درسان من الثقافة الاسلامية...الى ترامب

الأربعاء 22 أغسطس 2018 - 08:52 بتوقيت غرينتش
درسان من الثقافة الاسلامية...الى ترامب

الحصار ،هذا الاسلوب النجس الذي لو قرأ ترامب الثقافة الاسلامية لعلم أننا على قدر ما نتجنب وننبذ هذه التصرفات...

سامي جواد كاظم

القيم والمبادئ التي يتمسك بها أي انسان تكون نابعة اما عن دينه او عن تربيته التي هي وليدة بيئته ، والمشكلة عندما نتمسك بمبادئنا والطرف الاخر يجهلها بل ويوغل في استهتاره ، وهذا ما تتعرض له الامة الاسلامية وتحديدا ( ايران، لبنان اليمن ،العراق ) من تصرفات غبية تصدر عن الرئيس الامريكي .

الحصار ،هذا الاسلوب النجس الذي لو قرأ ترامب الثقافة الاسلامية لعلم أننا على قدر ما نتجنب وننبذ هذه التصرفات فإننا ننبذ اكثر من يقوم بها ، هذان درسان من الثقافة الاسلامية التي لربما هو بحاجة لان يعلمها ان كان لا يعلمها .

فالامانة عند المسلمين من الامور المقدسة والحريصون على ادائها ؛فعن الامام زين العابدين عليه السلام في خطابه لشيعته : "عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لو أن قاتل أبي الحسين بن علي عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه".

يؤدي الامانة حتى ولو كانت سيف قاتل ابيه ، بينما ترامب وعصابته يقوم بخيانة الامانة مع سبق الاصرار، فهنالك من يودع امواله في مصارف معينة امانات يقوم ترامب بخيانتها وحجزها والتصرف بها ، وهذا ما لا يقدر على فعله المسلمون، والاتفاق النووي امانة ايضا فخان الامانة ترامب وحصل ما حصل.

درس آخر ؛ أن تحصر خلافك بالجهة المقصودة ولا علاقة لك بالمدنيين ، في حرب صفين لاحظ الاخلاق الاسلامية المحمدية للامام علي عليه السلام ، وبالرغم من ان الذي امامه مسلح ويفكر بقتله فانه عرض على معاوية وقال: يا معاوية هلم إلى مبارزتي ولا تقتل العرب بيننا، فقال معاوية: لا حاجة لي في ذلك.

لاحظوا حتى يجنب القوم القتال، ولربما هنالك مكره مع معاوية لا يريد القتال فيقتل! والموقف الاخر عندما بارزه عمرو بن العاص وكُشفت سوءته فأعرض عنه الامام علي ولم يقتله بالرغم من انه عدوه وخرج لكي يقتله والشيء بالشيء يذكر فان هنالك محاورة بين عمرو بن العاص ومعاوية نصها :

عندما رأى عمرو بن العاص معاوية يوماً يضحك ، فقال له : ممّ تضحك يا أمير المؤمنين ، أضحك الله سنّك ؟ قال : أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سَوءتك يوم ابن أبى طالب ! أما والله لقد وافقته منّاناً كريماً ، ولو شاء أن يقتلك لقتلك .

قال عمرو : يا أمير المؤمنين ، أما والله إنّي لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فاحوَلَّت عيناك ، وربا سحرك ، وبدا منك ما أكره ذكره لك ، فمن نفسك فاضحك أو دَع "

هذه الاخلاق هي التي تتحلى بها الحكومات والجهات التي تعاديها ادارة ترامب من طائفة الامامية ، وان كنت تعتقد ان حصاركم نجح على العراقيين طوال 12 سنة فانه يختلف عن ايران، لان حكومة بغداد كان طاغية بكل مقاييس الكلمة والشعب العراقي هو من دفع مؤامرة الحصار بإدارة امريكا وحكام الخليج ،اما حكومة ايران فانها جاءت بثورة وانتخابات وهذا ما لم يتحقق اطلاقا لاي رئيس أمريكي انه جاء بثورة واما الرئيس المنتخب فانه يعد بمطبخ الكونغرس ليخرج الى لعبة الانتخابات .

خبر مهم جدا إن استطاعت ميركل العمل به و تنفيذه : حيث يقول نص الخبر" برلين: يجب إنشاء أنظمة مالية مستقلة عن الولايات المتحدة للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني" وحقيقة ليس الاتفاق النووي فقط بل الشعوب المستضعفة التي تسلطت عليها امريكا والحكام العملاء على تلك الشعوب ، علما تغريدتنا على هذا الخبر حذفتها ادارة تويتر.

المصدر : مركز النور للدراسات