وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم كانت هناك كلمةٌ للّجنة التحضيريّة للمهرجان ألقاها نيابةً عنهم الأستاذ أحمد صادق معاون رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وبيّن فيها قائلاً: "نحن نقف هنا اليوم لنستذكر ونوثّق مرحلةً من مراحل التاريخ الذي مرّ على بلدنا الحبيب، هذا البلد الذي شهد ما شهد من تكالب قوى الضلالة على ربوعه حتى اقتطعت بعضاً من أجزائه، فما كان لخيمة العراق المتمثّلة بالمرجعيّة الدينيّة العُليا إلّا أن تمزّق دياجي الظلمات مع انطلاق أوّل هدير لندائها المبارك في الرابع عشر من شعبان المعظّم بفتوى الدّفاع المقدّسة عن أرض العراق ومقدّساته، لينتفض أبناء هذا الشعب العظيم بهمّة قلّ نظيرُها حيث هبّ المتطوّعون من كافّة الأعمار للدفاع عن مقدّساتهم وبلدهم، ليشهد العالمُ ثورةً ملحميّةً مثّلت روح التكاتف والأصالة لأبناء هذا الشعب ولتسطّر أروع الملاحم البطوليّة على كافّة الصعد".
مضيفاً: "فتوالت الانتصارات بعون الله تعالى وبهمّة الغيارى من أبنائنا تحت ظلال راية (الله أكبر) لتحرّر أرضنا الطاهرة من أتباع الشيطان الذين أرادوا سوءً بأرض الأولياء، لتبدأ صفحات تاريخٍ جديدٍ تؤرشف أجمل قصص البطولة والفداء التي سطّرها شهداؤنا وجرحانا ومتطوّعو الفتوى المباركة وأبناء قوّاتنا المسلّحة البطلة، ومن هنا كان لزاماً أن نقف وقفة إجلالٍ لهذه الدماء الطاهرة ولتلك التضحية العظيمة من خلال إقامة مثل هذه المهرجانات، لذلك دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على أن ترعى المشاريع التي تستذكر وتوثّق لهذه المرحلة المهمّة في تاريخنا كما في مهرجاننا هذا -مهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة الثقافي الثالث-، ليبقى هدير هذه الفتوى المباركة عبرةً لكلّ الأجيال ولتنبت كلّ قطرةٍ سالت على أديم هذه الأرض عناوين عزّةٍ وكرامة.
وانطلاقاً من هذه التضحيات ومن شعورها بالمسؤوليّة خرجت اللّجنة التحضيريّة لمهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة الثقافي الثالث بمجموعةٍ من التوصيات.
بعدها توالت فعاليات حفلُ الختام حيث كانت هناك قصيدةٌ شعريّة للشاعر فارس كاظم متاني وعُرض فيلمٌ من إنتاج معهد تراث الأنبياء حول الفتوى المباركة واستجابة العراقيّين لها.
أعقب ذلك الإعلان عن الفائزين بالمسابقات المنضوية ضمن فعاليات المهرجان فضلاً عن الباحثين وتكريم مجموعة من الإعلاميّين المختصّين بمجال الإعلام الإلكترونيّ بالإضافة الى تكريم المساهمين في إنجاح فعاليّات هذا المهرجان والقنوات الفضائيّة التي نقلت فعاليّاته.
المصدر: الكفيل
105