"الفوز بمباراة كرة قدم دولية أهم من السيطرة على أحدى المُدن".
وهذا كلام أردف به باول جوزيف غوبر وزير الإعلام النازي آنذاك، لتبين أهمية كرة القدم بالنسبة للنظام النازي الذي استخدم الرياضة بشكل عام من اجل الترويج لأفكار الهتلري.
وأمّا موسوليني فقد اعتبر فوز بلاده بمونديالي 1934، 1938 بمثابة دعاية ضخمة للدولة الفاشية، وحرص على التواجد مع لاعبي المنتخب الإيطالي بانتظام بل وحضر جميع المباريات!
فيما لعبت الرياضة دورًا بارزًا في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال الألعاب الأولمبية، "هذه الحرب لا يمكن أن تضاهي مدى التنافسية في ملاعب كرة القدم" السيناتور الأميريكي ويليام فولبرايتواصفًا علو شأن كرة القدم عن حرب الميادين بين البلدين.
أولمبياد برلين 1930 ويُلاحظ التحية النازية
فالفوز بالبطولات العالمية كان له أثر واضح في تثبيت بعض الأنظمة السياسية لحكمها، فمثلًا النظام العسكري بالبرازيل والذي استولى على السلطة عام 1964 اتخذ من تتويج السامبا بمونديال 1970 أداة لقياس مدى نجاح الدولة تحت حكمهم.
كما كان لفوز الأرجنتين ضد إنكلترا بمونديال 1986 ضربة قوية وانتصارٍ على العشب الأخضر عوضًا عن هزيمة حرب الفوكلاند بين البلدين.
أمّا حرب المائة ساعة بين السلفادور وهندوراس فقد اندلعت بعد احتدام العلاقات بين الجماهير قبل إحدى المباريات بتصفيات مونديال 1970 وهو ما استغله النظامان بالبلدين لبدء الحرب.
ومن هنا يتبين مدى التأثير الكبير للرياضة في الحياة، عندما جعل العالم بأسره ينظر إلى حادث طائرة فريق شابيكوينسي البرازيلي ديسمبر 2016 على أنها خسارة لكرة القدم مُظهرين تعازيهم الحارة للفريق ضاربين بالصحفيين، طاقم طائرة، والأطّباء الذين لقوا حتفهم عرض الحائط، فالأولوية في المشاعر باتت لكرة القدم، لمجرد كونك لاعبًا لكرة القدم فقط، أما الآخرون فكانت المشاعر والتعاطف أقل بشكل كبير، وفي الغالب لم ينبس أحدهم ببنت شفة تجاههم.
وفي كثير من الأحيان يكون للرياضي شأن عن السياسي، كما حدث مثلًا من ديديه دروغبا عندما خطب في شعب كوت ديفوار 2006 مُطالبًا إياهم بوقف الحرب الأهلية والمعارك الدامية التي استمرت لخمس سنوات، نجم تشيلسي المتوّج وقتئذ بجائزة افضل لاعب أفريقي ذهب لمقر الانقلابيين عقب التأهل لمونديال ألمانيا ودعا الجميع للتكاتف، وهو ما تحقق بالفعل بعدما فشلت كل أصوات رجال الساسة في حلها.
كما أن بيليه فعل الأمر ذاته عندما ساهم في تهدئة الحرب الأهلية بين نيجيريا ودولة بيافرا الانفصالية عام 1969 حيث سافر للاجوس وشارك مع فريقه سانتوس بمباراتين ضد فريقين محليين، مجلة تايم الأميركية وصفت الأمر بـ :
"كانت كرة القدم حينها أكثر أهمية من الحرب".
ومن أحد أهم الأمثلة على اندماج الرياضة بالسياسة هو البرازيلي غواو هافيلانغ رئيس الفيفا الأسبق.
حينما اتحد مع هورست داسلر نجل مؤسس شركة "أديداس" بالسبعينات من أجل تمويل الفيفا وتحقيق مطامع هورست الشخصية عبر إعطائه حقوق الترويج وصناعة الملابس الرياضية بشكل عبثي فاسد عن طريق شركة ""ISL، هافيلانج وهورست تمكنا من صنع ثروات هائلة من سرقة أموال الفيفا عبر اللعب ببنود العقود والرشاوي، كما وطّد من علاقاته بزعماء أمريكا اللاتينية السياسيين والذين دعموه بشكل كبير.
وأما ... مر الزمان فنجتز التاريخ القديم حتى وصلنا لعصرنا الحاضر ...
مونديال 2018 ... دعاية سياسية واستغلال فاضح
_ مساعي سكان إقليم كاتالونيا للانفصال عن السيادة الإسبانية كان الداعم الأكبر له هو فريق برشلونة، وهو ما أكسب الأمر انتشارًا على نطاق واسع عالميًا بسبب شهرة لاعبي البلاوغرانا.
_ قوة التحالف السياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية حال دون تصويت الأخيرة لصالح المغرب لاستضافة مونديال 2026.
_ ميسي بدوره كان له كلمة في إرجاء ودية الأرجنتين ضد الكيان الصهيوني وبالتأكيد فإن الدافع كان الممارسات الوحشية ضد الفلسيطينيين، التأييد الكبير الذي أظهرته جماهير سيلتيك الاسكتلندي للقضية الفلسطينية جعل منهم أبطالًا بنظر العرب.
_حرص الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على استغلال المونديال لتأسيس علاقات أقوى مع مصر والسعودية، خاصة أن العاصمة الشيشانية جروزني تستضيف المنتخب المصري المشارك في النهائيات في المجموعة نفسها التي تضم السعودية وروسيا.
حيث انتهز الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف فرصة تأهل المنتخب المصري لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018، ليتواصل مع إداريي الفراعنة من أجل جعل عاصمة إقليم الشيشان مقرًا للمصريين بروسيا.
وبدا ذلك جليًّا في الاهتمام الخاص الذي أبداه "قديروف" بالظهور في تدريبات المنتخب المصري استعدادًا للمباريات الرسمية.
وبعد مفاوضات عبر وكلاء قاديروف تم الاتفاق ووقع الاختيار على غروزني، الكثير من المنظمات الحقوقية وعلى رأسها "هيومن رايتس ووتش" إضافة إلى رئيس الفيفا جيان إينفانتينو رفضوا الأمر بحجة عزل غروزني التي شهدت أراضيها جرائم حرب ضد الإنسانية.
قاديروف والذي عيّن عام 2007 كان قد وافق قبل سنوات على إنشاء أول وأكبر فندق بتمويل أجنبي في الشيشان وهو فيما بعد اشترى خيولًا تسابقت في المسابقات الدولية بدبي كما قام بزيارات للشرق الأوسط لتوطيد العلاقات مع حكّامها، وها هو الآن يهدف لتحسين صورته عبر نجم عالمي بقيمة محمد صلاح، بمنحه المواطنة الشرفية والتي جعلت صورهما تتصدر أغلفة المجلات والجرائد.
فيما يبدو أن إدارة المنتخب المصري قررت تفضيل السياسة على الرياضة ووقع اختيارها على مدينة نائية بالشمال جعلت من مصر أكثر منتخب يتنقل من بين المنتخبات الـ 32، وهو ما زاد الإرهاق وعناء السفر، غير مُبالين بما يحدث للاعبين، الأهم هو رجال الساسة.
أمّا صلاح نفسه فلم يكن على دراية بكل هذه الأمور، وقد أكدت المصادر المقربة من اللاعب أن الأمور في المعسكر المصري سيئة للغاية وربما يتجه للاعتزال الدولي بعد استنكار الصحف الإنكليزية له كون قاديروف مُدان بجرائم حرب، ومن قبل كانت للحكومة المصرية مواقف سلبية تجاه اللاعب كأزمة الرعاة الشهيرة، وإقحامه في التبرع لصندوق "تحيا مصر".
صلاح وعلى ما يبدو فإنه لم يكن جاهزًا كفاية للبدء ضد روسيا وهو ما اتضح خلال تحركاته وطريقة لعبه الحذرة للغاية، وهي أيضًا تُضاف لسجل المواقف التي تنتقص من حق اللاعب.
وبالمواصلة ...
_ تتبنى بعض الأمم الحرب النفسية والأخلاقية معتبرة إياها أكثر قوة من الصواريخ والقنابل، فهدم الأفكار والمعتقدات يكون تأثيره أكثر من القتل، أما في كرة القدم فبإمكانك اغتيال شعب كامل بتصويبة تعانق الشباك.
هذا هو ما فعله مارادونا بمونديال المكسيك 1986 عندما أحرز هدفين مثيرين للجدل يد الرب وهدف القرن ضد إنكلترا وحارسها الأسطورة بيتر شيلتون، الأمر الذي اعتبره الأرجنتينيون انتصارًا وتعويضًا عن الهزيمة بحرب الفوكلاند ضد الإنكليز، تلك الحرب التي حرمت دييغو من الانتقال لليفربول بالمناسبة.
فإن المعارك الضارية والتطهير العرقي الذي شنه الصرب ضد مسلمي كوسوفو وألبانيا قبل عقود، لا زالت أوصاله ممتده حتّى اليوم، ففي تصفيات يورو 2016 بالعاصمة الصربية بلغراد، جرت مباراة الجولة الثالثة بين صربيا وألبانيا والتي تحولت فيما بعد لعراك قوي كاد ينتهي بمجزرة بين الجماهير، بعدما ربط أحد الأنصار علم ألبانيا بطائرة تحكم عن بُعد أمسكها ميتروفيتش لاعب صربيا وقام بتمزيقها على أرض الميدان وحدث ما حدث بعدها.
والأحدث في مونديال روسيا 2018...
_ حيث قتل ثنائي المنتخب السويسري ذوي الأصول الألبانية شيردان شاكيري وغرانيت تشاكا، المنتخب الصربي وهزموه شر هزيمة بعدما دوّنا على هدفي سويسرا وبعدما كان الصرب متقدمين بهدف، فكلا اللاعبين احتفلا بتداخل ذراعيهما في إشارة إلى النسر الأسود المرسوم على العلم الألباني، ومع الانفعالات المجنونة لشاكيري وتشاكا في الاحتفال وتجسيد النسر فإن الرسالة التي وجهها كلا اللاعبين هي "نحن ننتقم"، الأمر الذي اثار حفيظة الجماهير الصربية وجنّ جنون مدربهم ملادن كرستايك.
اللاعبان لم ينسيا أصولهما وما عاناه أسرتيهما من التهجير والسجن وخلافه من أمور الحرب، فوالد تشاكا مثلًا تم الزج به في السجون الصربية لثلاث سنوات ونصف، تشاكا قال عقب المباراة "إنه انتصار لأسرتي ولسويسرا ولألبانيا ولكوسوفو"، لغرانيت شقيق يُدعى تولانت وهو يلعب لمنتخب ألبانيا، أمّا شاكيري فيحرص دومًا على اقتناء علم كوسوفو (95% من الكوسوفيين هم ألبان الأصل) وبعد تتويجه بأبطال أوروبا مع بايرن ميونيخ 2013 رفع شاكيري علم كوسوفو بجانب الكأس، ويبدو أنه أخيرًا وجد ضالته في الانتقام.
_ إفراج مشروط...
حيث تداولت وسائل أنباء عالمية صورة نجم منتخب كوريا الجنوبية هيونغ سون مين، مُنهمرًا في البكاء عقب الخسارة ضد المكسيك بالجولة الثانية للمجموعة الخامسة بالدور الأول للبطولة، اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا في طريقه لإنهاء مسيرته الكروية في أوجها، والسبب هو قوة القانون الكوري والذي سيجبره على أداء خدمة التجنيد، ولا سبيل في التراجع عن ذلك إلا بشروط.
فالقانون المعمول به في البلاد ينص على إعفاء الرياضيين البارزين والذين يشرّفون كوريا الجنوبية بالمحافل الدولية من أداء خدمة التجنيد قبل بلوغ سن الثامنة والعشرين وتعويضه بأربعة أسابيع تدريب أساسي!
كما حدث مع المنتخب المتوّج بالمركز الرابع بمونديال 2002، وهو ما يعني أن أمام سون ثلاث سنوات لتحقيق إنجاز رفقة النمور، ولحسن حظه فإن السنوات الثلاث المقبلة ستشهد دورة الألعاب الآسيوية جاكرتا 2017، وكأس أمم آسيا الإمارات 2019، ودورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020.
وأحدث لعب في مباراة سياسية بملعب مسكو!!،تحت ظل كأس العالم الرياضي هو ...
سفرسياسية رياضية!!...عباس ونتنياهو الى روسيا لحضور مباراة نهائي كأس العالم!!
قالت القناة 14 العبرية إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية حضور مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم يوم 15 يوليو في موسكو.
وأوضحت القناة أن نتنياهو يدرس حضور المباراة بعد دعوة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهناك احتمال أن يرد بإيجابية.
وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب قال إن رئيس السلطة محمود عباس سيحضر المباراة النهائية من بطولة كأس العالم 2018 المقامة في روسيا مع عدد من رؤساء وزعماء العالم.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن الرجوب قوله إن عباس سيحضر المباراة النهائية بناء على دعوة تلقاها من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني أنفانتينو.
وأوضح الرجوب أن رئيس السلطة سيلتقي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء تواجده في موسكو وسيبحثان العلاقات الثنائية وآخر المستجدات.
ومن المقرر أن تقام المباراة النهائية من بطولة كأس العالم 2018 على ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو في 15 يوليو القادم.