«استهداف روسيا من جانب الغرب» يشغل أذهان الروس

الأحد 22 يوليو 2018 - 06:07 بتوقيت غرينتش
«استهداف روسيا من جانب الغرب» يشغل أذهان الروس

مقالات – الكوثر: نظريات المؤامرة آخذة في التجذُّر بين الروس، كما فكرة وجود قوى خفية تحكم العالم وتستهدفُ بلدهم وتتناقض مع مصالحهم الوطنية. ثلثهم يعتقد بوجود «حكومة عالمية» هدفها السلطة والمال، ونحو 7 في المئة يعتبر أن حلف الأطلسي (ناتو) والأمم المتحدة تمثل هذه الحكومة. والأدهى أنه تم رصد استخدام مصطلح «حكومة عالمية» 22 ألف مرة في وسائل الإعلام الروسية المكتوبة خلال سبع سنوات.

 

هذا ما أظهره استطلاع للرأي أعده «مركز عموم روسيا لدرس الرأي العام»، فأشار إلى أن 67 في المئة من الروس يؤمنون بوجود «حكومة عالمية»، في مقابل 33 في المئة لم يستطيعوا تقديم إجابة محددة. وبيّن أن هذه الفكرة تعمّقت في الوعي العام للروس في السنوات الأربع الأخيرة، وارتفع عدد المقتنعين بوجود هذه الحكومة من 45 في المئة عام 2014 إلى أكثر من الثلثين عام 2018.

 

بالنتيجة، فإن واحداً من كل عشرة روس يرى أن «الحكومة العالمية» تُعد أداة نفوذ لفاحشي الغنى، كما يرى 30 في المئة أن هدفها الرئيس الحكم والتأثير وتوجيه العالم، في مقابل 16 في المئة يرون أن جمع الثروات وزيادة الغنى هو الهدف. وذهب 6 في المئة إلى أن هدفها ضبط أعداد السكان في العالم. لكن 57 في المئة من هؤلاء رأوا أن «الحكومة» لا تؤثر في كل دول العالم، في مقابل 27 في المئة مقتنعون أنها تتحكم بكامل الكوكب الأزرق.

 

ماذا عن العضوية في هذه «الحكومة العالمية»؟ في اعتقاد 23 في المئة من الروس بأنها تتألف من «حيتان المال» والأوليغارشيين، ورؤوساء المصارف. لكن 8 في المئة أعربوا عن ثقتهم بأن الحكومة تتألف من الأميركان حصراً، في حين قال 6 في المئة فقط أنها تتألف من رؤوساء الدول والحكومات في العالم. وارتفعت نسبة الروس المقتنعين بأن «الحكومة العالمية» تتناقض مع مصالح روسيا، من 57 في المئة عام 2014 إلى 75 في المئة عام 2018، وفق الاستطلاع.

 

غير أن نحو 24 في المئة من المستطلعة آراؤهم شكك في وجود مثل هذه «الحكومة العالمية»، وأكد 15 في المئة منهم فقط أنه لا يمكن أن تكون موجودة، وشكك 12 في المئة في قدرة مجموعة من الشخصيات في إدارة العالم كاملاً، وأشار 7 في المئة إلى عدم وجود دليل على وجود مثل هذه المنظمة، وعجز 45 في المئة من المقتنعين بعدم وجود هذه الحكومة في تفسير سبب رأيهم هذا.

 

وفي تحليل نتائج الاستطلاع، أشارت مؤسسة «ميديا لوغيا» الروسية إلى أنها رصدت استخدام مصطلح «الحكومة العالمية» أو «الحكومة السرية» أكثر من 22 ألف مرة في وسائل الإعلام الروسية المكتوبة منذ مطلع 2011 وحتى نهاية حزيران (يونيو) 2018. وأوضحت المؤسسة أن الحديث المتواصل عن نظريات المؤامرة واستهداف روسيا من جانب الغرب، رفعت نسبة المقتنعين بوجود مثل هذه المؤسسات.

 

ولا يقتصر الاقتناع بوجود قوى خفية تسعى إلى النيل من روسيا والعمل على خراب المجتمع عبر إدخال قيم غريبة عن المجتمع، على الناس العاديين، فالنائب عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم فيتالي ميلونوف وجه طلباً العام الماضي إلى المدعي العام يوري تشايكا لحظر أنشطة عدد من المنظمات السياسية والاجتماعية الناشطة في روسيا، والتي تعمل لمصلحة قوى خفية عابرة للقارات وتتدخل في الحياة السياسية الروسية.

 

النائب المثير للجدل بتصريحاته، دعا مراراً إلى الحفاظ على حظر الملابس غير المحتشمة، وإلغاء الأعياد الغريبة عن العادات الروسية، مثل «فالنتاين» و «هالوين»، مشيراً إلى أن قوى خفية تستخدم هذه المناسبات للعمل على انحلال القيم الروسية. واللافت أيضاً أن وسائل إعلام روسية ركزت على وفاة المصرفي والبليونير ديفيد روكفلر، منطلقة من أنه واحد من أعضاء ما يسمى «الحكومة العالمية السرية».

سامر إلياس

المصدر: الحياة

110