سهام محمد
انتهجت منظمة منافقي خلق الارهابية منذ ظهورها سياسة عدوانية للنظام الاسلامي في ايران وقامت باغتيال العلماء والمسؤولين الايرانيين وقتل واختطاف شباب حزب الله وتعذيبهم والتمثيل بهم وقد اقترنت هذه العمليات الاجرامية مع الهجوم الذي شنه صدام حسين حينها ضد الجمهورية الاسلامية واجتياحه الحدود الايرانية.
تلقت الدولة الاسلامية الجديدة حينها ضربات قوية وغادرة من هذه المنظمة الارهابية كادت ان تسقط الدولة والنظام الجديد لولا تكاتف الشعب حول الامام آية الله الخميني (قدس سره)، فقد دبرت المنظمة الارهابية خطة للقضاء على الحكومة في احدى الاجتماعات واستطاعوا ان يفجروا مقر الاجتماع الحكومي الكبير وراح ضحيته رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واثنان وسبعون شخصية كبيرة في الحكومة ، وبعد هذا الحادث شكلت الحكومة قيادات امنية واحترازية واسعة لملاحقة المنظمة المذكورة وضيقت الخناق عليها فاضطر قادتها الى الهرب خارج ايران وذهبوا الى فرنسا عام 1981.
بعد ذلك، وبعد محاصرتها داخل إيران انتقلت المنظمة الارهابية الى العراق، حيث تحالفت مع صدام حسين وتلقت دعما عسكريا ولوجستيا كبيرا و فتح لها معسكر اطلق عليه اسم معسكر أشرف ،ولم تكتف بذلك بل أسست قوة عسكرية شاركت بها في عمليات انتقامية ضد الشعب الايراني.
شكّل هذا الامر خيانة عظمى، حيث تحولت هذه المنظمة الارهابية الى اداة قذرة بيد صدام استعملها لضرب شعبه ومعارضيه أولا في الداخل العراقي ،ثم وجهها لضرب أمن واستقرار الشعب الايراني. الملاحظ أنّ هذه المنظمة الارهابية بما تحمل من جذور لفكر شيوعي ماركسي مبني على أفكار يدّعون أنها ثورية، لكنها أفكار هدامة قائمة على سياسة التخريب والقتل وبث الفتن والتدمير الممنهج لكل مقومات المجتمع والناس.
أثبتت الوقائع أن هذه المجموعة الارهابية تلقت دعما من الموساد الاسرائيلي الذي درب كوادرها للقيام باغتيالات ضد العلماء الايرانيين في 2007. صنفت منظمة ارهابية دوليا بسبب تورطها بأعمال قتل وتخريب من قبل الادارة الامريكية في 1997 الا أن هذا القرار حينها لم يمنع المنظمة من مواصلة اعمالها الارهابية.
كما أنها وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق، وقّعت مع الولايات المتحدة الامريكية اتفاقا يضمن لها الحق في الاحتفاظ بسلاحها ومواصلة عملها المسلح تحت رعاية أمريكية. في سنة 2008 ألغت المحكمة الاوروبية قرارا كان قد اتخذه الاتحاد الاوروبي سابقا بشأن تجميد أموال المنظمة واعتبارها مجموعة ارهابية “حيث اعتبرت المحكمة في قرارها “أن قرار الاتحاد الأوروبي انتهك حقوق الدفاع لعناصر مجاهدي خلق بعدم امدادهم بالمعلومات الجديدة التي تبرر إبقاءهم على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية وبرفضها إعطاء المحكمة بعض المعلومات المتصلة بالمسألة”.
واستطاعت بهذا القرار أن تتخلص من كل التهم الارهابية ،وهذا كان دليلا اضافيا على نفاق الغرب الاوروبي وعدم مراعاته لسيادة الدول والتدخل في شؤونه الداخلية، فما قامت به هذه المنظمة الارهابية من نشاطات ارهابية داخل ايران وخارجها بهدف ضرب الاستقرار والنظام وتعطيل البلد وإرهاب الناس الامنين في بيوتهم، لم يكن خافيا على أحدن فالشواهد حاضرة في كل مكان، وفي كل شبر من التراب الايراني.
لكن الاهداف والغايات التي يسعى الغرب لتحقيقها من خلال استقطابه لهذه المنظمة الارهابية والإحاطة بعناصرها ، دليل على أن المشروع أكبر بكثير من مجرد شعارات تطلقها أبواق من هنا او هناك. أنها اداة جاهزة للتفجير في أي وقت وزمان لضرب الاستقرار في الداخل الايراني و زعزعة أمنه ومحاولة للضغط عليه. فكيف لمن يدّعون حقوق الانسان وحماية الناس في الغرب، أن يفتحوا الابواب لمن تلطخت أياديهم بدماء الآلاف من الايرانيين لازالت قبورهم تشهد على وحشية وإجرام هؤلاء القتلة. انها بحق سياسة المعايير المزدوجة التي طالما استعملها الغرب ولا يزال لتحقيق اهدافه الاستعمارية.
ماذا يعني ان يرفع الحظر عن اموال منظمة ارهابية ويسمح لها بالتحرك والانتشار في دول الاتحاد الاوروبي وأمريكا ؟ ماذا يعني ان تقوم الولايات المتحدة ايضا برفع الحظر عن المنظمة الارهابية بشرط تخليها عن حمل السلاح ؟ وهذا ما حصل فعلا حيث ارتمت في احضان الشيطان الامريكي لتكسب المزيد من الدعم والإحاطة والمساعدة.
لقد بات واضحا أن الدعم الغربي والأمريكي لهذه المنظمة الإرهابية وعدم الاخذ بالاعتبار ما فعلته وما قامت به من عمليات اجرامية ضد الشعب الإيراني ،دليل اضافي على نفاق الغرب وتبنيه للإرهاب ليس فقط بدعمه لهذه المجموعة فحسب بل بدعمه لما تحمله من افكار تدميرية وتخريبية واضحة.
ان الشواهد اليوم تثبت تورط هذه الجماعة الارهابية في العديد من الأعمال الاجرامية، يكفي النظر الى تصريحات قياداتها الذين لم يتأخروا عن الافصاح عن دورهم التخريبي للسلم الاهلي ولأمن المواطنين في ايران. الاكيد أنه ليس من باب الصدفة أن نسمع اليوم أصواتا من الكيان الصهيوني تحرض على الفتنة والتخريب في ايران ، او أن يصرح أقطاب الادارة الامريكية بدعمهم للفوضى والعنف والتمرد على النظام في الداخل الإيراني لتتقاطع كلها مع أهداف ونوايا منافقي خلق الخبيثة.
ان الواقع يثبت أنها تتلقى دعما كبيرا من العديد من الجهات التي تتقاطع مصالحها مع مصالح هذه المجموعة الارهابية بامتياز. بات واضحا لنا اليوم، من يقف وراء هذه الجماعة الارهابية ومن يدعمها ولأي أهداف. أنها بحق منظمة ارهابية تخريبية بامتياز تتقاطع مع عقول في ظاهرها تنادي بالسلام والأمن والشرعية الدولية، لكنها في الواقع داعمة للإرهاب والتخريب والفوضى. لكن حتى وان دعم الغرب وأمريكا وحليفتها اسرائيل هؤلاء القتلة المجرمين فان الشعب الايراني بالتأكيد لا ينسى التاريخ ولا يغفر الخيانة أبدا.
المصدر: النجم الثاقب