ثمة سؤال يطرح: ما معنى قوله تعالى: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
نص السؤال: قوله تعالى(( ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين او ادنى )) هل المقصود القرب من جبريل او الله فاذا قلنا جبريل الا يتعارض مع الصفات التي لا تليق الا بالله التي ذكرتها الآيات السابقة واذا قلنا الله فكيف ندفع شبهة الجسم مع ان في دعاء الندبة (فكان قاب قوسين او ادنى من العلي الاعلى) وقد اشار الشيخ مكارم الشيرازي في الامثل الى القولين ورجح الثاني ويقول ان العلماء اختاروا القول من جبريل حتى يتخلصوا من الجواب عن شبهة جسمية الخالق حاشاه ؟ فما هو القول الفصل في هذه المسألة.
الجواب: إن الدنو المذكور في الآية الشريفة ليس دنوا مادياً وجسمانياً حتى يلزم التجسيم وإنما هو دنو معنوي ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى )) (النجم:11)، فهو صريح في الرؤية القلبية وليست المادية فيكون الدنو الاقتراب معنوياً وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) لما عُرج بي إلى السماء دنوت من ربي (عز وجل) حتى كان بيني وبينه (قاب قوسين أو أدنى..) (الأمالي للشيخ الطوسي 352) وإذا كان الدنو بهذا المعنى فيرتفع، الإشكال وإلى هذا أشار الشيخ الشيرازي بعد أن اختار القول الثاني (إننا إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن المراد من هذه الآيات هو نوع من الرؤية الباطنية والقرب المعنوي الخاص فلا تبقى أية مشكلة حينئذٍ (الأمثل 17/216-217).
المصدر:وكالة أنباء الحوزة