ماهي الدلالات التي كان يرمي اليها قائد الثورة الإسلامية اية الله خامنئي عندما اختار وبعناية شديدة وصف ” الشجرة الملعونة الخبيثة ” لوصف اسرة آل سعود ، كما وردت في ندائه الموجه لحجاج بيت الله الحرام في العام 2016 ؟
إن هذا الوصف ” الشجرة الخبيثة ” مأخوذ من النص القرآني ويشير إلى الرؤيا التي رأها الرسول الأعظم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”.
فقد ورد في سورة الإسراء آية 60: {وإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ والشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ونُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً}.
والسؤال هو : ما هي هذه الشجرة الملعونة التي جعلها الله فتنة وابتلاء للناس؟ لاسيما أنّه لايوجد شجرة أخرى ملعونة في آيات الذكر الحكيم.
بعض المفسرين ذهب إلى أنّ هذه الشجرة هي شجرة الزقوم كما وردت في الآية 62 من سورة الصافات: “أذلك خير نزلاً أمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ”، لكنه من الواضح أنّ هذه الآية تشير فقط إلى أنّ الزقوم هي فتنة ولم يلعنها الله كما لعن الشجرة في الآية السابقة. ولذلك اعتقد جمعٌ من المفسرين أنّه لايجب أنّ تفسَّر الشجرة بمعناها اللغوي الوضعي بل بالنظر إلى مفاد الآية نستنتج أنّ المراد منها شيءٌ آخر.
كما وردت في آيات أخرى ما يشبه هذا الإستخدام في آيتي 24 و26 من سورة إبراهيم حيث ذكر الله مفردتي “الشجرة الطيبة” و”الشجرة الخبيثة” لتوصيف تياري الحق والباطل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِت وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَاءِ}، {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}.
في الآية المذكورة أيضاً وحسب رأي بعض المفسرين مثل العلامة الطباطبائي يجب أن تفسَّر الشجرة ب(الآل) و(الأسرة) كما أنّ هذا الإستخدام في اللغة العربية رائجٌ ومشهور. فيقال مثلاً: فلان من الشجرة المباركة أي يرجع أًصله إلى أسرة مباركة ذات حسب ونسب.
وفي روايات أئمة أهل البيت “عليهم السلام” استخدم هذا التعبير. فهذا رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يخاطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام” ويقول له: “أنا وأنت من شجرة واحدة” وعلى أساس ذلك يكون المراد من الشجرة الملعونة في الآية الأسرة التي استحقت لعنة الله بسبب ما اقترفت من الأعمال.
من هي الاسرة الملعونة في القران الكريم؟
لقد ورد في تفسير الأمثل للقرآن الكريم أنّ مجموعة من مفسّري الشيعة والسنة نقلوا الرؤيا التي ذكرها الله تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة وهي تشير إلى القضية الشهيرة التي حدثت للنبي الأعظم محمد “صلى الله عليه وآله” حيث رأى في المنام أن مجموعة من الناس يثبون على منبره كما تثب القردة فما رؤي النبي “صلى الله عليه وآله” مستجمعاً ضاحكاً بعدها حتى توفي.
وقد روى هذه الرؤيا جمعٌ كثيرٌ من كبار علماء أهل السنة مثل الخطيب البغدادي والترمذي وابن جرير والطبراني والبيهقي وابن مردويه وكذلك رواها علماء الإمامية مثل الشيخ الكليني.
وعلى أساس ذلك اعتقدت مجموعة من مفسري الفريقين مثل القرطبي في تفسيره الجامع والفخر الرازي في التفسير الكبير أنّ هذه الرؤيا تدلّ على أنّ بني أمية يتقلدون السلطة بعد رحيل رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”. هذه الأسرة التي كانت سبباً لإثارة الفتن في العالم الإسلامي وانحرفت بتاريخ الأمة الإسلامية عن مسارها الطبيعي.
الشجرة الملعونة اليوم هي اسرة آل سعود
واليوم أيضاً تم استخدام مصطلح (الشجرة الملعونة) وتطبيقه على آل سعود في نداء الإمام الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام من أجل فضح نفس الخط المنحرف عن الإسلام والذي أوجدوه في العالم الإسلامي ونجم عنه إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين بأقواله وأعماله:
– التعاون والتنسيق بين السعودية وبين ألد أعداء الأمة الإسلامية أي أميركا والكيان الصهيوني الغاصب.
– الدعم المالي واللوجيستي للتيارات التكفيرية ورعاية داعش والقاعدة.
– الإبادة والقتل الجماعي للشعب اليمني الأعزل.
– عدم الكفاءة والفشل في إدارة أزمة منى في العام 2015 والتي نجم عنها استشهاد أكثر من 7000 حاج من أنحاء العالم الإسلامي.
وما هذه إلا نماذجٌ من الأسباب التي تجعل هذه الشجرة الخبيثة تستحق اللعن.
المصدر: موقع آية الله السيد علي الخامنئي