يحيى المحطوري
طوال ثلاثة أعوام ظلت تتكبد خسائرها في صمت دون أن يدري أحد، عدا بضعة ملايين ممن يصلهم صوت الإعلام الحربي اليمني، وفي المعركة الأشرس والأعنف، أصرت الإرادة الطاغوتية المستكبرة لتحالف العدوان على اليمن، وأبت إلا أن تكون هزيمتها وفضيحتها على رؤوس الأشهاد، فاستبقت معركتها في اقتحام الحديدة بهجمة حرب نفسية وإعلامية غير مسبوقة لتلفت أنظار العالم كله إلى معركتها الخاسرة.
لقد جذبت أنظار العالم فعلا، لكن ليشاهد أرتالها العسكرية الهائلة التي اقتحمت بها الحديدة منتظرا سقوطها في أي لحظة.
شاهدها بكل تركيز، فما إن تعرض تلك الجحافل الحربية في قنوات العدوان وتتجه لدخول المعركة، حتى تعود إليهم من عدسة الإعلام الحربي اليمني وتخرج متفحمة أو مدمرة أو غنيمة بيد الجيش واللجان الشعبية.
لم تكن لدينا الماكينة الإعلامية القادرة على جذب انتباه العالم، لكن حماقتهم فعلت ذلك، ليشاهد كل أهل الأرض خيبة آمالهم وهزيمتهم التي حاولوا جاهدين أن يصنعوا منها نصرا، ولو إعلاميا، حتى يبرروا للعالم استمرارهم في أسوأ عدوان وحشي على وجه المعمورة.
لقد انتبه العالم بأسره ليقول لهم، أهؤلاء الذين أقسمتم بالله جهد أيمانكم إنهم لشرذمة قليلون وإنكم لهم لساحقون؟! أهؤلاء الذين قلتم إنهم منهارين بعد ثلاثة أعوام من الحرب الضروس؟! أهؤلاء الذين سفكتم دماء اليمنيين بلا رحمة وحاصرتموهم دون أدنى شفقة أو مشاعر إنسانية، كي تبيدوهم من الأرض؟!
نعم لقد شاهدكم العالم كله عراة من أخلاقكم، لا مبدأ لديكم ولا ضمير ولا إنسانية ولا شعور، لقد عرفوا كم أنتم إلى الوحوش أقرب أيها الأذلة الصاغرون تحت أحذية الطغاة والمستكبرين، لقد قال لكم العالم ما تستحقون من التوبيخ والسخرية والاستهزاء، ونحن لنا كلمتنا أيضا ونقول:
شكرا لكم على تعرية المبعوث البريطاني وأممه المتحدة وإحراجها وكشف تآمرها مع العدوان وعدم حياديتها وفقدان إنسانيتها المزعومة، شكرا لكم لأنكم كشفتم مواقف فرنسا وبريطانيا العدوانية وأنها شريك أساسي لأمريكا وأحذيتها في العدوان على اليمن، شكرا لكم على ترويج بطولات الشعب اليمني بحماقاتكم، شكرا لكم على إثبات صلابة الشعب اليمني وجيشه ولجانه لكل العالم، شكرا لكم على لفت أنظار الدنيا إلى مستوى الصمود والثبات والبطولة والقدرة على التحكم والسيطرة والتحرك الفاعل لقيادة اليمن وشعبها في كل الميادين، شكرا لكم أيها المجرمون الحمقى، والفضل والحمد لله وحده أولا وأخيرا، (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)) سورة الأحزاب.
المسيرة.نت