ما هي العلاقة... بين الحج وضبط اللسان؟!

السبت 4 أغسطس 2018 - 05:00 بتوقيت غرينتش
ما هي العلاقة... بين الحج وضبط اللسان؟!

نستطيع القول إنّ الحجّ يشكّل دورة تدريبية ترمي إلى تحقيق أهداف شتّى أهمّها ما يرتبط بالجانب السلوكي...

الشيخ حسين الخشن

لو تأمّلنا في معنى الحجّ ومراميه وما يحرم على الإنسان بعد شروعه فيه من خلال ارتدائه ثوبَي الإحرام، لأدركنا بوضوح علاقته بالخطاب، ونستطيع القول: إنّ الحجّ يشكّل دورة تدريبية ترمي إلى تحقيق أهداف شتّى أهمّها ما يرتبط بالجانب السلوكي، ويعنينا منها ما له علاقة بالخطاب وضبط حركة اللسان، حيث نجد أنّ من محرّمات الإحرام الفسوق والجدال، قال تعالى: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة: 197].

 والمصداق الأبرز للفسوق- كما تنصّ الروايات- هو الكذب والسباب والمفاخرة، وأما الجدال فواضح، ولئن ورد في بعض الروايات(2) أنّه قول "لا والله" و"بلى والله" لكن وكما يذكر بعض الفقهاء المعاصرين(2) فإنّ قول ذلك محرم عندما يكون صادراً في مقام المخاصمة والجدال.

وعلى أية حال، فإنّ تحريم الفسوق في الحج واضح المغزى، إلا أنّ تحريم الجدال قد لا يبدو مغزاه واضحاً. إلا أننا لو عدنا إلى معنى الجدال وحقيقته، فقد يرتفع هذا الغموض، لأنّ الجدال كما يقول الراغب الأصفهاني "هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من "جدلت الحبل" أي أحكمت فتله... فكأنّ المتجادليْن يفتل كل واحد الآخر عن رأيه، وقيل الأصل في الجدال الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة وهي الأرض الصلبة"(3).

وعليه، فالجدال يحمل بذور الخصام، وهو مدعاةٌ للنزاع، وذلك لا يتناسب مع أجواء الحج الروحية، ولا مع كونه موسماً للتلاقي والتقارب والتعارف، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): "إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله وقلة الكلام إلا بخير، فإنّ تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلا من خير"، ثم استشهد (ع) بالآية المتقدمة(4).

الهوامش:

(1) الكافي ج24 ص337.

(2) مناسك الحج للسيد فضل الله ص116.

(3)المفردات في غريب القرآن، مادة جدل.

(4)وسائل الشيعة ج12 ص463، الباب 32 من ترك الإحرام، الحديث 1.

المصدر: موقع الكاتب