أخيرا أصبحت الوهابية طريدة العدالة في ماليزيا بعد أن أعلنت حكومة هذا البلد قبل أيام عن الإغلاق الفوري (لمركز الملك سلمان للسلام الدولي) معللة ذلك بأن (المملكة ليست مؤهلة للقيام بهذا الدور كون الوهابية هيالعقيدة الرسمية لداعش وأخواتها).
لا يختلف من (يتعاونون) مع الوهابية لمحاربة الوهابية عن أولئك الذين وصفهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائِي كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا).
في الأعوام الأخيرة مارست المملكة الوهابية وحلفاؤها خدعة كبرى (لمن أراد أن ينخدع) بادعائها محاربة الإرهاب عبر وسائل الإعلام ومحاولة تبريره عبر تلك البيانات التي أصدرها أتباعها مثل البيان الذي أصدره الشيخ المبجل قبل أربعة أعوام محاولا تبرير اجتياح داعش للعراق بأنه ثورة ضد الظلم والتهميش الذي يتعرض له السنة بينما كانت الوفود الرسمية السعودية تشتري أطنان السلاح من أوروبا الشرقية وتسلمه لتلك الجماعات عبر تركيا والأردن.
لماذا إذا تنفق المملكة الوهابية الأموال على تأسيس هذا النوع من المراكز وتطلق عليها أسماء طنانة رنانة (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)؟!.
أغراض عدة يصعب حصرها، أهمها قطعا إبعاد سيف الاتهام عن رقابهم، إذ كيف يتهم بالإرهاب من أسس مركزا (للسلام) بينما هم الراعي الرسمي والأول للإرهاب في الدنيا بأسرها؟!.
كان يمكن التسامح مع هذا المنطق المزور لو أنهم حاربوا الإرهاب الوهابي بالفعل، إلا أن شيئا من هذا لم ولن يحدث، وما تقوم به هذه المراكز هو تجنيد الدواعش المهزومين وتوفير تقاعد مجز لهم والاستفادة من خبراتهم في عالم الدعاية والترويج لوهابية تكفيرية معدلة والحيلولة بينهم وبين تقديم مراجعة جذرية لهذا المشروع الإرهابي أو الانخراط في مشروع فكري يجتث الوهابية من جذورها.
هذا ما نراه في مصر حيث تحول كثير من فلول هذه الجماعات إلى (خبراء جماعات) يفتون في القملة ويعرفون دبة النملة ونشأتها و(تحولاتها الفكرية) وهو عمل يحظى بدعم ورعاية لا تخطئه العين كي يبقى الخيار العام محصورا بين تكفيري يقتل ويفجر وتكفير معدل لا يرغب هؤلاء المرتزقة في التبرؤ منه كونه موردا لا ينضب للدولارات!!.
الصراع الحقيقي الذي أنشئت من أجله الوهابية لم يحسم بعد ولا زال بقاء هؤلاء حاجة مستمرة حتى هزيمتهم النهائية.
ولا يفوتنك الدور القذر في شراء الذمم وتوجيه السياسات والذي يستلزم وجود العديد من الواجهات الثقافية والاجتماعية ووو وأخيرا الرياضية مثلما يحدث الآن في بلد (عزيز علينا!!).
الجديد في الأمر هو الجرأة على الحسم التي أبداها النظام السياسي في بلد كان السعاودة يرونه امتدادا طبيعيا لهم مما يشير إلى أن الكيل قد طفح من ارتكاباتهم ما أعلن وما لم يعلن وأن أساليب العربدة والبلطجة والتفحيط السياسي قد وصلت إلى نهاية الطريق.
دكتور أحمد راسم النفيس