفة من مقاماته المعنوية، وذلك لانّ مقاماته المعنوية الجامعة هي التي أوجدت الغدير.

صحيفة الإمام، ج‏20، ص: 95 (بتصرف)

مزيد من الصور