ثمة سؤال يطرح: ما معنى قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ...)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
قال تعالى:
{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَت أَبوَابُهَا وَقَالَ لَهُم خَزَنَتُهَا أَلَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِّنكُم يَتلُونَ عَلَيكُم آيَاتِ رَبِّكُم وَيُنذِرُونَكُم لِقَاء يَومِكُم هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِن حَقَّت كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ}
{قِيلَ ادخُلُوا أَبوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئسَ مَثوَى المُتَكَبِّرِينَ}
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَت أَبوَابُهَا وَقَالَ لَهُم خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوهَا خَالِدِينَ }
لماذا يخاطب القرآن الكفار والمتقين بتعبير واحد (وسيق...)، وهل هناك اختلاف بين الاستعمالين؟
الجواب: في تفسيرالأمثل ج 15 ص 166 قال:
استعمال عبارة (سيق) (والتي هي من مادة (سوق) على وزن (شوق) وتعني الحث على السير). أثار التساؤل، كما لفت أنظار الكثير من المفسرين، لأن هذا التعبير يستخدم في موارد يكون تنفيذ العمل فيها من دون أي اشتياق ورغبة في تنفيذه، ولذلك فإن هذه العبارة صحيحة بالنسبة لأهل جهنم، ولكن لم استعملت بشأن أهل الجنة الذين يتوجهون إلى الجنة بتلهف واشتياق ؟ قال البعض : إن هذه العبارة استعملت هنا لأن الكثير من أهل الجنة ينتظرون أصدقاءهم . والبعض الآخر قال : إن تلهف وشوق المتقين للقاء البارئ عز وجل يجعلهم يتحينون الفرصة لذلك اللقاء بحيث لا يقبلون حتى بالجنة . فيما قال البعض : إن هناك وسيلة تنقلهم بسرعة إلى الجنة .
مع أن هذه التفسيرات جيدة ولا يوجد أي تعارض فيما بينها، إلا أن هناك نقطة أخرى يمكن أن تكون هي التفسير الأصح لهذه العبارة، وهي مهما كان حجم عشق المتقين للجنة، فإن الجنة وملائكة الرحمة مشتاقة أكثر لوفود أولئك عليهم، كما هو الحال بالنسبة إلى المستضيف المشتاق لضيف والمتلهف لوفوده عليه إذ أنه لا يجلس لإنتظاره وإنما يذهب لجلبه بسرعة قبل أن يأتي هو بنفسه إلى بيت المستضيف، فملائكة الرحمة هي كذلك مشتاقة لوفود أهل الجنة .
المصدر:وكالة أنباء الحوزة