السؤال: في الآية الكريمة (أتينا طائعين) أن المولى تعالى طلب من الأرض والسماء بعد خلقهما أن يأتيا طوعا أو كرها فجاءتا طوعا. فهل هناك مخلوقات رفضت الطاعة وأجبرت ( أكرهت) على طاعة الله تعالى والخضوع له؟
الجواب: في تفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج 2 ص 579 قال : ( إن لله نوعين من الأمر في عالم الوجود. فبعض أوامره يكون بشكل (قوانين طبيعية وما وراء طبيعية) تحكم على مختلف كائنات هذا العالم، فهي خاضعة لها خضوع إكراه وليس لها أن تخالفها لحظة واحدة، فإن فعلت - فرضا - يكتب لها الفناء والزوال. هذا نوع من "الإسلام والتسليم" أمام أمر الله. وبناء على هذا فإن أشعة الشمس التي تسطع على البحار، وبخار الماء الذي يتصاعد منها، وقطع السحاب التي تتواصل، وقطرات المطر التي تنزل من السماء والنباتات التي تنمو بها، والزهور التي تتفتح لها، جميعها مسلمة، لأن كلا منها قد أسلم للقوانين التي فرضها عليها قانون الخليقة.)
واما معنى طائعين فهو تمثيل لصفة الايجاد والتكوين على الفهم الساذج العرفي وحقيقة تحليلية بناء على ما يستفاد من كلامه تعالى من سراية العلم في الموجودات وكون تكليم كل شيء بحسب ما يناسب حاله انظر الميزان.