الحج فريضة واجبة لمرةٍ واحدةٍ على كل مسلم مكلّف ومستطيع، وينقسم الحجّ إلى حج تمتّع، وإفراد، وقران، والأوّل واجب على من يبعد وطنه عن مكة المكرمة ثمانية وأربعين ميلاً، (أي ما يقارب تسعين كيلومتراً)، أما الإفراد والقران فهو وظيفة من يكون موطنه في مكّة أو في ما دون المسافة المذكورة.

يجتمع في مناسك الحج عدد كبير من المسلمين من كافة المذاهب الإسلامية، لذا فهو أكبر مناسبة لاجتماع للمسلمين.

معنى الحج
لغةً: الحَجُّ في اللغة يعني القصد.، يقولون حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: قصده. وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي قصدته. ورجلٌ محجوجٌ أَي مقصود. وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إذا أَطالوا الاختلاف إليه.
أما منسك بالفتح يكون زماناً ومصدراً ومكاناً لما تذبح فيه الذبيحة، ثم اتسعوا فيه حتى جعلوه لموضع العبادة والطاعة.

اصطلاحاً: المراد من الحج في المصنفات الإسلامية هو التوجّه إلى بيت الله الحرام لأداء الأعمال العبادية الخاصة في الزمان المحدد لها، أما في الإصطلاح الفقهي فيدل الحج على الأعمال نفسها والتي يقوم المسلمون بأدائها في مكة المكرمة،[3] ويقال لمجموعة هذه الأعمال العبادية في الحج: مناسك الحج.

الحج في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحدثت عن الحج في الإسلام، ومنها:

تحدث القرآن الكريم عن مسألة الحج، وعدّها من الواجبات على المستطيع، ومن شعائر الله العظيمة.
استناداً إلى ما جاء في الآية 27 من سورة الحج فإن النبي إبراهيم (ع) قد أُمر أن يبلّغ حكم الحج للناس.
للحج وقت خاص، والهلال علامة على حلول زمانه وموسمه. وبذلك تم رفض التقليد الجاهلي الذي كان سائداً قبل البعثة بأن يتم تأخير أو تقديم زمن الأشهر الحرم وموسم الحج.

تم تناول موضوع الحج ومناسكه وأحكامه الفقهية والأخلاقية في آيات أخرى أيضاً، منها الآيات التي تحدثت عن:

• تشريع حج التمتع لغير أهالي مكة والمجاوري الحرم.
• الوقوف في المشعر الحرام وعرفات.
• الأحكام التي تبين حكم التضحية.
• الصيد في الحج.
• وجوب الطواف، والسعي بين الصفا والمروة.
• عدم جواز حلق الشعر قبل التضحية.
• جواز التكسب والتجارة في الحج.
• بعض الأعمال المذمومة أو المحرمة أثناء الحج كالجدال ومقاربة النساء.
• الإعتراص على بعض العادات الجاهلية في موسم الحج.

الحج في الحديث
يضم كتابا وسائل الشيعة ومستدرك وسائل الشيعة أكثر من 7150 حديث عن أحكام الحج، وهذا ما يدل على أهميت الحج في الإسلام ومسائلها التفصيلية المتعددة.

الحج في الأحاديث أفضل من الصوم والجهاد، بل أفضل من كل عبادة ما عدا الصلاة.وتكمن في الحج معاني معنوية وروحية كثيرة، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "الْحَاجُّ وَ الْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ سَأَلُوهُ أَعْطَاهُمْ وَ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَ إِنْ شَفَعُوا شَفَّعَهُمْ وَ إِنْ سَكَتُوا ابْتَدَأَهُمْ وَ يُعَوَّضُونَ بِالدِّرْهَمِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ". وفي رواية أخرى عنه (ع): قَالَ: "إِذَا أَخَذَ النَّاسُ مَوَاطِنَهُمْ بِمِنًى نَادَى مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ أَرْضَى فَقَدْ رَضِيتُ".
وفي الحديث أيضاً: أن الحج من أركان الإسلام. وقد وصف أمير المؤمنين (ع) الحج بأنه "جهاد كل ضعيف"، كما أكد في وصيته أن أقل آثار الحج مغفرة الذنب.
ذمّ المعصومون (ع) عدم أداء أو تأخير الحج بشدة، وبيّنوا أن لذلك آثار وتبعات سلبية في الدنيا والآخرة.
كمؤشر على أهمية الحج، جاء في الأحاديث أنه يجب على من يتولى الشأن العام أن يجبر الناس على الحج الواجب إن تركوه، وإن لم يكن معهم مال فإنه ينفق عليهم من بيت مال المسلمين.

آداب السفر
رُويَ عدّة روايات عن النبي (ص) والأئمة (ع) عن آداب السفر إلى الحج، بما في ذلك:

التوبة من الذنوب الماضية، السعي لتحصيل الزهد والحلم الذي يكبح جماح الغضب، حُسن الخلق مع المصاحب للمسافر، السخاء في الإنفاق على أمور الحج وتجنب المساومة في الشراء.

المصدر: ويكي شيعة