من شهداء صناع أسطورة تموز...الحاج قاسم...آسر الإسرائيليين

الأحد 15 يوليو 2018 - 07:35 بتوقيت غرينتش
من شهداء صناع أسطورة تموز...الحاج قاسم...آسر الإسرائيليين

وجَّه «الحاج قاسم» للعدو ضرباتٍ شديدة في فترات مختلفة من أيام الحرب. الاشتباك الأوّل حصل في المربع الذي بات يُعرفُ بـ«مربع التحرير» (عيناتا ــ بنت جبيل ــ عيترون ــ مارون الراس)...

هو خالد أحمد بزّي "الحاج قاسم"، ولد في بنت جبيل 1969 ، و استشهد فيها أيضاً، في 2006 .  

أثخنت بنت جبيل الجسد الإسرائيلي بالجراح، مرةً عام 2000 عندما وقف فيها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وألقى خطابه الشهير: «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»، وأخرى في حرب تموز 2006 عندما قاد الشهيد خالد بزي معركة الصمود فيها. حاول الإسرائيليون، غير مرة، احتلال بنت جبيل لرفع العلم داخل ملعب المدينة رداً للاعتبار. ولفعل ذلك، دارت معارك داخلها حيث قاد غرفة عملياتها «الحاج قاسم». كان في حساب الإسرائيليين أن تستغرق عمليتهم 48 ساعة فقط، لكن صمود المقاومين أبقاهم سبعة أيامٍ يعانون داخل المدينة، وعلى تخومها.

قائد عملية الأسر في «خلة وردة» في 12 تموز، وبعدما نجح وإخوته في أسر جنديين إسرائيليين، استقر في بنت جبيل طيلة الحرب، ليدير عمليات المقاومة من داخل أحد المنازل القديمة، بعدما ضربت الطائرات مراكز الحزب المكشوفة. في 13 تموز، أعلنت إسرائيل أن المدينة قد «سقطت عسكرياً». لم تكن الحياة هناك ممكنة لاستمرار القصف العنيف عليها، لذا طلبت «إدارة العمليات» من «قاسم» التراجع. رفض ذلك، مؤكداً أنه سيبقى ينتظر المواجهة، وردّد على مسامع رفاقه: «أفضل أن تدعس جنازير دباباتهم فوق جثتي على أن أتراجع».

وجَّه «الحاج قاسم» للعدو ضرباتٍ شديدة في فترات مختلفة من أيام الحرب. الاشتباك الأوّل حصل في المربع الذي بات يُعرفُ بـ«مربع التحرير» (عيناتا ــ بنت جبيل ــ عيترون ــ مارون الراس). فشل العدو في التقدّم، ثم حاول الالتفاف بعدها من جهة «تلة مسعود» و«غراند بالاس» للإطباق على المدينة، وصولاً إلى منطقة «صف الهوا»، خط المدينة الرئيسي. يومها، طلب الشهيد القائد من نخبة المجاهدين هناك القيام بعمليات نوعية، كأسر جنودٍ للعدو، ونصب كمائن، وشنّ هجمات سريعة. كانت الضربة الأقسى للإسرائيليين في «غراند بالاس». في 28 تموز، اتخذ الإسرائيلي قراراً بتدمير المدينة. الساعة 8 مساءً بدأ القصف الأعنف، ليهدّم ما نسبته 80% من بنت جبيل. معظم مبانيها سوّيت بالأرض، وأحدها كان فوق جسد «الحاج قاسم»، الذي استشهد مع رفيقيه محمد أبو طعام، وكفاح شرارة.

نلتقيكم غدا...مع قائد شهيد آخر

المصدر: جريدة الأخبار