كثر احتجاج الوهابية بكلام السيد الخميني (رض) والعلامة كاشف الغطاء (رض) حول كتاب نهج البلاغة وبعد التتبع إكتشفنا ان بني وهبون الى حد الان يمارسون عادة في التدليس وتحريف الكلام عن معانيها فنحدهم يحتجون علينا بكلام السيد الخميني (رض) والعلامة كاشف الغطاء على اساس انهم يعتقدون ان نهج البلاغة كله صحيح وقطعي الصدور عن الامام علي عليه السلام ولكن نتابع احتجاجهم علينا ونرده .
قال الوهابي وهوينقل عن العلامة كاشف الغطاء انه يقول: ( إن اعتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع مافيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبى (ص) وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتب المعتبرة) .
الرد:
عندما نرجع الى كتاب مدارك نهج البلاغة للعلامة الهادي كاشف الغطاء نجد التالي بدون بتر: (( إن اعتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع مافيه من الخطب والكتب و الوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي (ص) وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتب المعتبرة وان منه ما هو قطعي الصدور ومنه ما يدخله اقسام الحديث المعروفة ... الخ )
اقول:
جرت عادة الوهابي في بتر النصوص لكي يكون الكلام في صالحهم: ولذلك بتروا العبارة ووقفوا عن تكملة بقية الكلام فعلامة قال بعد ذلك : (وان منه ما هوقطعي الصدور ومنه ما يدخله اقسام الحديث المعروفة)
أي ان في النهج ما هو ثابت عن الامام علي (ع) ومنه ما يدخل تحت اقسام الحديث المعروفة واقسام الحديث عند المتأخرين هي صحيح وحسن وموثق وضعيف ،فهنا الان انقلب السحر على الساحر وانقلبت الاية عليهم فهم كانوا يحتجون بكلامه علينا والان صار حجة عليهم ان في النهج ما يدخله اقسام الحديث ومن اقسامه الضعيف فهنيئا لبني وهبون تدليسهم .
وايضا يحتجون بكلام السيد الخميني (رض) ويقولون : يقول الخميني عن كتاب نهج البلاغة في كتابه الوصاية الإلهية السياسية : (نفخر أن كتاب نهج البلاغة ـ الذي هوأعظم دستور بعد القرآن، للحياة المادية والمعنوية، وأسمى كتاب لتحرير البشر، والممثل بتعاليمه المعنوية والحكمية أرقى نهج للنجاة)
اقول:
لا اعرف بماذا استدل الوهابي من كلام الامام (رض) على أن النهج كله صحيح ؟؟ فكل الشيعة تفخر بكتاب نهج البلاغة لان فيه من الفصاحة الشيئ الكثير ، ولكن هذا لا يعني ان كل ما فيه قطعي الصدور. بل السيد الخميني (رض) لا يعتقد ان كل ما فيه صحيح فهو رضوان الله عليه يقول في كتابه المكاسب المحرمة ج١ (ص) ٣٢٠ : (حتى في الصحيفة المباركة السجادية فان سندها ضعيف، وعلو مضمونها و فصاحتها وبلاغتها وان توجب نحو وثوق على صدورها لكن لا توجبه في جميع فقراتها واحدة بعد واحدة حتى تكون حجة يستدل بها في الفقه وتلقى أصحابنا اياها بالقبول كتلقيهم نهج البلاغة به لوثبت في الفقه ايضا، انما هوعلى نحوالاجمال وهوغير ثابت في جميع فقراته ... الخ)
فمن الواضح من كلام السيد الخميني (رض) ان كتاب نهج البلاغة حاله حال بقية الكتب فلا يمكن اثبات كل ما فيه بضرس قاطع انه صدر عن المعصوم فكلام السيد الخميني (رض) واضح من خلال هذا الباب فلا يمكن القول ان فقرة وكل جملة هو صادر وقطعي عن المعصوم ...
وايضا نراهم يستدلون بدون تمعن بكلام السيد محسن الامين رحمه الله ويقول الوهابي نقلا عن السيد محسن الامين انه يقول : (أن نهج البلاغة مع صحة أسانيده في الكتب وجلالة قدر جامعه وعدالته ووثاقته لا يحتاج إلى شاهد على صحة نسبته إلى إمام الفصاحة والبلاغة بل له من عليه شاهد)
اقول:
السيد محسن الامين في هذا المقطع يبين ان كتاب نهج البلاغة صحيح الاسناد أي ان كتاب نهج البلاغة ثابت عن مؤلف الا وهوالشريف الرضي (رض) واما كلام ان النهج الى الامام علي (ع) هوكان في موضوع رد على البعض الذين يريدون اثبات ان نهج البلاغة من وضع الشريف الرضي(رض) .والان نفصل كلام السيد محسن الامين ونعلق عليه ونناقشه و نتعرض على بعض فقراته بسرعة وتعليقات خفيفة.
يقول السيد محسن الامين في اعيان الشيعة ج١ (ص) ٧٨: (إن نهج البلاغة المكذوب على علي (ع) بزعمكم أوالذي هو ركيك العبارة عند الذهبي الدمشقي أو الذي أكثره منحول مدخول على رأي الفاضل الزيات قد شرح حتى اليوم بعشرات الشروح وطبع منها الألوف وطبع منه الملايين.
ليس في إمكان الشريف الرضي مع علو قدره ولا غيره أن يأتي بما يضارع نهج البلاغة، وكلام الرضي كثير معروف مشهور لا يشبه شئ منه نهج البلاغة ولا يدانيه.)
اقول: هنا السيد محسن الامين يرد على من ادعى ان نهج البلاغة هومن كلام الشريف الرضي نفسه وهو من كذب ووضعه على لسان الامام علي (ع)وكان رد السيد محسن الامين جميل بانه لا يمكن للشريف الرضي مع علو قدره ان يألف كل هذا الكم من الخطب والرسائل والحكم التي فيها من البلاغة ما فيها وكلام الشريف الرضي معروف لوقارناه بنهج البلاغة فهما لا يتشابهان البتة البتة .
يقول السيد محسن الامين ايضا : (هذا الفاضل الآلوسي يقول في كتابه بلوع الإرب في معرفة أحوال العرب ج ٣ (ص) ١٨٠: هذا كتاب نهج البلاغة قد إستودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هوقبس من نور الكلام الإلهي وشمس تضيئ بفصاحة المنطق النبوي .)
اقول: نقل السيد هنا رأي الالوسي في كتاب نهج البلاغة وكان الالوسي يمدح نهج البلاغة ، فلو استخدمنا منطق الوهابي فهل يقبل بنو وهبون ان نستدل عليهم بكلام الالوسي ونقول ان الالوسي يرى صحة نهج البلاغة؟؟ ام سيرفضون؟؟
وبعد ذلك ذكر السيد محسن الامين رأي محمد الاثري وابن سيرين والمقبلي في ان نهج البلاغة كذب ما فيه بوعد ذلك رد عليهم السيد محسن الامينوقال: (أما أن نهج البلاغة قد صار عند الشيعة عديل كتاب الله فهذا كذب وافتراء بمجرد الهوى، فالشيعة لا تعدل بكتاب الله شيئا ولا بكلام نبيه (ص).)
اقول : هنا السيد ينفي فرية ان الشيعة تقول ان نهج البلاغة عديل القرآن وقال انه كذب وافتراء
ويقول السيد ايضا: (نهج البلاغة بعد كلام النبي (ص) فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق لا يرتاب فيه إلا من غطى الهوى على بصيرته. ليس نهج البلاغة مرجعا للأحكام الشرعية حتى نبحث عن أسانيده ونوصله إلى علي (ع) إنما هومنتخب من كلامه في المواعظ و النصائح وأنواع ما يعتمده الخطباء من مقاصدهم.)
اقول كلام السيد هنا واضح فنحن لا نأخد الاحكام الشرعية من نهج البلاغة حتى نحتاج نثبت صحة الاسناد الى الامام (ع) بل هو منتخب من المواعظ و النصائح التي لا مانع من الاخذ بها للاستفادة ،فحتى الشريف الرضي لم يدع ان كل ما فيه صحيح وقد بين سبب تأليفه للكتاب : ان جماعة من اصدقائه احبوا كتابه "خصائص الائمة( ع ) "وكانوامعجبين به وسألوه التوسع في الموضوع بتأليف جامع لا يقتصر على الحكم خاصة بل يشمل الخطب والرسائل البليغة للامام علي (ع)، فاستجاب الشريف لطلبهم والف كتاب نهج البلاغة ولم يدع صحته كله للامام (ع) ولا داعي لاثباته لان ليس فيه من الاحكام الشريعة كما ذكر السيد محسن الامينسابقا..
يقول السيد: (ولم يكن غرض جامعه إلا جمع قسم من الكلام السابق في ميدان الفصاحة والبلاغة على حد ما جمع غيره من كلام الفصحاء والبلغاء الجاهليين والاسلاميين الصحابة وغيرهم بسند وبغير سند ولم نركم تعترضون على أحد في نقله لخطبة أوكلام بدون سند وهوفي الكتب يفوق الحد، إلا على نهج البلاغة، ليس هذا إلا لشئ في النفس مع أن جل ما فيه مروي بالأسانيد في الكتب المشهورة المتداولة.)
اقول: من الواضح مما ذكره السيد أن حال نهج البلاغة كحال ما جمعه غيره فلم يطلب منهم احد اسانيد الا فقط كتاب نهج البلاغة فلماذا؟؟ وكتاب نهج البلاغة اكثره موجود في الكتب التي سبقته المشهورة والمعتمدة ثم نصل الى ما احتج به بني وهبون علينا وهوالمقطع الذي اشرنا اليه في بداية كلامنا وهو: (إن نهج البلاغة مع صحة أسانيده في الكتب وجلالة قدر جامعه وعدالته ووثاقته لا يحتاج إلى شاهد على صحة نسبته إلى إمام الفصاحة والبلاغة بل له منه عليه شواهد.)
ومن هنا قد علمنا كلام السيد من اين اتى فهو كان في الرد على من شكك في نسبة الكتاب وادعى ان الشريف الرضي هوالذي وضعه والبعض ادعى انه لا اسانيد له فكان رده هو هذا ان النهج فيه اسانيد صحيحة وجلالة قدر جامعه أي الشريف الرضي مستحيل ان يكون هو واضعه مع الفارق بين اسلوب الاثنين والنهج لا يحتاج لشاهد عليه ولهذا قال السيد بعد ذلك : (ولا يكاد ينقضي عجبي من هؤلاء الذين قادهم الوهم إلى أن الشريف الرضي أنشأ نهج البلاغة أوبعضه لا كثيرا منه أوأكثره ونسبه إلى أمير المؤمنين (ع)مع اعترافهم بان عليا ع هوالسابق في ميدان الفصاحة والبلاغة.)
والان قد بينا لماذا قال السيد محسن الامين رحمه الله هذا الكلام وليس كما يريد الوهابية ان السيد اراد ان كل كلمة هي صحيحة و صادرة عن المعصوم (رض) فقد وضح السيد انه لا حاجة لنا لاثبات صحة الاسناد فليس في النهج شيئ من الاحكام الشريعة ..
فالشيعة اعلى الله برهانهم بينوا موقفهم من نهج البلاغة، فقد قال الشيخ الشهرستاني في كتابه "ما هونهج البلاغة" (ص)٥١ يقول: (الخطب والكتب والكلم المرويات في نهج البلاغة حالها كحال الخطب المروية عن رسول الله (ص) التي بعضها متواتر قطعي الصدور وبعضها غير متواتر فهوظني الصدور لا نحكم عليه بالانتحال والافتعال الا بعد قيام الدليل العلمي على كذبه كما اننا لا نحكم بصحته جزما الا بعد قيام الدليل ومن اسند غير هذا الينا فقد افترى علينا ) انتهى
وهذا هواعتقاد الشيعة اعلى الله برهانهم الصريح الواضح من كتاب نهج البلاغة ، ولقد اتقن العلامة الفاني رحمه الله البحث في هذه المسألة الا وهي نهج البلاغة و صحة كل ما فيه في كتابه بحوث في فقه الرجال الذي قرره السيد مكي العاملي لمحاضرات العلامة الفاني لطلابه ، فتطرق الى الموضوع الذي ذكرناه في الصفحة ١١٣ ونحن هنا نلخص قول المذكور في الكتاب ونرتبه ليسهل على القارئ المعلومة وسنرتبها على ان تكون طرح الاشكال والجواب عنه.
الاشكال الاول:
ان الشريف الرضي قد ذكر ما ذكره منسوبا إلى الامير (عليه السلام) والذي يظهر من المقدمة كون ذلك عنده من المسلمات.
الرد على الاشكال الاول:
فلأنه لو سلم دلالته فغايته الصحة بنظر الشريف قدس سره
مع اننا لا نسلم الدلالة المتقدمة وذلك لذكر نفس الشريف في مقدمته ما يخل بذلك حيث قال مبررا اختلاف التعابير. [.. والعذر في ذلك ان روايات كلامه تختلف اختلافا شديدا.. ] وكيف يقال بذلك مع حذفه للاسانيد وعدم ذكره إلا القليل....
الاشكال الثاني:
ان أسلوب النهج لا يتفق لاحد غير الامير (عليه السلام) لما فيه من بلاغة تبهر العقول ويسلم بها كل ذي مسكة وعلم باللغة والادب العربيين. ولذا تجد ان جمعا من علماء النجف لما وجه إليهم السؤال عنه قالوا بأنه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق وكما صرح بذلك ابن أبي الحديد نفسه.
الرد على الاشكال الثاني:
فلأنه غاية ما يثبت صحة وجود كلام للامير (عليه السلام) في النهج في الجملة وهذا مما لا نناقش فيه. بل اننا نعتقد بأن شبه هذا الكلام لا يمكن صدوره من غيره ، فضلا عن أن تعدد مآخذ الشريف الرضي وان حذف الاسناد يثبت بالضرورة وقوع العديد من كلام الامير (ع) في طيات الكتاب. وأما ثبوت النهج بمجمعه فمما لا يقتضيه هذا الوجه كما هو بين واضح، وأي صعوبة في الدس المقتبس من مجموع كلامه بحيث يؤدي إلى ضياع التشخيص ولوجزئيا.
الاشكال الثالث:
ان النهج كان على مرأى من علمائنا و أصحابنا المتقدمين ولم نجد منهم من طعن في صحته أو غمز فيه مما يدل على تسالمهم بأن ما فيه هو من كلام أمير المؤمنين سلام الله عليه
الرد على الاشكال الثالث:
أما الوجه الثالث فانه يتم لوكان الأصحاب والفقهاء بصدد العمل بمضمونه من الناحية الفقهية مع انه ليس كذلك. وكون ما في الكتاب مجملا صحيح النسبة كافيا لاتخاذه مسلكا ومنهاجا للكمال والسير والتقرب إلى حضرة الله عز وجل خصوصا مع تأييد ما فيه - ولأي كانت النسبة - بالعقول السلمية والقلوب النيرة المستقيمة. ومنه يتحصل ان التشكيك في النهج على نحو يراد منه استيعاب الجمل والكلمات بأسرها ففيه إشكال وتأمل واضحين كما عرفت من ثبوته ولوفي الجملة. وان لم نستطع الجزم ببعض المفردات أوالجمل بالتحديد
ومن ثم ذكر العلامة الادلة على كونه ليس كله صحيحا بل فيه مراسيل وفيه بعض الضعف.
من امثلة المراسيل التي ذكرها العلامة:
١ – ومن كتاب له عليه السلام كتبه لشريح بن الحرث قاضيه : روي ان شريح ... الخ
فان التعبير ب "روي" ارسال واضح راجع النهج ج٣ (ص) ٤
٢ - ومن خطبة له (عليه السلام) روي عن نوف البكالي قال خطبنا بهذه الخطبة وهوقائم على حجازه...
هنا ايضا اتت بصيغة ارسال ( روي ) راجع النهج ج٢ (ص) ١٠٣
٣ - ومن خطبة له، (عليه السلام) روي ان صاحبا لامير المؤمنين يقال له همام كان رجلا عابدا
هنا ايضا بـ"صيغة" روي راجع النهج ج٢ (ص) ١٦٠
والامثلة على الإرسال كثيرة لمن اراد ان يراجع الكتاب.اما من امثلة الرواية عن الضعفاء فقد ذكر العلامة نماذج نذكر منه:
١ - روى اليماني عن أحمد بن قتيبة عن عبد الله بن زيد عن مالك بن دحية وفي الحديث انهم كانوا خلقه في سبخ الارض وهو ضعيف باليماني فإنه مجهول
٢ - وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن ليلى.. ] وهو ضعيف بابن أبي ليلى
٣ - ومن حلف كتبه (عليه السلام) بين اليمن وربيعة ونقل من خط هشام بن الكلبي والاخير ضعيف
٤ -ومن كتاب له (عليه السلام) أجاب به أبا موسى الاشعري قال وذكر هذا الكتاب سعيد بن يحيى الاموي في كتاب المغازي.. وسعيد المذكور ضعيف انتهى
وها قد اثبتنا منهجنا ورأينا حول كتاب نهج البلاغة وايضا قد يحتج المخالف بقول محمد هاشم الخوئي يقول في كتاب شرح الاربعين ١٣٦ يقول:
(لا خلاف بين الاماميه فى ان كتاب نهج البلاغة من مولفات السيد رضي الدين رحمه الله وهو طاب ثراه عالم اديب وفقيه ثقه، عدل جليل، حبر خبير، جلالته اشهر من ان يحتاج الى التحرير واكثر من ان يحيطه البيان والتقرير ومرسلاته- كمسنداته- حجة عند الاصحاب، على ان خطب النهج لا ريب فى صدورها من مولانا اميرالمومنين عليه السلام ولم يسمع من احد التردد فى صدورها عنه وعلق عليها جماعه من فضلاء العامه و الخاصة ومتونها اقوى القرائن عند اهل البلاغة لصدورها عنه و صحة سندها .
وبالجمله:
لا ريب فى صحة سندها، بل هومنقول عنه عليهم السلام بالاستفاضة ان لم نقل بكونها متواتره)
ورد عليه السيد الجلالي في كتابه دراسة في نهج البلاغة (ص)٨ وقال: (والتحقيق انّ هنا مقامين:
الاول: السند الى الشريف الرضي جامع النهج.
والثانى: تواتر النهج من الرضي الى الامام عليه السلام
اما السند الى الشريف الرضي، فيمكن دعوى التواتر فيه، كما ستعرف من اسانيد مشايخ الاجازات اليه و تصريح الشريف الرضي وكل من تأخر عنه بذلك، يثبت نسبه الكتاب وتواتره الى المؤلف.
واما تواتر النهج من الرضي الى الامام عليه السلام، فهذا يتوقف على تواتر مصادر الرضي،وهذا ما لم يدعه الرضي نفسه، بل يكفى فى ذلك الاستفاضه، شان كل المرويات عن النبى (ص)لى الله عليه وآله و الصحابة وغيرهم، فلا سبيل الى ادعاء التواتر فى جميعها، بل يتبع ذلك المصادر التى اعتمد عليها ونحن وان كنا لا نعلم من مصادر الرضي سوى القليل منها وسيأتى ذكر وشرح ذلك- ولكن تكفينا حجة الرضي راويا فيها)
فدعوى تواتر ما في النهج الى الامام علي (ع) يحتاج دليلا، وقد بينا سابقا ووضعنا بعض اقوال علمائنا عن نهج البلاغة ، فراجعه لتعرف منهج الشيعة الامامية اعلى الله كلمتهم.
ونختم بفكاهة يحكيها لنا الذهبي يقول في كتابه في طبقاته ج٣(ص)٢٨٩ قال: (وفيها )يعني سنة ٤٣٦) توفي شيخ الحنفية العلامة المحدث ابوعبدالله الحسين بن موسى الحسيني الشريف الرضي واضع كتاب نهج البلاغة)
اقول: لقد اضحكنا الذهبي وبين لنا جهله في هذين السطرين بشكل عجيب ففي سطرين قال ما قال وكل هذا بسبب حقده على الشيعة. فقد اتهم الشريف الرضيانه شيخ الحنفية وهذا من العجب العجاب فلواتهمه بالحنفية لقلنا زل او التبس عليه الامر ولكن وصفه انه شيخ لهم هذا من عجب العجاب. اما الملفت للنظر الاخر فاسم الشريف الرضي محمد وليس حسين فحسين هذا والده لكن تعصب الذهبي وحقده اعمى ناظريه. وايضا يذكر ان الشريف الرضي توفي سنة ٤٣٦ وفي الحقيقة ان الشريف الرضي رضوان الله عليه توفي سنة ٤٠٦ ، فحسبك الفارق ثلاثين سنة وهذا مثال لحقد الذهبي على اتباع مذهب اهل البيت (ع) لذلك وقع في زلات مضحكة في اقل من سطرين..
المصدر: موقع نهج البلاغة