من شهداء صناع أسطورة تموز...قائد لبناني إختلط دمه بالتراب العراقي

الجمعة 20 يوليو 2018 - 10:26 بتوقيت غرينتش
من شهداء صناع أسطورة تموز...قائد لبناني إختلط دمه بالتراب العراقي

وأردى جنود المجموعة بين قتيل وجريح. أصيب الشهيد القائد في قدمه. ضمّدها بنفسه، وتعمّد أن لا يعرف أحدٌ بذلك، حفاظاً منه على معنويات المقاومين المرتفعة...

إرتقى القائدأبو محمد سلمان في عمله الجهادي، حتى 12 تموز 2006، «موعد» وصوله إلى المسؤولية الكبيرة التي كان يحملها . وقف أمام عدوان أسالَ دماءً، وطحن عظاماً، وهدم قرى وبضعة مدن. وضع حدّاً لاحتلالٍ تكسّر تحت ظلال سيفه. هو من جملة الأرواح التي تحدّت الموت... بالموت، وأكملت مسيرةً راغبةً إما الحُسنَيين: النصر أو الشهادة... «وما بدّلوا تبديلاً». سنروي اليوم بعضاً من سيرة قائد شهيد، شارك في صدّ عدوان تموز. حكاياتٌ بَعضُها تروى، اليوم، وأخرى "لها يومها"

هو إبراهيم محمود الحاج"أبو محمد سلمان" ولد في مشغرة 1970 واستشهد في الضابطية/ العراق، 2014
"أبو محمد سلمان" اسمٌ لا يزال يتردّد صداه في عيتا الشعب. عرفه الأهالي بعد أن وضعت الحرب أوزارها. خلال عملية «الوعد الصادق»، تولّى مهمة تأمين القوات المهاجمة، وكان قرار قيادة المقاومة، وفق الخطة المرسومة، يقضي ببقائه في البلدة بعد انتهاء العملية، والإدارة المباشرة للتشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، تجاه أي تطور ميداني محتمل. في الحرب، قاد «أبو محمد» خطّة الدفاع عن عيتا الشعب، بدءاً من الحفاظ على مستوى الجهوزية، وانتشار القوات، والتوزيع المتوازن للذخائر والمؤن، وكيفية شحنها، إلى القدرة على الضبط والسيطرة، وصولاً إلى الحفاظ على الثبات والمعنويات المرتفعة. حرص «أبو محمد» على الاطمئنان الدائم على أحوال جرحى المقاومة، ودفن جثامين شهدائها، وإدارة شؤون المدنيين الذين بقوا في عيتا. اختار أن يكون موجوداً في أخطر جزءٍ من البلدة «الحارة القديمة/ حي مصيلح» لصدّ محاولات تقدم العدو المتكرّرة، إذ استطاع ببقائه داخل بقعة العمليات، والتنسيق مع مختلف التشكيلات القتالية (قوات النخبة، التعبئة العامة، المنظمون والمدنيون) من جهة، و«قيادة المقاومة» من جهة ثانية، الإبداع في «تقدير الموقف الميداني»، والحفاظ على وتيرةٍ واحدةٍ من نسقٍ قتاليٍّ منسجم.
أوائل آب 2006، تواصلت مجموعة من «الحارة القديمة» مع «الحاج سلمان»، لإخباره عن تسلّل مجموعة إسرائيلية. توجّه فوراً ليعاين الأمر بنفسه. وفي مسيره، التقى بمجموعة إسرائيلية داخل «كاراج». فوجئ الطرفان، غير أنه كان سبّاقاً إلى فتح النار، وأردى جنود المجموعة بين قتيل وجريح. أصيب الشهيد القائد في قدمه. ضمّدها بنفسه، وتعمّد أن لا يعرف أحدٌ بذلك، حفاظاً منه على معنويات المقاومين المرتفعة. استعصت عيتا على الإسرائيليين بعدما طبّق «أبو محمد» تجربةً قتاليةً جديدة، كرّست نجاح نظام «الدفاع عن بقعة» في المقاومة والاستفادة ــ في الوقت عينه ــ من قواعد النار في القرى المحيطة لهذا الغرض، وهو أمرٌ كان في إطاره النظري قبيل 2006، ما شكّل قيمة مضافة في سجل الشهيد القائد الحافل بالإنجازات النوعية.

 «لقد كان مفتاح الصمود الأسطوري»، يقول عارفوه، إذ بعثت قيادة المقاومة إلى «أبو محمد سلمان» رسالةً مكتوبةً خلال الحرب، أعربت فيها عن ثقتها به، وسألته «هل تستطيع الصمود والاستمرار؟» فردّ برسالة مكتوبة هو الآخر «نستطيع أن نقاتل حتى آخر نفس. المعنويات مرتفعة»، ليختمها بعباراتٍ إلى السيد حسن نصرالله، قائلاً: «لك رجالٌ لا تهاب شيئاً من جيشهم... اعلم يا سيدنا أن لك في عيتا (ذاكراً العدد)... وأنا باسمهم أقول إننا استشهاديون، وسنبقى نقاتل ونقاتل حتى النفس الأخير".

يذكر أن الشهيد سلمان قد إستشهد في العراق في منطقة الضابطية ضمن عمليات تطهير حزام بغداد مع القائد المؤسس في كتائب سيد الشهداء الشهيد المجاهد أبو علي النظيف بتاريخ 27/7/2014، واعتبر حزب الله اللبناني ان الحاج سلمان من افضل القياديين الميدانيين في حزب الله منذ نشأته ، الحاج سلمان من مواليد العام 1970، متزوج وله ثلاثة اولاد، حائز على ماجستير في العلوم التربوية.

المصدر:جريدة الاخبار و موقع كتائب سيد الشهداء