السيد السيستاني...يكشف عن معنى قوله تعالى(فلا يكن في صدرك حرج)

الإثنين 20 أغسطس 2018 - 06:39 بتوقيت غرينتش
السيد السيستاني...يكشف عن معنى قوله تعالى(فلا يكن في صدرك حرج)

السؤال: ما معنى الحرج في قوله تعالى (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدرِكَ حَرَجٌ مِّنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِينَ)؟...

ثمة سؤال يطرح: ما معنى الحرج في قوله تعالى (فلا يكن في صدرك حرج)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.

السؤال: ما معنى الحرج في قوله تعالى (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدرِكَ حَرَجٌ مِّنهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِينَ)؟

 اما الجواب فتجده في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي ج 4  ص 213قال:

ذكر في معناه أقوال أحدها: ما ذكره الحسن أن  معنى الحرج الضيق، فمعناه: ولا يضيقن صدرك لتشعب الفكر خوفا من أن لا تقوم بتبليغ ما أنزل إليك حق القيام، فليس عليك أكثر من الإنذار .

وثانيها: إن معنى الحرج الشك. عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي، فمعناه فلا يكن في صدرك شك فيما يلزمك من القيام بحقه، فإنما أنزل إليك لتنذر به. وثالثها: إن معناه: فلا يضيقن صدرك من قومك أن يكذبوك ويجبهوك بالسوء، فيما أنزل إليك، كما قال سبحانه: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم، إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) عن الفراء .

وقد روي في الخبر أن الله تعالى لما نزل القرآن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: إني أخشى أن يكذبني الناس ويثلغوا رأسي، فيتركوه كالخبزة، فأزال الله الخوف عنه بهذه الآية،

 وفي الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي  ج 4ص 561:

و" الحرج " في اللغة يعني الشعور بالضيق وأي نوع من أنواع المعاناة، والحرج في الأصل يعني مجتمع الشجر الملتف أولا ثم المنتشر، وهو يطلق على كل نوع من أنواع الضيق . إن العبارة الحاضرة تسلي النبي (صلى الله عليه وآله) وتطمئن خاطره بأن هذه الآيات نازلة من جانب الله تعالى فيجب أن لا يشعر (صلى الله عليه وآله) بأي ضيق وحرج، لا من ناحية ثقل الرسالة الملقاة على عاتقه، ولا من ناحية ردود فعل المعارضين والأعداء الألداء تجاه دعوته، ولا من ناحية النتيجة المتوقعة من تبليغه ودعوته . هذا ويمكن إدراك المشكلات التي كانت تعرقل حركة النبي (صلى الله عليه وآله) إدراكا كاملا إذا عرفنا أن هذه السورة من السور المكية، ونحن وإن كنا نعجز عن تصور جميع الجزئيات والتفاصيل المرتبطة بحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصحبه في المحيط المكي، وفي مطلع الدعوة الإسلامية، ولكن مع الالتفات إلى حقيقة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان عليه أن يقوم بنهضة ثورية في جميع المجالات والأصعدة في تلك البيئة المتخلفة جدا وفي مدة قصيرة، يمكن أن نتصور على نحو الاجمال أبعاد وأنواع الصعاب التي كانت تنتظره . وعلى هذا الأساس يكون من الطبيعي أن يعمد الله سبحانه إلى تسلية النبي وتطمينه بأن لا يشعر بالضيق والحرج، وأن يطمئن إلى نتيجة جهوده .

المصدر:وكالة أنباء الحوزة