علي مخلوف
يسند العبراني ظهره على حائط مبكاه مقدماً مخاوفه وشكواه، لن يكون هناك المزيد من دماء السوريين لصناعة فطير الفصح السياسي، ستبقى فقط تلك الدماء الفاسدة لمسلحين عولجت جراحهم في مشافي إسرائيلية، في واشنطن يرن صوت الهاتف في المكتب البيضاوي بشكل مدوٍ لينغص على ترامب سماع أحد أغنيات فرانك سيناترا الهادئة، يرفع السماعة وينصت لمكالمة بائسة ومربكة، إنها من تل أبيب تنذر بإرسال رئيس الموساد للبحث في الملفين السوري والإيراني، وبعبارة شالوم غير مؤكدة التحقق تنتهي المكاملة، فالسلام مهدد جداً هذه الأيام على جبهة القنطيرة وحدود الجولان السوري المحتل.
يتوقف البناؤون الأحرار عن تدعيم هيكلهم المزعوم، فالكيان كله منشغل بالخطر السوري القادم، لقد تحولت تل أبيب إلى مجرد باغية تساوم على أقل سعر لها بعد أن كانت قد مارست بازاراً سياسياً فيما يخص الملف السوري لا سيما مع الروس والأمريكيين. جميع وسائل الإعلام العبرية باتت تتحدث عن معركة القنيطرة، وخطر الاقتراب من الجولان المحتل، الذريعة التي يتم ترويجها حالياً خطر وجود حلفاء دمشق على تخوم الهيكل المهزوز.
لقد رأت صحيفة هاآرتس المقربة من مراكز القرار الصهيوني بأن المكان الأكثر قابلية للانفجار هو سورية معتبرةً أن إسرائيل تعيش اليوم نوعاً من الحرب المشتعلة على نار هادئة، ولولا تواجد الروس لكانت الحرب قد اندلعت سابقاً، وشددت الصحيفة على أن اسرائيل لا تستطيع تحقيق الهدف المتمثل بإبعاد إيران من سورية، كذلك فقد اعتبرت أنه بعد استسلام الميليشيات المسلحة في درعا للحكومة السورية فإنه سيكون بإمكان الرئيس بشار الأسد الإعلان بأن منطقة شرق درعا باتت تحت سيطرته، وأضافت أن اسرائيل تستعد للمرحلة القادمة التي من المقرر أن يتمركز الجيش السوري فيها في المواقع التي كانت تتواجد فيها قبل الحرب، وخلصت الصحيفة للقول بأن جنوب سورية هو المنطقة الأساسية التي من شأنها إكمال سيطرة الرئيس الأسد على الدولة، وبداية نهاية الحرب.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد رأت أن سيطرة الجيش السوري على مناطق في درعا وعلى حدود الجولان المحتل يعتبر انتصاراً معنوياً مهماً جداً لدمشق وحلفائها الروس، كونه يشكل ضربة معنوية قاسية للجماعات المسلحة.
وفي خضم الاستعدادات لاندلاع مواجهة محتملة بين دمشق والكيان الإسرائيلي، كشف موقع تيك ديبكا الاستخباراتي قيام رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت بزيارة للجولان المحتل تفقد خلالها استعدادات قيادة المنطقة الشمالية لحرب محتملة على ضوء العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في درعا واحتمال اقترابه من خط وقف إطلاق النار في الجولان . فهل ستندلع حقاً المعركة بين سوريا والكيان الإسرائيلي؟ كيف سيكون شكلها وهل تتحول إلى مواجهة إقليمية؟ على الأغلب فإن المواجهة قادمة لا محالة، بعد الانتهاء من درعا كاملةً لا سيما ريفها الشرقي والجنوب سترقص جبهة القنيطرة على أنغام النيران، ستكون المواجهة على شكل صواريخ تكتيكية وبالستية قصيرة المدى مع استخدام المدفعية، كذلك ستكون بطاريات الدفاعات الجوية نجم المعركة، لكن هذه المواجهة لن تتوسع وستبقى فقط في نطاق القنيطرة وتخوم الجولان المحتل، لتتدخل كل من روسيا وأمريكا من أجل فض الاشتباك الجديد، ومنع تدحرج الحرب إلى المنطقة لأنها ستربك جميع القوى بما فيها أعداء سورية إقليمياً وعالمياً. ستنتهي المواجهة بارتفاع معنويات السوريين وارتفاع أسهم الجيش العربي السوري لدى الشارع العربي، ستكون دمشق في مشهد عز مشابه ليلة العدوان الثلاثي الذي عاشته قبل مدة بإفشال العدوان بالإضافة لإفهام الإسرائيلي بتحقيق ميزان رعب جديد.
المصدر: شبكة عاجل