السعودية...هل تتفكك من الداخل؟

الثلاثاء 21 أغسطس 2018 - 13:25 بتوقيت غرينتش
السعودية...هل تتفكك من الداخل؟

أمر مروع يحدث كل يوم ولا يحرّك العالم ساكنا بل يكتفي بلغته المعتادة التي يدعو فيها الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس، والتعامل مع الملف اليمني بلامبالاة...

فوزي بن يونس بن حديد

ما فعله التحالف العربي في اليمن أخيرا أمر مروع جدا، حيث أشلاء الأطفال والنساء النازحين من قراهم نحو ملاذات آمنة وإذا بهم يجدون أنفسهم تحت نيران الصواريخ التي لا ترحم، إنها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ترتكب مجزرة ومذبحة كالمذابح والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، ليس هناك مبرر ولا يقبل أي عذر للتحالف العربي تجاه هذه الحادثة التي روعت الجميع وأبقت السعودية في دائرة الاتهام الشديد أمام الجنائية الدولية التي ينبغي أن تتحرك وتحاسب السعودية على فعلتها الشنيعة.

أمر مروع يحدث كل يوم ولا يحرّك العالم ساكنا بل يكتفي بلغته المعتادة التي يدعو فيها الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس، والتعامل مع الملف اليمني بلامبالاة وكأنّ الأمر ضربٌ من الخيال أو التمثيل، ولكن الحقيقة التي صدمت العالم هذه المرة وغيرها كثير من المرات هو إقدام السعودية على هذا الجرم الكبير الذي لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، بل ينبغي أن تحاسب السعودية على فعلتها وتعاقب، وإن لم يفعل العالم ذلك فسيفعله اليمنيون أنفسهم، إنها المسؤولية الكبرى على العالم الذي يتقاعس عن أداء واجبه تجاه ما يجري حقيقة في أماكن النزاع ويكون الشعب هو الضحية، ضحية حسابات معقدة وصفقات مشبوهة.

ما قامت به السعودية تزامن مع ما قامت به القوات الصهيونية على مشارف غزة عندما نادى أبطالها بالحرية والكرامة سلميا، حيث تشابهت العمليتان وكأنهما متفقتان على إذلال الشعب العربي، والإطباق على صوت الحق سواء في اليمن أو في غزة، كلاهما تسبب في إراقة الدم العربي، لشعب أعزل لا يملك إلا الدعاء إلى الله بأن يفرج عنه الهم ويكشف عنه الكرب، وليس لديه حيلة سواء في غزة الأبية أو في اليمن السعيد إلا الاستسلام لقدر الله سبحانه تعالى.

 وأعتقد أن المسار اليوم يتجه إلى ظهور تحالفين أحدهما للخير وآخر للشر حسب زعم ابن سلمان والولايات المتحدة الأمريكية التي لا تعترف بجرائم السعودية في اليمن اليوم بل إنها تحتفظ بذلك في الوقت المناسب حتى تبتزها من جديد بالمليارات من الدولارات، وهذا ليس غريبا على الولايات المتحدة الأمريكية التي تمارس كل أنواع التضليل لتحقيق مآربها، وهذا التقسيم جاء في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الذي قسم الدول المعادية والموالية إلى محورين رئيسيين محور الشر ويضم آنذاك إيران وكوريا الشمالية والعراق، ومحور الخير أمريكا وإسرائيل واتسعت القائمة اليوم وربما تتغير إذا تم الاتفاق مع كوريا الشمالية لتتصدر إيران القائمة وتبقى العدو اللدود الأول لأمريكا وإسرائيل.

وعلى ضوء المتغيرات العالمية ارتأى ابن سلمان أن يكون مع الحلف القوي في العالم وتخلى تدريجيا عن عالمه العربي والإسلامي، ليؤسس مفهوم الصدمة الذي تحدث عنه في عالمه الخاص، فكما صدم الشعب السعودي بقراراته المفاجئة، ها هو اليوم يصدم الشعب العربي والإسلامي بتوجهاته المؤلمة حينما يعلن من أمريكا أن الشعب اليهودي له حق في إنشاء دولة وأن إسرائيل ليست عدوة وأن العدو الحقيقي هي إيران، بل صدم بذلك الحقائق القرآنية عندما يقول المولى تبارك وتعالى: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود" فماذا يقول ابن سلمان في هذا؟

يبدو أن ابن سلمان بعد زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية سيتولى العرش في المملكة العربية السعودية وليعلن البلاط الملكي عجز سلمان عن تأدية المهام وخدمة الشعب ليترك منصبه لابنه وولي عهده محمد الذي لا يقف في وجهه شيء إلا الموت حتى اعتراض أبيه على القرار لا يفيد ما دام الأمر جاء من أعلى سلطة في العالم، ولعل هذا مؤشر خطير على تفكيك السعودية الذي وعد به وتوعدنا به بروتوكول حكماء صهيون منذ زمن بعيد، حيث ذكرت هذه البروتوكلات تخطيط اليهود لتقسيم أكبر ثلاث دول عربية هي العراق والسودان والسعودية وجعلها دويلات صغيرة حتى لا تقوم للعرب قائمة.

 استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إبعاد السعودية عن جامعة الدول العربية وعن منظمة التعاون الإسلامي، ولم تعد السعودية سيدة القرار العربي بل أوجدت تكتلا جديدا مع أمريكا وإسرائيل اللتين تبحثان عن طريق جديدة لابتزاز السعودية وحلبها حتى إذا جفّ لبنها سهُل تفكيكها وتقسيمها فهل سيحصل ذلك على يد ابن سلمان الذي يتهيأ لاستلام الملكية ؟

المصدر:موقع الجزيرة