من شهداء صناع أسطورة تموز...ولد في لبنان و إستشهد في سوريا

الثلاثاء 17 يوليو 2018 - 05:25 بتوقيت غرينتش
من شهداء صناع أسطورة تموز...ولد في لبنان و إستشهد في سوريا

مع اندلاع حرب 2006، كان «أبو محمد الإقليم» قد أتمّ تسلّم مهمته الجديدة، فاتخذ من أحد بيوت بلدة القليلة (جنوبي صور) «غرفة متابعةٍ» له...

إرتقى القائد أبو محمد الإقليم في عمله الجهادي، حتى 12 تموز 2006، «موعد» وصوله إلى المسؤولية الكبيرة التي كان يحملها . وقف أمام عدوان أسالَ دماءً، وطحن عظاماً، وهدم قرى وبضعة مدن. وضع حدّاً لاحتلالٍ تكسّر تحت ظلال سيفه. هو من جملة الأرواح التي تحدّت الموت... بالموت، وأكملت مسيرةً راغبةً إما الحُسنَيين: النصر أو الشهادة... «وما بدّلوا تبديلاً». سنروي اليوم بعضاً من سيرة قائد شهيد، شارك في صدّ عدوان تموز. حكاياتٌ بَعضُها تروى، اليوم، وأخرى "لها يومها".

هو القائد حسن محمد الحاج "ماهر أبو محمد الإقليم"، ولد في اللويزة 1964
وإستشهد في سهل الغاب «حماة»/ سوريا 2015

بين عامي 2000 و2004، كان «أبو محمد الإقليم» من الركائز الأساسية في العمل التدريبي للمقاومة. ابن «الجيل الأوّل»، وصاحب البسمة الدائمة والروح النشطة، انتقل قبل عامين من بدء حرب تموز إلى القطاع الغربي، ليتولّى مسؤوليته عسكريّاً، نظراً إلى مراكمته خبرةً واسعة جداً في الميدان. رافق «إقليم التفاح» اسم القائد الميداني، فبات جزءاً منه، ومرافقاً له.

 تغيّر الجغرافيا، وانتقاله إلى المنطقة الساحلية، لم يكونا عائقاً أمام نجاحات «الحاج ماهر»، بل شكّلا دافعاً إلى «الإلمام بكافة تفاصيل المنطقة ومسؤولياتها سريعاً». شارك في وضع الخطط العملياتية، راسماً حدود المحاور والمواقع والنقاط، وموزّعاً التشكيلات والأسلحة والذخائر، وفق «حاجاتها العملية» لأي مواجهة مع العدو الإسرائيلي.
مع اندلاع حرب 2006، كان «أبو محمد الإقليم» قد أتمّ تسلّم مهمته الجديدة، فاتخذ من أحد بيوت بلدة القليلة (جنوبي صور) «غرفة متابعةٍ» له. أثناء الحرب، أصيب مسؤول «محور الساحل» (قرية الناقورة الحدودية ومحيطها)، ما دفع القائد إلى التصدّي الشخصي، وإدارة المحور بشكلٍ مباشر، فضلاً عن إدارة محاور أخرى. اشتدت الحرب قسوةً، مع تقدّم العدو ناحية بلدة البياضة، هنا أوعز «الحاج ماهر» إلى المقاومين بضرورة توزيع الكمائن على طول الخط البحري، تحسّباً لأي إبرارٍ محتمل، طالباً منهم «تجهيز حفرٍ فردية، وعدم التردّد قدر المستطاع إلى المباني أو البيوت». يتابع من رافق «الحاج» قائلاً: "حذا الحاج شخصياً حذوهم، وقام بتجهيز حفرة خاصة به".
كذلك أشرف «أبو محمد» على إرسال التعزيزات إلى بلدات الناقورة، والبياضة، وطير حرفا، ومجدل زون، أفراداً وعتاداً، وتحديداً العبوات الناسفة (ضد الأفراد والدروع)، والصواريخ الموجّهة المضادة للدروع.

ومن القليلة، أيضاً، أدار «أبو محمد» الالتحامات بين المقاومين وجنود العدو في البياضة. مواجهات «أقلّ ما يمكن وصفها بالبطولية»، يقول رفيق «الحاج»، مضيفاً عند الحديث عن «تجربة تموز» أن الشهيد القائد أرسل مجموعاتٍ «استشهادية» للاشتباك مع العدو عند الشريط الحدودي في بلدة اللبونة، وأشرف في الوقت عينه على إطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.

نلتقيكم غدا...مع قائد شهيد آخر

المصدر: جريدة الأخبار