ومع كل هذا فان المجزرة المروعة التي حدثت في ضحيان وراح ضحيتها اكثر من 50 طفلا وعشرات الجرحى لقيت اهتماما كبيرا وصدى واسعا في مختلف انحاء العالم. ولكن اليوم هناك تخوف كبير من قبل اليمنيين في ان تذهب هذه القضية طي النسيان والإهمال بسبب المال السعودي الاماراتي.
مذبحة ضحيان التي نتمنى ان تكون الاخيرة لاقت تنديدا كبيرا من قبل المجتمع الدولي. لكن هذه الدول اكتفت بالتنديد والاعراب عن الاسف والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق. هذه المواقف الباردة من قبل الامم المتحدة ادت الى ظهور شكوك في جدية المجتمع الدولي ومساعيه لادانة السعودية والامارات بشكل رسمي. فبعد جلسة مشاورات مغلقة في مجلس الامن قبل ايام اكتفى هذا المجلس بالدعوة إلى إجراء تحقيق موثوق وشفاف بشأن هجوم صعدة. وعبرت الرئيسة الحالية للمجلس المندوبة البريطانية كارين بيرس عن قلق المجلس البالغ من الهجوم وجميعِ الهجمات الأخيرة في اليمن، وأكدت أن المجلس يدعو جميع الأطراف إلى امتثال التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما ان الامم المتحدة ايضا عبرت عن صدمتها بهذه الحادثة، فبعد الموقف الذي ابداه الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى تحقيق مستقل في الغارة. أكدت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، أن جريمة استهداف حافلة للأطفال بصعدة أمر مرعب وغير مقبول. واعتبرت أن الكارثة الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم.
التنديدات بشأن المجزرة صدرت ايضا من قبل عدد كبير من الدول الغربية، غير ان الجانب اليمني شكك في جدية المجتمع الدولي بشأن محاسبة السعودية وحذرت الاطراف السياسية في صنعاء على راسها وزارة الخارجية من أنّ غيابَ ايِ تحقيقٍ جديٍ ومحايد في مجزرةِ ضحيان سيُشجعُ العدوانَ السعودي على ارتكابِ المزيد من المجازر.
وقال محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم حركة انصارالله ان مجلس الأمن اذا لم يشكل لجنة تحقيق محايدة وجدية ويتحرك بمسؤولية لوقف العدوان الهمجي على اليمن فإنه والمجتمع الدولي يشجعان التحالف الأرعن على ارتكاب المزيد من المجازر.
وانطلاقا من التصريحات المذكورة وما تلاها من مواقف يمنية وكذلك تراجع حدة الادانات الاممية للمجزرة وما سبقها من جرائم ومجازر بحق المدنيين، فان هناك شكوكا كبيرة في عدم تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في هذه الجريمة البشعة، ويرى العديد من اليمنيين ان البيان الذي اصدره مجلس الامن كان بمثابة رسالة ضعيفة للرياض وان مطالبته السعودية بالتحقيق في مجازرها التي ترتكبها يعد موافقة منه لاقفال قضية مذبحة اطفال ضحيان وانضمام هذه المذبحة الى ملف المذابح الاخرى في ذاكرة النسيان ولا مبالاة.
وترى صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير سابق لها ان صفقات السلاح التي تبرمها المملكة مع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة سبب في صمت الغرب عن هذه الحرب الكارثية باليمن. واشارت تقارير واخبار رسمية ان القنبلة التي القاها الطيران السعودي على سوق ضحيان كانت امريكية الصنع وانها من نوع ام كي 82 وهي موجهة بالليزر.
واشارت وزارة الدفاع اليمنية ان قوات العدوان استخدمت هذه الاسلحة الامريكية في مذبحة القاعة الكبرى بصنعاء وحفل زفاف في حجة وسجن الزيدية وغيرها من المجازر والمذابح الاخرى.
لذلك قد تسعى واشنطن الى افشال اي جهود حقيقية للتحقيق في هذه المجزرة وتميع القضية، كما ان السعودية نفسها قد باشرت تمييع القضية واعدامها من خلال نشر الاكاذيب والشائعات والمغالطات. حيث بدا الاعلام السعودي بشكل مركز في ايجاد وبث اخبار زائفة تتكلم عن اطلاق السعودية عددا من الاطفال اليمنيين وتسليمهم للصليب الاحمر الدولي والحديث عن تجنيد الاطفال وغيرها من الاكاذيب والتقارير التي يعدها مرتزقتها في حكومة هادي عن ما يسمى بانتهاكات حقوق الاطفال واستهدافهم من قبل من تسميهم مليشيات الحوثي حيث بعثت السعودية خلال اليومين الماضيين عددا من الرسائل والتقارير المزيفة للامم المتحدة والعديد من المنظمات وحتى مجلس الامن تشرح لهم ما اسمته واقع الطفولة في اليمن في مسعى منها لطمس مذبحة صعدة وتغطية الشمس بغربال كما يقول المثل العربي.