من شهداء صناع أسطورة تموز... قضى في سوريا شهيدا

الجمعة 27 يوليو 2018 - 12:40 بتوقيت غرينتش
من شهداء صناع أسطورة تموز... قضى في سوريا شهيدا

إرتقى القائد اللبناني علي الهادي العاشق في عمله الجهادي، حتى 12 تموز 2006 ، وهو من جملة الأرواح التي تحدّت الموت... بالموت، وأكملت مسيرةً راغبةً إما الحُسنَيين: النصر أو الشهادة...

إرتقى القائد علي الهادي العاشق في عمله الجهادي، حتى 12 تموز 2006، «موعد» وصوله إلى المسؤولية الكبيرة التي كان يحملها . وقف أمام عدوان أسالَ دماءً، وطحن عظاماً، وهدم قرى وبضعة مدن. وضع حدّاً لاحتلالٍ تكسّر تحت ظلال سيفه. هو من جملة الأرواح التي تحدّت الموت... بالموت، وأكملت مسيرةً راغبةً إما الحُسنَيين: النصر أو الشهادة... «وما بدّلوا تبديلاً». سنروي اليوم بعضاً من سيرة قائد شهيد، شارك في صدّ عدوان تموز. حكاياتٌ بَعضُها تروى، اليوم، وأخرى "لها يومها".

هو علي الهادي العاشق «الحاج عباس»، ولد في لبنان في منطقة العين 1973 ، استشهد في تدمر/ سوريا، 2017 .

«عنوان بناء القوة والجاهزية»، بهذه العبارة وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «الحاج عباس العاشق» (علي الهادي العاشق). طوال مسيرته في المقاومة التي انضم إليها شاباً، كان مقداماً وساعياً إلى تنمية القوّة العسكرية للمقاومين. أساساً، كان قائداً في «القوّة الخاصة»، التي تشكّلت قبل عام 2000، وتطوّرت بعد التحرير، إلى أن صار أحد القادة الميدانيين للمقاومة في حرب تموز 2006.

فور انتهاء عملية الأسر في 12 تموز 2006، استدعاه الشهيد القائد «ساجد الدوير» إلى الجنوب، لإدارة منطقة «مثلث» دير قانون النهر. بقي هناك أسبوعاً أبدى فيه، غير مرة، انزعاجه الشديد من وجوده في الخطوط الخلفية. وفي كل اتصال مع «الحاج ساجد»، كان الأخير يردّد العبارة نفسها: «اصبر على رزقك». في 19 تموز «جاء الفرج»، وبعد اشتباكات عنيفة دارت في مارون الراس، أوعزت القيادة إلى «الحاج ساجد» بتعزيز مدينة بنت جبيل بالقوّات، وإدارة الدفاع عنها إلى جانب قادةٍ آخرين. هناك، تسلم «عباس العاشق» «كمين البركة»، وهو خط الدفاع الثاني، عن مدينة بنت جبيل، بعد «مربع التحرير» (بنت جبيل، عيترون، عيناتا، مارون الراس).

بقي في «الكمين»، وحافظ على جاهزيةٍ تامة للالتحام مع العدو، رغم عشرات الغارات والقذائف التي سقطت في المكان. فضّلت القيادة أن يتراجع بعد القصف العنيف، رفض ذلك. بقي مكانه إلى أن أُعلن «وقف إطلاق النار».

أبدت القيادة استغرابها لصموده، رغم آثار الدمار في البقعة التي كان فيها. لم تقف حكايات قتاله هناك، بل كان في طليعة القيادات العسكرية التي حررت الأراضي السورية من الإرهابيين، بدءاً من القصير مروراً بحلب والسلسلة الشرقية، وصولاً إلى تدمر ــــ البادية السورية، حيث قضى نحبه فيها.

المصدر: جريدة الأخبار