يا إخوان ... إليكم الجواب عن السؤال الكبير... لماذا يعادي العربان إيران؟

الأربعاء 18 يوليو 2018 - 07:18 بتوقيت غرينتش
يا إخوان ... إليكم الجواب عن السؤال الكبير... لماذا يعادي العربان إيران؟

نتذكر كيف كان محمد رضا بهلوي؛ "شاهنشاه أريا مهر"، يتعامل بنرجسية عالية، وإستعلاء فج مع العربان، وكان هؤلاء مستسلمين تماما لغطرسته وعنجهيته...

قاسم العجرش

قبل عام 1979؛ أي عام الثورة الإسلامية في إيران، كانت السفن الإيرانية الحربية، تجوب بحر العرب ومياه خليج عمان، ما كانت تهيمن هيمنة مطلقة على"الخليج الفارسي؛ وكانت مهمة إيران وإسمها في الأوساط الدولية؛ هو"شرطي الخليج الفارسي".

كان أعراب الجزيرة العربية والخليج الفارسي، وبضمنهم العراق آنذاك، "فرحين مستبشرين بما آتاهم الشرطي"؛ كيف لا وهو الحليف القريب لسيدهم الأمريكي، الذي أوكل أليه، مهمة أمن"الخليج الفارسي" ..ولقد كانوا يحضرون الولائم، وينحرون نوقهم وأباعرهم، لمقدم أية سفينة حربية إيرانية لأحد موانئهم، حينما كانت تلك السفن، تجوب مياه الخليج الفارسي طولا وعرضا، وتدخل أي ميناء بلا إستئذان.

نتذكر كيف كان محمد رضا بهلوي؛ "شاهنشاه أريا مهر"، يتعامل بنرجسية عالية، وإستعلاء فج مع العربان، وكان هؤلاء مستسلمين تماما لغطرسته وعنجهيته، ونتذكر كيف ذهبوا جميعا مهرولين، محملين بالهدايا والنذور الى خيمة برسيبيليوس، حينما أحتفل الشاه بمرور 2500 عام؛ على تأسيس الأمبراطورية الشاهنشاهية الإيرانية، على يد سايروس( كورش )...(جشن‌های ۲۵۰۰ سالهٔ شاهنشاهی ایران)، وللتذكير أيضا فإن ذلك الإحتفال الأسطوري، جرى إبتداءا من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر عام 1971م.

ما زلنا في ذكريات الدهن والدبس..!..ونحن في 21 ديسمبر 1959، عندما تزوج الشاه من فرح ديبا، يومها تسابق ملوك وسلاطين؛ وأمراء ومشايخ الجزيرة العربية والخليج الفارسي، الى تقديم الهدايا، كيف لا و"ديبا" جميلة الجميلات، وكان جل ما يتمنون، هو رؤية وجهها الجميل وقامتها الفارعة، بعد ذلك بثماني سنوات، أي عندما توجها الشاه كـ"شاهبانو" عام 1967، كان ذلك يوم سعدهم، ولم تبق جوهرة أو قلادة ذهبية، أو سوار مرصع بأحجار كريمة لديهم، إلا و أهدوها بفرح غامر الى الشاهبانو، وكان من بين الهدايا حذاء ذهبي، مرصع بالياقوت أهداه الملك السعودي!

أيامذاك؛ كانت مستويات التبادل التجاري مع إيران، على أعلى مستوياتها، والى جانب ذلك؛ كان التبادل الثقافي متقدم جدا؛ وكانت مدن الخليج الفارسي ترطن جميعا باللغة الفارسية، وكانت تنام وتصحو على صوت "كوكوش"، تغني لهم "أم نمي دام".

نشير هنا؛ الى أن التبادل الثقافي في التفكير العربي، يعني بشكل أساس بالغناء والرقص؛ أكثر من ما يعنى بالشعر والأدب والمسرح، وغيرها من المعارف الراقية، وذلك لأن تبادل المعارف الراقية لا يرضي غرائزهم، فضلا عن كونه خطر عليهم وعلى عروشهم الفاسدة!

هذا الحال الرغيد؛ تغير بسرعة فائقة وبـ 180 درجة، عام 1979، حينما أزاح الشعب الإيراني، صديقَهم الحبيب شاه إيران عن عرش كورش، وفورا وبلا إنتظار أعلن العربان، العداء الصريح لجمهورية إيران الإسلامية.

لقد كان العداء وما يزال مستمرا؛ لأن الثورة الإسلامية جاءت بثقافة جديدة، وبنوع جديد من العلاقات مع الشعوب المسلمة، تقوم على ثوابت الإسلام، وعلى تبادل ثقافي راق، ليس بينه الغناء و ...، وتقوم ايضا؛ على أساس التصدي الحازم، للصهيونية العالمية وإسرائيل ومن يقف وراءها، وطبعا هذا كله ليس من متبنيات العربان، ولا يقع ضمن إهتماماتهم، ولذلك هم يعادون إيران منذ 1979.

كلام قبل السلام: البشر ولخيبتهم ؛ يتعاملون مع التاريخ كقصة ورواية للتسلية..!

سلام..

المصدر: موقع براثا