وأضاف بومبيو على أن الرئيس الامريكي ترامب مستعد للتفاوض مع طهران بمجرد تصميمِها على تغيير سياستِها حتى تكون المباحثات مفيدة للطرفين، بحَسَب تعبيره، وأضاف أن تفصيلا بشأن الحظر سيَصدر اليوم عن البيت الأبيض.
هذا وقال مسؤول بالخزانة الأمريكية طلب عدم نشر اسمه إنه سيعاد فرض الحظر في الساعة 12.01 بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء.
ما هي بنود الحظر الأمريكي الجديد؟
وتشمل الحزمة التي تطبق في السابع من أغسطس الجاري، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، حظر شراء الدولار الأميركي على إيران.
كما تَفرض العقوبات الأمريكية قيودا على قطاع صناعة السيارات، وتجارة الذهب والمعادن الثمينة في البلاد.
وستُمنع إيران أيضا من الحصول على الحديد والألمنيوم لصناعاتها، وإجراء المعاملات التجارية الهامة التي تعتمد على الريال الإيراني في البيع أو الشراء.
كما ستمتد عقوبات مماثلة، إلى الحسابات البنكية التي تحتفظ بمبالغ كبيرة من الريال الإيراني خارج إيران.
وبموجب حزمة أغسطس، ستسحب من إيران تراخيص صفقات مع شركات طيران مدنية، في مقدمتها الصفقتان الأهم مع شركة بوينغ الأمريكية وإيرباص الفرنسية.
وستسعى حزمة الحظر في شهر نوفمبر، إلى الحد من صادرات النفط الإيرانية، في إطار خطة وضعتها الإدارة الأميركية للوصول بالصادرات النفطية الإيرانية إلى المستوى "صفر".
وتشمل حزمة نوفمبر، عقوبات على مؤسسات الموانئ والأساطيل البحرية الإيرانية، لتقلص من قدرة إيران على متابعة أنشطة تهريب السلاح إلى الدول المجاورة من أجل زعزعة استقرارها.
وتأمل واشنطن من خلال إعادة فرض الحظر على إيران إضعاف البلاد وإجبارها على القبول بالإملاءات الأمريكية.
الحكومة الإيرانية تتخذ إجراءات لمواجهة الحظر الأمريكي الجديد
أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني رفع الحظر عن بيع وشراء العملة الصعبة في سوق الصرف وتخفيف قواعد التحويلات بالعملات الصعبة بهدف مواجهة نتائج الضغوط الاقتصادية المتمثلة بهبوط العملة المحلية.
وقررت السلطات الإيرانية رفع الحظر عن بيع وشراء الدولار وسائر العملات الأجنبية في الأسواق المصرفية المرخصة لها، والسماح بإدخال العملات الأجنبية إلى البلاد دون عوائق.
وبالإضافة إلى ذلك قررت طهران رفع الرسوم عن استيراد الذهب الخام، وذلك كله ضمن سياسة جديدة أعلن عنها مساء أمس الأحد، لمواجهة الضغوط الاقتصادية والحد من ارتفاع سعر الدولار والذهب في السوق المحلية.
من جانبه، أكد محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، أن الظروف الاقتصادية في إيران "جيدة"، مشيرا إلى أن البلاد "لا تعاني" من أزمة اقتصادية.
وأوضح أنه "لا بأس في الظروف الحالية من تحرير السوق من أجل فتح الباب أمام مشاركة رجال الاقتصاد بشكل أوسع"، قائلا إن السوق الإيرانية ستشهد استقرارا مع تطبيق السياسات الاقتصادية الجديدة، حسب تعبيره.
طهران: لا نتفاوض مع واشنطن إلا في "التوقيت المناسب" وبـ"اقتدار"
وفي تطور مرتبط اعتبر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي حسين امير عبداللهيان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "اينستغرام"، بان المشكلة ليست التفاوض بل ممارسات اميركا المتغطرسة وجرائمها الكبرى قبل وبعد الثورة ونكثها المتكرر للعهود.
واكد عبداللهيان: ان "التوقيت المناسب" و"الاقتدار" هما ركنان اساسيان لاي مفاوضات دبلوماسية.
هذا وندد وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي الايراني علي ربيعي بسياسات اميركا العدائية تجاه البلاد، معتبرا ضغوطها بانها ستستمر لمدة قصيرة او متوسطة الامد.
وقال ربیعي، ان الاجواء التي اختلقتها حكومة ترامب تتطلب المزيد من ثقة الشعب بالحكومة ونشاطات اكثر عقلانية تجاهها كما انه ينبغي للحكومة مضاعفة جهودها.
واعرب عن ثقته بان البلاد ستجتاز هذه الأزمة واضاف، أعتقد أنه بعد فترة نستطيع فيها الجمع بين الخصائص الثلاثة: الحكمة الجماعية والتسامح العام والجهود الوطنية الشاقة، ونستطيع الوصول الى أجواء يتغير فيها هذا الفضاء الدولي، فيما سنكون أكثر جهوزية في الدخول بأجواء مناسبة في الساحة الدولية.
وتابع ربيعي: "ليس لدي أدنى شك في أن ظروفنا ستتحسن على المدى البعيد، ولن تستطيع اميركا مواصلة هذا النهج. وسيستمر الضغط علينا لفترة قصيرة او متوسطة الامد. وأظهرت مشكلة قيمة العملة الاجنبية والمسكوكات الذهبية أن معيارا آخر قد تغير وهو الثقة والمؤشرات النفسية للمجتمع. وبالمناسبة، أعتقد أن هدف ترامب هو استهداف روح المجتمع وقد صرح ذاته بهذا الامر.
وفي السياق نفسه أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بان لا احد يؤمن بجدية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتفاوض.
وقال ظريف في تصريح صحفي اليوم الاثنين لمناسبة يوم الصحفي، من الذي يؤمن بجدية ترامب للتفاوض؟
واضاف، ان بلادنا الان في ظرف جيدة، ولقد عبرنا من ظروف اصعب بكثير، وان وقائع سوق العملة الصعبة لم تتبلور في المحال التجارية بل في الاعلام والاجواء الافتراضية.
وقال وزير الخارجية الايراني، نحن جميعا ركاب سفينة واحدة، وهنالك اليوم في البلاد مؤيدون ومعارضون للدولة، وان ما عقدت عليه "اسرائيل" وجيراننا غير الناضجين العزم على تدميره هو وجود بلد باسم ايران الا ان هذا الامر ليس سوى اضغاث احلام.
ويبدو أن الحكومة الإيرانية لا تأخذ دعوات ترامب للمفاوضات محمل الجد خاصة في ظل استمرار الضغوط الأمريكية المتمثلة بالإعلان عن إجراءات حظر جديد على طهران. فقامت باتخاذ تدابير احترازية والتمهيد لخطوات صارمة للحفاظ على انجازاتها في مجال الإقتصاد والأعمال. ويأتي ذلك تزامنا مع استعداد طهران الدائم للمفاوضات مع واشنطن ولكن بشروط أعلن عنها المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسها عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وإنهاء التهديدات ضد إيران.
فطهران تواجه واشنطن في ساحتين اقتصادية ودبلوماسية وبرع الإيرانيون في مجال الدبلوماسية عبر تأكيدهم المستمر على الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية تزامنا مع انسحاب واشنطن المستمر من اتفاقيات وعهود سبق لها أن وقعت عليها ما يؤكد عدم امكانية الثقة بالأمريكيين وخلق عراقل للسياسيين في الإدارة الأمريكية لتعاطيهم مع الملفات الدولية منها الاتفاق النووي.