همسة... بصوت عال في أُذن السيد العبادي...إنه زمن الانبطاح...

السبت 11 أغسطس 2018 - 15:58 بتوقيت غرينتش
همسة... بصوت عال في أُذن السيد العبادي...إنه زمن الانبطاح...

لقد بنى الشهداء من عظامهم سوراً منيعاً للوطن .... للشعب ... للأرض... للعرض ... للمقدسات وأودعوا دماءهم الزكية أمانة بأعناقنا أن أكملوا الطريق لإيصال سفينة العراق إلى بر الأمان...

علي السراي

إحذر ... إنهم يحيطون بك... يتسللون كالخفافيش تباعاً بكل خسة ووضاعة وكل ماحوته قواميس العهر والكفر والإجرام ... هم أمامك... وخلفك... وعلى جانبيك ...يرتدون لباس الوطنية الطائفي قد وجدوك الثغرة المناسبة للنفاذ على عمق القرار وأهم مفاصل الدولة... فما أن يتمكنوا حتى يثبوا عليك وعلى العراق وشعب العراق ببيان رقم واحد ليبدأ طاحون الشر وناعور الدم المراق بالدوران وعهد جديد للبعثيين الجدد... لقد ركبوا هذه المرة طروادة الديمقراطية وتسلقوا شعار المصالحة الذي يوازي عفى الله عما سلف ليعبروا به الينا من جديد بغباء سياسيينا ...إنهم قادمون يا بغداد ... نعم قادمون يابغداد بخنجرهم وجمّالهم وضاريهم وسليمانهم وميزانهم ، هم يتجولون الان في بغداد بين أوكارهم.. وحواضنهم... يعدون العُدة، وأنتم وحكومتكم ومن سبقكم من الحكومات التي اعقبت سقوط الصنم تركتم حبلها على غاربها وغرقتم في بحر نشوة الكرسي والمنصب والسجادة الحمراء وتركتم الشعب لقمة سائغة لذئاب الاٍرهاب تفتك به لولا الله والفتوى التي أنقذتنا من الهلكة والضياع... فأي خيانة أكبر من هذه وتلك؟
لقد بنى الشهداء من عظامهم سوراً منيعاً للوطن .... للشعب ... للأرض... للعرض ... للمقدسات وأودعوا دماءهم الزكية أمانة بأعناقنا أن أكملوا الطريق لإيصال سفينة العراق إلى بر الأمان ...رحلوا وهم فرحون بما قدموه من تضحيات وعناء وألم فذهب قناص العراق أبو تحسين الصالحي وأبو منتظر المحمداوي وأبو كميل الحمراني والسيد صالح البخاتي والحاج ابو مهدي الكناني والشيخ مشتاق الزيدي وصفاء الشاوي وقوافل من جنودهم شوس الحشد المقدس تقودهم العمائم البيضاء التي تحولت حمراء مضرجة بدم الشهادة بعد أن خاضت أشرس معارك الوطن والمذهب، وهم يظنون أنهم قد صانوا وحفظوا الأمانة ولم يعلموا أن بعد كل أنهار الدماء الزكية تلك يعود البعثيون الدواعش ويتجولون أحرارا في شوارع بغداد بحماية الحكومة ليتسنموا مناصبهم في الحكومة الجديدة...فيا لدماء شهيد الغدر السيد مصطفى العذاري ويا لدماء شهداء سبايكر والصقلاوية وغيرها من الدماء التي اريقت على يد هؤلاء الغدرة الفجرة..
قل لي بربك أي مهزلة تراجيدية كافرة نعيشها اليوم؟ وأي عهر وغدر سياسي نراه ماثلاً أمامنا ونحن نرى قتلتنا قد غزوا بغداد دون وجل وخوف؟
ولم يكفيك هذا كله حتى عدوت على مخلب العراق القوي الذي حطم دواعش البعث والكفر والارهاب وطحن عظامهم وطفقتَ تُقلم أظافره وتقطع رواتبه وتحاربه في أرزاقه وتُضعِف بُنيته العسكرية وهو من أجلسك وحكومتك على كراسيكم المعمدة بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسيمة ...
واهم أنت ومن حولك إن ظننتم أن البعث وداعش قد إنتهوا وذهبوا إلى غير رجعة.. بل هم موجودون في كل ركن وزاوية يتحينون الفرص ببركتك وإنبطاح من سبقك ممن خانوا الامانة ..
لقد قال الشعب ومرجعيته كلمتهم في أعداء العراق.. وقدموا ما قدموا من تضحيات جسام... ولكن الخلل بكم وبمن سبقكم من رؤساء الوزراء وحكوماتهم من عبدة الكراسي والجاه والصولجان على حساب الدم المراق... فلا تظن أنكم بمنأى عن المحاسبة من قبل الشعب إن لم تدركوا أنفسكم وتتداركوا الامر وتستيقظوا من غفلتكم قبل فوات الاوان وتضربوا بيد من حديد على رؤوس البعثية الدواعش الذين دخلوا العملية الانتخابية بمرشحين إرهابيين دمويين سفاحين قتلة ،وإن لم يحصل ذلك فكن على يقين أن الشعب الذي هزم زبدة إرهابيي العالم لقادر على سحق الخونة والمنبطحين ممن خان الإمانة ولم يصن حرمة دماء الشهداء بل وحنث بيمين القسم بالحفاظ على الارض والعرض والمقدسات... فاحذروا صولة الحليم إذا غضب... وتيقن... أن ما حملته سطور رسالتي هذه ماهو إلا غيض من فيض ماتغلي به صدور الشعب وهم يَرَوْن دواعش البعث الكافر الذين رفعوا شعار قادمون يابغداد يتجولون في شوارع بغداد بفعل الخيانة والانبطاح على حساب دماء أبنائه الشهداء ...
وتذكر ... أن قطار المصالحة الذي حمل في عرباته أعتى سفاحي الارض من مجرمين وإرهابيين بعثيين قتلة لحرياً أن يُحرق ويُذرى في الهواء ويُحرق ويُذرى ويُفعل ذلك به سبعين مرة على أن نفقد العراق ... كل العراق من أجل من فيه من سقط المتاع ...فأنهض فليس أمامك الكثير من الوقت فقد داهمنا الخطر وأناخ بكلكله على صدور الشعب الواقع بين سندان الاٍرهاب وانبطاح ساسته ولات حين مندم...
ملاحظة ... ليس السيد العبادي وحده يتحمل مايجري الان من إختراق أمني بعثي للمنظومة السياسية بل هو نتاج إخفاقات كل من سبقه على رئاسة الوزراء وانبطاح الحكومات السابقة التي وضعت سكة الخيانة ليسير عليها قطار المصالحة اللاوطني...

وأخيراً ... أتمنى أن تصلك رسالتي هذه وتقف عندها دقيقة واحدة لمراجعة الذات ففيها العِبرة والعَبرة والصلاح قبل فوات الاوان...والله من وراء القصد.

المصدر:شبكة فدك الثقافية