قال الله عزوجل: «والأرض بعد ذلك دحاها»
إن يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة الحرام هو يوم مبارك وذو فضل عظيم. ففيه خلق الله عز وجل الأرض حيث يسمى بيوم (دحو الأرض). وقد ورد عن أئمة أهل البيت الأطهار سلام الله عليهم أجمعين أحاديث تؤكد استحباب القيام بالأعمال الخاصة بهذا اليوم المبارك ومنها:
1/الصوم في هذا اليوم:
يستحب الصوم في هذا اليوم حيث إن صومه يعدل مئة سنة كما جاءت في بعض الروايات ، ومنها:
أـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وانزل الله الرحمة لخمسة ليالٍ بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم، كان له كصوم سبعين سنة).
ب- قال أمير المؤمنين سلام الله عليه: (أن أول رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مئة سنة صام نهارها وقام ليلها وأيما جماعة اجتمعت في ذلك اليوم في ذكر ربهم عز وجل لم يتفرقوا حتى يعطوا سؤلهم وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة يوضع منها تسع وتسعون في حلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم والقائمين في تلك الليلة).
ج ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (في خمس وعشرين من ذي القعدة أنزل الله الكعبة البيت الحرام، فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة، وهو أوّل يوم انزل فيه الرحمة من السماء على آدم (عليه السلام)).
د- عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: (خرج علينا الإمام أبو الحسن عليه السلام (يعني الإمام الرضا) في يوم خمس وعشرين من ذي القعدة فقال: «صوموا فإني أصبحت صائماً» قلنا: جعلنا فداك أي يوم هو فقال يوم نشرت فيه الرحمة ودُحِيَت فيه الأرض ونُصبت فيه الكعبة وهَبط فيه آدم عليه السلام).
هـ ـ عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنت مع أبي وأنا غلام، فتعشينا عند الرضا (عليه السلام) ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة، فقال له: (ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم (عليه السلام)، وولد فيها عيسى بن مريم، وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً).
2/الصلاة والدعاء:
وقد ورد لهذا اليوم غير الصوم والعبادة وذكر الله تعالى والغسل عملان منها:
ما رواه السيد في الإقبال عن كتب الشيعة القميّين أنه:
يصلي في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ركعتان عند الضحى بالحمد (مرة) والشمس وضحيها (خمس مرات) ويقول بعد التسليم:
(لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (ثم يدعو ويقول) يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ أَجِبْ دَعْوَتِي يَا سَامِعَ الأَصْوَاتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي وَمَا عِنْدِي يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)
واستحباب قراءة هذا الدعاء ذكره الشيخ في المصباح وهو :
(اللهم داحي الكعبة و فالق الحبة و صارف اللَّزْبةِ و كاشف كلّ كربة أسألك في هذا اليوم من أيامك التي أعظمت حقها و أقدمت سَبْقها و جعلتها عند المؤمنين وديعة و إليك ذريعة و برحمتك الوسيعة أن تصلي على محمد عَبْدِك المنتجب في الميثاق القريب يوم التلاق فاتقِ كلِّ رتقٍ و داع إلى كل حق و على أهل بيته الأطهار الهداة المنار دعائم الجبار و ولاة الجنة و النار و أعطنا في يومنا هذا من عطائك المخزون غير مقطوع و لا ممنوع تجمع لنا به التوبة و حسن الأَوْبةَ يا خير مدعوٍّ و أكرم مرجو يا كفيٌّ يا وفيٌّ يا من لطفه خفيٌّ اُلطُف لي بلطفك و أسعدني بعفوك و أيِّدني بنصرك و لا تُنْسِني كريم ذكرك بولاة أمرك و حفظة سرك و احفظني من شوائب الدهر إلى يوم الحشر و النشر و أشهدني أولياءك عند خروج نفسي و حلول رَمْسي وانقطاع عملي و انقضاء أجلي اللهم و اذْكُرني على طول البِلى إذا حَلَلْتُ بين أطباق الثرى ونَسِيني الناسون من الورى و أحللني دار المُقامة و بوِّئني منزل الكرامة و اجعلني من مُرافقي أوليائك و أهل اجتبائك و أصفيائك و بارك لي في لقائك و ارزقني حسن العمل قبل حلول الأجل بريئا من الزلل و سوء الخَطَل اللهم و أوردني حوض نبيك محمد صلى الله عليه و آله واسقني مشرباً رَوياً سائغا هنيئا لا أظمأ بعده و لا أُحلأّ وِرْده و لا عنه أُذادُ و اجعله لي خير زاد و أوفى ميعاد يوم يقوم الأشهاد اللهم و العن جبابرة الأولين والآخرين بحقوق أوليائك المستأثرين اللهم و اقصم دعائِمهُم وأهلك أشياعهم و عامِلَهُم و عجل مهالكهم و اسلبهم ممالكهم و ضيِّق عليهم مسالكهم والعن مُساهِمَهُم و مُشارَكَهُم اللهم و عجِّل فرج أوليائك و اردُد عليهم مظالمهم وأظهر بالحق قائمهم و اجعله لدينك منتصرا و بأمرك في أعدائك مؤتمرا اللهم احفُفْهُ بملائكة النصر وبما ألقيت إليه من الأمر في ليلة القدر منتقما لك حتى ترضى ويعود دينك به و على يديه جديداً غضّاً وَيَمحَضَ الحق محضاً ويرفُضَ الباطل رفضا اللهم صل عليه و على جميع آبائه و اجعلنا من صَحبِهِ وأسرتِهِ و ابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه اللهم أدرِك بنا قيامهُ وأشهدنا أيامه وصلّ عليه و اردُد إلينا سلامَهُ والسلام عليه ورحمة الله و بركاته).
واعلم أن المحقق الداماد (ره) قال في رسالة (أربعة أيام) في بيان أعمال يوم دحو الأرض أن زيارة الإمام الرضا سلام الله عليه في هذا اليوم من أفضل الأعمال المستحبة وآكد الآداب المسنونة وكذا زيارته في أول من رجب مؤكدة جداً ومحثوث عليها.