الحرب على سوريا

الثلاثاء 26 يونيو 2018 - 18:18 بتوقيت غرينتش

عدسة الرماسلين - الكوثر: تواصل وحدات الجيش السوري تقدمها في ريف درعا الشرقي من عدة محاور وسط اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة التابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي .

 فوحدات الجيش السوري حققت تقدما كبيرا في منطقة اللجاة على محور بلدات الشومرة والمدورة والعلالي  موقعة عشرات الإرهابيين بين قتيل وجريح، وتمكنت من تحرير بلدة الشومرة وسط انهيار واضح في صفوف الجماعات المسلحة.

 والملفت أن العديد من الفصائل التي يقاتلها الجيش السوري في ريف درعا الشرقي تطالب بالاستسلام لشروط الجيش والقاء السلاح والدخول في التسوية، وسط اقتتال الجماعات المسلحة فيما بينها واتهامات متبادلة بالخيانة،  حيث وردت أنباء عن طلب قرى الاصلحة والكرك الشرقي المصالحة والدخول في التسوية، بعد محاصرة وحدات الجيش لهذه البلدات.

  والاهم هو ان القيادي وجدي أبو ثليث التابع سابقا لقيادة موك الاردنية الامريكية الاسرائيلية السعودية واكثر من 1500 من عناصره انضموا الى الجيش السوري، بعد انشقاقه عنها مما اثار غضب الجماعات الارهابية وقلق كيان الاحتلال الذي اعتدى على محيط مطار دمشق الدولي في محاولة يائسة لرفع معنويات الجماعات الارهابية المنتشرة قرب الجولان السورية المحتلة .

وبعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري على الجماعات الإرهابية في مختلف مناطق البلاد وفي مقدمتها دمشق، باتت الأنظار تتجه  إلى مدينة درعا حيث تم اعداد سيناريو التحرير وفق اجندات محددة  كشف عنها الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا متجاهلا التهديدات الامريكية التي حاولت وضع خطوط حمراء بخصوص المناطق القريبة من الحدود الاردنية من جهة ومع الجولان السوري المحتل من جهة اخرى . فالولايات المتحدة وقبل شهر سارعت إلى تحذير سوريا من عملية عسكرية يمهد لها الجيش السوري في محافظة درعا المشمولة باتفاق عدم التصعيد. وحذّرت الخارجية الأمريكية مما وصفتها بإجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في الجنوب السوري الا ان هذه التهديدات قوبلت بسخرية من قبل دمشق التي اكدت ان من حقها تحرير اراضيها من الجماعات المسلحة  كما ان موسكو قابلت تلك التهديدات بالتاكيد مجددا على حق الجيش السوري في بسط سيادته على جميع اراضيه بما فيها مناطق النوب السوري

  ويبدو ان هذه المواقف السورية والروسية دفعت واشنطن للتنصل من الجماعات الارهابية وتركها للمصير المحتوم  حيث اكدت واشنطن انها لن تتدخل في المعارك الجارية بين الحكومة السورية والجماعات المسلحة في جنوب البلاد .

الموقف الامريكي هذا قرأه المراقبون على انه رسالة واضحة لمن يهمه الامر بان واشنطن ليست في موقع تفعيل تهديداتها السابقة وان انتشار الجيش السوري هو قضية داخلية ولكنها ستلقي ظلالها على تواجد القوات الامريكية في سوريا  حيث جددت دمشق رفضها للتواجد العسكري الامريكي في عدد من المناطق السورية تحت عناوين ومسميات غير واقعية وغير مقبولة وبالتالي فالوضع السوري القادم امام تحديات ومعطيات جديدة قد تعيد رسم المشهد السياسي الاقليمي برمته.