ويعتبر الحج اختبارا عضليا للبدن والجهد، حيث تكون ظروف العبادة غالبا قاسية، لما فيها من مشاق مختلفة أثناء أداء المناسك منها: المشي في ظروف صعبة، مناسك مزدحمة، طقس قد يكون حارا جدا أو باردا أو مغبرا، نوم مكشوف. فاذا كان لديك القدرة البدنية الكافية فانت سوف تتخطي كل هذه التحديات و المصاعب السابقة بسهولة وتستطيع ان تؤدي العباده علي أكمل وجه.
لذلك يجب تثقيف الحجاج قبل ذهابهم لأداء المناسك، لمساعدتهم على أداء هذه الفريضة العظيمة في ظروف مناسبة تخفف احتمالات تضررهم صحيا.
وينصح الحجاج بما يلي:
- الإكثار من السوائل، والتأكد من نظافتها وصلاحيتها، سواء الماء أو المشتقات اللبنية أو المشروبات الغازية والعصائر المختلفة.
- التأكد من نظافة الطعام والالتزام بالوجبات الخفيفة المتكررة عوضا عن الوجبات الكبيرة الدسمة.
- عندما تكون المناسك تحتاج إلى جهد كبير، يراعى اختيار الوقت المناسب، خاصة في الأوقات التي تكون فيها الشمس أقل حدة، أو استعمال الواقيات، واختيار الأوقات التي لا يكون فيها الازدحام كبيرا.
-تكرار الراحة أثناء المشي الطويل، وإجراء بعض التمرينات كوضعية القرفصاء التي تساعد عضلات الأطراف السفلية وتزيد من القدرة على تحمل المشي.
- ترطيب الجسم بصورة متكررة.
- اختيار الأحذية المناسبة، خاصة المريحة والمفتوحة للمشي الطويل.
- استخدام المراهم والأدوية التي تحمي الساقين من آثار الاحتكاك، خاصة التسلخات في الجزء العلوي من الفخذين.
- وقاية العينين من الغبار والتعرق بحمايتها وغسيلها المتكرر بالماء.
-بالنسبة للمرضى الذين يعانون من التحسسات المختلفة في الصدر والأنف أو العيون، ننصح بأخذ الأدوية الوقائية المناسبة قبل التوجه لأداء المناسك للحماية من الهجمات الحادة لهذه التحسسات، خاصة مرضى الربو.
- ننصح مرضى القلب بأخذ الاحتياطات المناسبة، كالأدوية المستمرة ومراقبة الضغط وعدم المكابرة واستخدام الكراسي المتحركة لتجنب الإجهاد الشديد على القلب.
- تجنب المشي بأقدام حافية لتجنب التعرض للجروح والرضوض في القدمين، خاصة لمرضى السكر.
-اصطحاب حقائب تحتوي بعض المواد الدوائية كالمراهم المضادة لأشعة الشمس والمسكنات وخافضات الحرارة.
- توخّي الحذر أثناء الحلاقة، خاصة الذين يحلقون باستخدام الموسى والشفرات، ويراعى استخدام الشفرة مرة واحدة لتجنب الأمراض الجلدية.
- تجنب الاستلقاء في أماكن التنقل العام، ما قد يعرض الحجاج للرضوض والإصابات بسبب التدافع، واختيار أماكن الاستلقاء بعيدة عن الطريق العام أو الأماكن المخصصة للمشاة.
- في الخيام، ننصح بعدم التبريد الزائد للخيم والانتباه إلى نظافة المكيفات والفلاتر، لأنها قد تسبب انتشار بعض الأمراض الجرثومية التنفسية خاصة.
-الماء تأكد أن مصدره صحي، وإذا لم تتأكد، فضع عليه مطهرا، وخذه من البعثة الطبية .
-التحف جيدا أثناء الليل، خصوصا إذا كان الجو باردا، لكي لا تصاب بنوبة برد، أو آلام في عضلاتك .
-إذا كنت ممن يتناولون الدواء: للسكر! أو لارتفاع ضغط الدم، فداوم على استعمال الدواء. والطعام الخاص أثناء السفر، وأيام الحج ، وأثناء العودة، وخذ معك الدواء الذي يكفيك ، واعرض نفسك على طبيب البعثة لتستشيره في أي عرض تحس به .
-كن معتدلا في كل شيء، فخير الأمور الوسط ، ولا تجهد نفسك ، وتعرضها للخطر، بحجة أنك تكسب ثوابا أكبر .
- لا تأكل إلا في المحلات النظيفة ، وابتعد عن شراء المأكولات من الطريق .
-لا تسرف في أكل اللحوم ، فلقد لوحظ أن معظم الإسهال يكون نتيجة لها. وكل الفواكه الطازجة بكثرة، ولا تسرف في الطعام والشراب، وإذا حدث لك اسهال أو قيء فسارع إلى مقر البعثة للعلاج.
-إذا كان الجو حارا ، وكنت تعرق بكثرة ، فأكثر من الملح في طعامك، أوتعاطى (اقراص الملح).
-اذا أصبت بالزكام (أو النشلة) فسارع إلى علاجها، وإذا ارتفعت درجت حرارتك فابق في مسكنك يوما أو يومين لكي لا تتعرض للمضاعفات ، كالتهاب الشعب الهوائية ، والالتهاب الرئوي، وما يصحبها من سعال، وإذا لا قدر الله أصبت بذلك، فسارع إلى مقر البعثة للعلاج . عصير الليمون وعصير البرتقال الطازج ، يعطيك كمية من الفيتامين الهام في هذه الحالات.
-لا تتكدس أنت ومن معك في الخيمة ، لكي لا تجعلوا مجالا كبيرا للعدوى بالأمراض المختلفة .
-لا تجهد نفسك بالصعود إلى قمم الجبال العالية أو السير كثيرا على قدميك، أو التعرض لأشعة الشمس المحرقة، ظنا منك أنك تأخذ أجرا أكثر على ذلك، فالله يقول ("ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة")(البقرة/ 195) ويقول: ( "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها") (البقرة/ 286).
-لا تذبح وأنت بمنى في الطرقات، أو بجوار خيمتك. فإن هذا يعرضك ، ومن معك للأمراض. والرائحة الكريهة ، واذبح في الأماكن المخصصة للذبح.
الاحتياط للفيروسات
تتوالى وفود الرحمن إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، في بيئة صحية متوترة بسبب الفيروسات التي تجتاح مناطق في العالم والأمراض المنتشرة ومخاوف تفشيها أو انتقالها لوفود الحجاج، توجب على الحجيج درجة عالية من الالتزام بالتعليمات الصحية، والحصول على التطعيمات واللقاحات المطلوبة، واللجوء إلى الطواقم الصحية في حال الشعور بأي أعراض صحية، والالتزام بسلوكيات صحية عند التواصل مع الآخرين منعا للعدوى، كتقليل الاحتكاك المباشر وارتداء الكمامات، وعدم الاختلاط بالحيوانات الداجنة والبرية.
يجب معرفة أعراض الأوبئة المنتشرة حالياً، لاتخاذ الإجراءات الصحيحة ومراجعة المختصين، حيث وفرت السعودية 22 ألف طبيب وممرض بالموسم.
فمرض "الإيبولا" تتمثل علاماته وأعراضه النمطية في ظهور مفاجئ للحمى ووهن شديد وألم عضلي وصداع والتهاب الحلق، ويعقب ذلك التقيؤ والإسهال والطفح واختلال وظائف الكلى والكبد ونزيف داخلي وخارجي على حد سواء في بعض الحالات.
أما فيروس "كورونا" فأعراضه، حمى وسعال، وقد يصاب المريض بضيق وصعوبة في التنفس واحتقان في الحلق أو الأنف وإسهال، أو يتطور الوضع للإصابة بأعراض تنفسية حادة ووخيمة قد تؤدي إلى الوفاة كالفشل التنفسي.
الرشح والزكام
سببهما حمات راشحة (فيروسات) مـتـنـوعـة ، والـوقـايـة ممكنة عن طريق تجنب التبول الحراري المفاجئ، والابتعاد عن مواجهة التكييف والتـبـريـد الـمباشر، وتجنب العطاس والسعال في مواجهه الآخرين ،وإلقاء المناديل، وإتلافها في أماكن خاصـة، والابتـعـاد ما أمكن عن لمس المصابين بالمرض واستشارة الطبيب للعلاج.
داء السماط
ويحصل نتيجة التعرق الشديد والاحتكاك المستمر لثنيات الجلد مما يحدث انسلاخ واحمرار الجلد خاصة عند البدينين ولا سيما بين الفخذين، وتحت الإبطين، وتحت الثديين عند النساء، وتكون الوقاية بتخفيف حالة التعرق والاحتكاك بتجنب المشي طويلا وقت الحر ما أمكن، لبس السراويل الداخلية الطويلة لمنع الاحتكاك (خارج أوقات الإحرام) ، استعمال المياه الباردة لغسيل المنطقة المعرضة للاحتكاك ، استعمال بعض الوصفات والمراهم الطبية.
تشقق القدمين
يظهر نتيجة المشي المستمر بالأحذية الكاشفة للأعقاب (الصنادل) والتعرض للأتربة والأغبرة مما يؤدي إلى جفاف الطبقة المتقرنة من الجلد ثم إلى التشقق، والوقاية منه بغسل القدمين وتجفيفهما جيدا ، لبس الجوارب (خارج أوقات الإحرام) مما يخفف تعرضها للأتربة والأغبرة، الضغط بكل القدم على الأرض واستعمال مراهم مطرَّية.
الآلام والقولنجات الكلوية
نتيجة فقدان السوائل والحر الشديد يتعرض البعض لحدوث القولنجات الكلوية وآلام الخاصرتين والحصى الكلوية أو ذلك لزيادة ترسب الأملاح والتبلورات بالطرق البولية نتيجة زيادة كثافة البول لا سيما عند من لديهم استعداد لذلك، ولتجنب هذه الآلام ينصح الحاج بشرب سوائل بكمية كبيرة لا تقل عن 3 - 4 لترات يومياً، تجنب التعرض للتعرق الغزير والحر الشديد قدر الإمكان، مراجعة الطبيب بظهور الأعراض، اتباع الإرشادات الطبية لمن لديه سبب مهيأ لحدوث الحصيات الكلوية.
ضربة الشمس
بيّنت دراسة سعودية أنّ ضربة الشمس أكثر أمراض الموسم انتشاراً وسبب رئيسي في وفياته، حيث أنها سبب 28 في المائة من الوفيات، ولا سيّما إن موسم الحج أتى صيفاً.
يقول أخصائي طب الأسرة، حسام جنيد، إن ضربة الشمس تحدث نتيجة التعرّض المباشر لأشعة الشمس الحارة، خاصة مع ارتفاع الرطوبة.
وتتمثل أعراضها في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 40 درجة مئوية، مع صداع وشعور بالدوار والغثيان والإرهاق الشديد والعطش، كما تؤدي إلى تشنّج في العضلات وتسارع في النبض، ويزداد التعرق بغزارة في البداية، ثم يصبح الجلد جافاً وحاراً.
وفي حال عدم معالجتها، تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي تتراوح بين التخليط الذهني وفقدان الوعي والدخول في حالة سبات، وقد تؤدي في النهاية إلى الوفاة بسبب فشل الأعضاء الحيوية للمصاب.
ويزداد احتمال الإصابة بضربات الشمس لدى الذين لم يعتادوا على درجات الحرارة العالية، يضاف إلى ذلك الزحام وقلة حركة الهواء والأعمال المجهدة كالإصرار على السعي والطواف وقت الظهيرة وأثناء الزحام الشديد.
يقول جنيد إنه يجب تجنّب التعرّض لأشعة الشمس لفترة طويلة، خاصة من لم يعتادوا عليها، والبعد عن الجهد الزائد للبدن ما أمكن، وتناول كمية كافية من السوائل خاصة المياه أو المشروبات التي تحتوي على الصوديوم واستخدام ملابس خفيفة، قطنية وفضفاضة، إضافة إلى استخدام المظلات فاتحة اللون وتجنب تأدية المناسك بأوقات الزحام، خاصة للمرضى والمسنين.
أمراض الجهاز التنفسي
يشير الدكتور خالد جابر إلى أن أمراض الجهاز التنفُّسي من أكثر أمراض الحجّ شيوعاً، وتسبِّبها جراثيم وفيروسات تنتقل عن طريق الرَّذاذ المتطاير مع السُّعال أو العطاس أو الكلام، وأن الزكام والتهاب الحنجرة لا تؤدِّي في الغالب إلى مُضاعفات، لكنَّها مؤذية للحاج وتصيبه بالإرهاق والإنهاك.
أما الالتهاب الرئوي، فأكثر خطورة وإن كان أقل شيوعا، ومن أعراضه السعالُ المصحوب بالبلغم والحرارة وضيق التنفُّس، وهي قد تسبب مضاعفات خطيرة إذا أُهمِلَ عِلاجُها. وأنه يجب عدم مخالطة المصابين والابتِعاد عن الزحام قدر المستطاع.
النَّزلة المعوية والإسهال
يوضح الدكتور محمد رشاد عبد المقصود، اختصاصي طب الأسرة، أنّ دراسات عديدة بينت أنّ الإسهال أكثر انتشارًا خلال الصيف، وقد يكون أشد حدّة في حالات الزحام وتلوث الأطعمة وانتشار الذباب ونقص الثقافة الصحية لدى الفرد خلال تأدية المناسك.
وقال رشاد إن كثيرا من العادات والسلوكيات التي قد يمارسها الحجاج، تؤدي إلى النزلات المعوية، مثل استخدام الماء غير الصحي في الشرب وغسل الأواني، وعدم الحفاظ على النظافة الشخصية، وعدم التخلص الصحي من الفضلات الآدمية، وعدم غسل الطعام وتنظيفه قبل طهيه، وعدم غسل الخضراوات والفواكه، وعدم تعريض الطعام المطبوخ للنار حتى الغليان قبل تناوله، وتخزين الطعام في درجة حرارة غير مناسبة، وكلها عادات يجب تجنبها.
نصائح طبية للحجاج للحفاظ على سلامة العين
للمحافظة على سلامة العيون أثناء موسم الحج علی الحجاج اتباع بعض الإجراءات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وأول تلك المشكلات هي إصابة العين بمرض "التهاب ملتحمة العين التحسسي" الذي يكثر أثناء موسم الحج وذلك لكثرة تعرض العيون للغبار وأشعة الشمس.
وقالت رئيسة لجنة التوعية الصحة وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب العيون الدكتورة عهود بنت عبد العزيز عويضة إن أعراض هذا المرض تأتي في شكل دموع غزيرة واحمرار بالعينين مع الشعور بحكة شديدة.
وذكرت أن أهم طرق الوقاية هي غسل الوجه والعينين بالماء البارد مع اتقاء أشعة الشمس بوضع النظارات الشمسية ، ولدى حدوث هذه الأعراض، يجب مراجعة أقرب مركز صحي بالمشاعر لوصف قطرات خاصة منها: القطرات المرطبة للعين والقطرات المضادة لحساسية العين وذلك حسب شدة الحساسية.
التهاب الملتحمة الجرثومي
أما النوع الثاني الذي يمكن أن تتعرض له عيون الحجاج هو "التهاب الملتحمة الجرثومي" وذلك لتعرض العين إلى الغبار الشديد أو نتيجة لاستخدام أدوات الآخرين.
وأعراض هذا المرض تظهر بشكل احمرار بالعينين مع وجود إفرازات صديدية والتصاق بالجفون عند الاستيقاظ من النوم صباحاً.
وفي هذه الحالة، يجب مراجعة طبيب العيون بالمركز الصحي لوصف القطرات والمراهم والمضادات الحيوية المناسبة، كما يجب على الحاج غسل العينين والابتعاد عن استعمال أدوات الغير.
وتنبه الدكتورة عهود بشكل خاص المرضى المصابين بداء السكري من الحجاج بضرورة القيام بفحص الشبكية قبل التوجه لأداء مناسك الحج مع الحرص على أخذهم أدوية السكر بكمية كافية لفترة الحج، واتباع الحمية المناسبة والمحافظة على ضبط نسبة السكر في الدم.
الجلوكوما
ونصحت مرضى الجلوكوما باستخدام أدويتهم في وقتها وجرعاتها بعناية كما وصفها لهم طبيب العيون المتخصص في الجلوكوما.
وإذا كان هناك من الحجاج من أجريت لهم عمليات جراحية حديثة بالعين، فينصح رئيس لجنة العلاقات العامة وأستاذ العيون المساعد بجامعة طيبة الدكتور وسيم بن عبد العزيز عالم بوضع غطاء للعين (الواقي البلاستيكي) طوال فترة الحج لتجنب دخول الغبار للعين بقدر الإمكان، خوفاً من الإصابة بأي التهاب وحدوث مضاعفات لا قدر الله، إضافة لتعليمات طبيب العيون الأخرى.
جفاف العين
ومن أكثر الأمراض التي تصيب العين شيوعا في موسم الحج جفاف العين، الذي يحدث بسبب نقص في دموع العين بسبب خلل في الغدة الدمعية وأحيانا لتعرضها لأشعة الشمس المباشرة.
وأعراض جفاف العين هي الشعور بحرارة بالعين مع احمرار ونقص الدموع.
أما علاج جفاف العين فهو أولا الابتعاد عن استخدام العدسات اللاصقة ووضع النظارات الشمسية ثم استخدام مرطبات العين كالدموع الصناعية على شكل قطرات.