ثمة سؤال يطرح:ما معنى قوله تعالى: "إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم"؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
إذن السؤال على هذا النحو: يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه العزيز{وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ان في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين} هنالك اختلاف بين اليهود والنصارى عن مكان التابوت فهل وردت روايات توضح ما هو التابوت ومكانه؟
الجواب: في تفسير كنز الدقائق للميرزا محمد المشهدي 1/ 588 قال :
وفي تفسير العياشي عن العباس بن هلال، قال: سأل علي بن أسباط الرضا عليه السلام فقال: أي شيء التابوت الذي كان في بني إسرائيل ؟ قال: كان فيه ألواح موسى التي تكسرت، والطشت التي يغسل فيها قلوب الأنبياء.
وفي كتاب معاني الأخبار: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته ما كان تابوت موسى؟ و كم كان سعته ؟ قال: ثلاثة أذرع في ذراعين، قلت: ما كان فيه ؟ قال: عصا موسى والسكينة، قلت: وما السكينة ؟ قال: روح الله يتكلم، كانوا إذا اختلفوا في شئ كلمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون ولا ينافيه ما يأتي: من أنه ريح، لاحتمال أن يكون الريح والروح واحدا.
وفي أصول الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنما مثل السلاح فينا، مثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل اي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة، فمن صار إليه السلاح منا، اوتى الإمامة وبهذا المعنى من الاخبار كثيرة فيه سكينة من ربكم: قيل: أي في إيتاء التابوت، أو في التابوت ما تسكنون إليه، وهو التوراة.
وكان موسى إذا قاتل، قدمه، فتسكن نفوس بني إسرائيل ولا يفرون، وقيل: صورة كانت فيه من زبرجد أو ياقوت لها رأس وذنب كرأس الهرة وذنبها و جناحان، فتأن، فيزف التابوت نحو العدو وهم يتبعونه فإذا استقر ثبتوا وسكنوا و نزل النصر. قال في مجمع البيان: روي ذلك في أخبارنا. وقيل: صور الأنبياء من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله. وقيل: التابوت هو القلب، والسكينة لما فيه من العلم والاخلاص، وإتيانه تصيير قلبه مقر العلم والوقار بعد أن لم يكن والصحيح ما ذكر في الخبر السالف، من أنه ريح طيبة يخرج من التابوت له وجه كوجه الانسان.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن الحسن بن خالد، عن الرضا عليه السلام أنه قال: السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون: أي ذرية الأنبياء، وهما موسى وهارون، والآل مقحم لتفخيم شأنهما، أو أنبياء بني إسرائيل، لأنهم أبنائهما.
في تفسير العياشي: عن حريز، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله{يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة } فقال: رضاض الألواح فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السماء فكتب في الألواح وجعل في التابوت.
أما مكان التابوت فقد وردت رواية تشير إلى أن الإمام المهدي يستخرج التابوت من أرض يقال لها انطاكية.
المصدر:وكالة أنباء الحوزة