الزيارة تستغرق يومين، وتأتي وسط أجواء التقارب مؤخرا بين أطراف ملف مياه النيل الثلاثة؛ مصر والسودان وإثيوبيا، بعد فترة من عدم التوافق بين الأطراف الثلاثة حول أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وتسعى مصر لحل أزمة سد النهضة، المثارة منذ 7 سنوات مع إثيوبيا والسودان، المتوافقتين على فائدة السد لكليهما، فيما تتخوف القاهرة على حصتها التاريخية (55 مليار متر مكعب) و90 بالمئة من دخلها المائي، وخاضت مع أديس أبابا والخرطوم 18 جولة من المفاوضات الفنية على مدار نحو 4 سنوات؛ بهدف إيجاد حل فني يقلل مخاوفها.
ويسبق الزيارة حالة من التهدئة بين القاهرة والخرطوم بالقضايا الخلافية، كأزمة مثلث (حلايب وشلاتين)، التي تطالب بهما السودان، ووقف الاتهامات المتبادلة بدعم مصر للمتمردين بالسودان، وإيواء الخرطوم لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، وما صحب تلك الأزمات من تلاسن سياسي وإعلامي أثر على توافق البلدين بأزمة المياه.
وبالفعل منعت مصر، بداية الشهر الجاري، رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، من دخول أراضيها بعد عودته من ألمانيا، وذلك قبل أن تسلم السودان عددا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين بالخرطوم، في موقف أغضب مصريين وسودانيين، واعتبره محللون مقدمة للتوافق بين النظامين.
كما تأتي زيارة السيسي للخرطوم أيضا بعد زيارة البشير للقاهرة بأربعة أشهر، في 19 آذار/ مارس الماضي، فيما من المقرر أن يزور السيسي الخرطوم في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وهو ما يثير التساؤلات حول دلالات توقيت الزيارة الحالية، التي تأتي قبل الزيارة المعلنة مسبقا بثلاثة أشهر، وحول ما قد يجري خلف الكواليس ويتم إعداده بملف المياه.
سفير السودان بمصر، عبد المحمود عبد الحليم، قال إن الزيارة "تتميز بأهميتها توقيتا ومضمونا"، وتعنى بالوقوف على سير ونتائج اجتماعات آليات التعاون الثنائي واجتماعات اللجنة الرباعية، المشكلة من وزيري الخارجية ومديري مخابرات البلدين، وصولا لاجتماعات لجنة التعاون برئاسة السيسي والبشير، التي ستستضيفها الخرطوم بتشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
المصدر: مصراوي
105