أسعد الحلفي
محافظات العراق ترفع شعار السمع والطاعة للمرجعية العليا لتؤكد للعالم أجمع حجم الوفاء والولاء للقيادة الحقيقية..
لقد شهد العراق خلال الأسبوع الحالي حالة مميزة افرحت فريقا وارعبت آخرين، حيث خرجت معظم محافظات الجنوب والوسط والشمال ابتداءً من البصرة وحتى كركوك في مسيرات ولائية حاشدة مستمرة ومتواصلة مباشرة بعد انتهاء خطبة الجمعة والتي تضمنت إعلان خارطة الطريق التي صدرت عن المرجعية العليا..
لم تكن تلك المسيرات وليدة صدفة وإنما هي استجابة طبيعية عرفها العدو والصديق من اتباع المرجعية وجمهورها الذي يفتديها بالغالي والنفيس، واكاد أجزم أن تلك المسيرات قد ارعبت حيتان الفساد وزلزلت كياناتهم الفاسدة واقضّت مضاجعهم؛ إذ كان من المخطط وأدُ الاحتجاجات التي تولدت نتيجة ضغط المعاناة والمأساة والعمل على ترسيخ الشعور باليأس لدى عامة المواطنين والخنوع للجور والظلم بإفشال جميع محاولات المطالبة بالإصلاح، ففجاءتهم المرجعية كعادتها وقلبت الموازين وغيرت الحسابات في بضع دقائق فشحنت الشارع وبثت فيه روح الانتفاض على الفساد فانطلقت مسيرات الولاء والوفاء في جميع المحافظات ذات الحقوق المنسية.
وهنا يجب التأكيد على أمرين مهمين:
اولاً: هذه المسيرات يجب أن تكون بداية الوعي للعمل بتوجيهات المرجعية حيث أمرت المرجعية بتطوير أساليب الاحتجاجات السلمية وعليه يجب أن تكون الاحتجاجات منظمة ومدروسة من قبل فئة مؤهلة لهذه المسؤولية وإذا لم تنفع التظاهرات تنتقل إلى الاعتصامات وحتى محاصرة مباني الحكومة المسؤولة هناك حيث يمارس الفاسدون جرائمهم بحق الشعب والمهم أن لا تخف حتى يتحقق الإصلاح.
ثانياً: على الشعب أن يعي جيدا أهداف المرجعية الرشيدة من أجل قيام حكم رشيد يحقق العدالة في هذا البلد الذي لم يشهد العدالة منذ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وحتى اليوم..
ومن أبرز أهداف المرجعية هو أن يتعلم العراقيون كيف يحكمون أنفسهم ويدركون جيدا قدرتهم على تنصيب الحكومات وازالتها متى ما خالفت القانون وتعدت الحدود وتجاوزت الحقوق وعاثت فسادا...
نعم يجب أن يدرك العراقيون أن مرجعيتهم تريد لهم أن يتعلموا كيف ينتزعون حقوقهم بأنفسهم ويشقون طريق المصاعب والنوائب لتصنع منهم شعبا واعيا يقودُ دولة عادلة لا شعبا غافلا تقوده دولة فاسدة..
المصدر:كتابات في الميزان