من فقه الولي.. بعض من أحكام الغناء

الثلاثاء 26 يونيو 2018 - 15:35 بتوقيت غرينتش
من فقه الولي.. بعض من أحكام الغناء

الغناء هو ترجيع(ترديد الصوت في الحلق وإدارته وخفضه ورفعه)الصوت على النحو اللهويّ المضلّ عن سبيل الله...

الشيخ علي معروف حجازي
قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ (لقمان: 6). وقال تعالى: ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ (الحج: 30). وقد وردت روايات معتبرة عن الأئمّة عليهم السلام تفسّر لهْو الحديث وقولَ الزور بالغناء.

1- تعريف الغناء
الغناء هو ترجيع(ترديد الصوت في الحلق وإدارته وخفضه ورفعه)الصوت على النحو اللهويّ المضلّ عن سبيل الله.

2- حكم الغناء
يحرم التغنّي على هذا النحو، وكذا يحرم الاستماع إليه.

3- الحُرمة مطلقة
الغناء على هذا النحو محرّم شرعاً مطلقاً، حتّى في الدعاء والقرآن والأذان والمراثي وغيرها.
وهو حرام، سواء أسمعه في البيت وحده أم بحضور الآخرين، وسواء أتأثّر به أم لا. وسواء أكان من الرجل أم من المرأة، حتّى إن كان بين الزوجين، فهو حرام في جميع هذه الصور، بلا فرق بين بلاد الإنتاج أكانت عربيّة أم غربيّة أم غير ذلك. وهو محرّم سواء أكان بنحو مباشر أم كان تسجيلاً. وسواء أكان مصحوباً باستعمال آلات اللّهو أم لا.
4- قراءة القرآن بصوت جميل
يجوز تلاوة آيات القرآن الكريم والدعاء والأذان والمراثي بصوت جميل وأنغام تناسب شأن القرآن الكريم، بل هو أمر راجح، ما لم يصل إلى حدّ الغناء المحرّم.

5- الغناء في مكان العمل
إذا كان صاحب العمل يستمع إلى الغناء المحرّم فلا يجوز للعامل الاستماع إليه، وإذا كان مضطرّاً إلى الحضور في مكان العمل المذكور فيجوز ذهابه إليه والعمل هناك، ولكن يجب عليه عدم الإنصات وعدم الاستماع إلى الأغاني وإن كانت تصل إلى مسامعه ويسمعها.

6- صوت المرأة
استماع الرجل إلى صوت المرأة في قراءة القرآن والمراثي والأناشيد والأشعار ونحوها يجوز إذا توفّرت ثلاثة شروط:
الأوّل: إذا لم يكن على كيفيّة الغناء.

الثاني: إذا لم يكن الاستماع إليه بقصد التلذّذ والريبة.

الثالث: إذا لم تترتّب عليه مفسدة من المفاسد.

7- الغناء لزيادة الرغبة في الزوجة
لا يجوز الغناء ولا استماعه ولو لمجرّد ازدياد الرغبة في الزوجة، فهذا ليس مبرّراً لذلك، حتّى لو كان الغناء باللغة الأجنبيّة.

8- الدخول إلى الأمكنة الرياضيّة
قد يكون عمل بعض الناس يستلزم الدخول إلى بعض الأندية التي تضجّ بالغناء (من قبيل المدرّب أو الحكم الرياضي)، فيحرم الاستماع، ولكن في موارد الاضطرار إلى دخول مجلس الغناء الحرام يجوز له الدخول، مع وجوب الاحتراز عن الاستماع إليها، ولا بأس بما يحصل له من السماع من دون اختيار.

9- غناء النساء في الأعراس
لا فرق في الغناء والموسيقى المحرَّمين في مجلس زفاف العروس النسائيّ أو غيره من المجالس، فيحرم غناء المغنّيات حتّى في مجلس زفاف العروس.

10- الغناء التقليديّ والفولكلوريّ
ما يعدّ عرفاً من الغناء اللهويّ المضلّ عن سبيل الله فهو حرام من دون فرق بين التقليديّ التراثيّ والفولكلوريّ وغيرها.

11- الموالد
إذا كانت كلمات الموالد على نفس ألحان الغناء المحرّم فتكون محرّمة إلقاءً واستماعاً، وإذا لم تكن بألحان أهل الفسوق فتجوز.

12- المال مقابل الغناء
المال المأخوذ مقابل الغناء الحرام حرام، كما أنّ الإعطاء حرام، وبيع الكاسيت ونحوها التي تحتوي على تسجيل الغناء المحرّم وشراؤها حرام، والمال المقابل لها حرام.

13- تسجيلات المؤسّسات الإسلاميّة
مجرّد كون التسجيلات من مؤسّسات إسلاميّة ليس حجّة على إباحة ما فيها من موالد ونحوها، فإن رأى المكلّف أنّها لا تحتوي على الغناء المحرّم ولا على الموسيقى اللهويّة المضلّة عن سبيل الله المتناسبة مع مجالس اللّهو والمعصية ولا على المطالب الباطلة فيجوز الاستماع إليها.

14- شخصيّة المغنّي والكلام
قد يكون لشخصيّة المغنّي أو للكلام المصحوب بالألحان أو للمكان أو لسائر الظروف الأخرى مدخليّة في اندراج الكلام تحت الغناء اللّهويّ المضلّ عن سبيل الله وهو حرام، ويحرم إذا صار لأجل تلك الأمور مؤدّياً إلى ترتّب المفسدة.

15- الغناء للمكلّف وحده
لا يجوز الغناء المحرّم حتّى لو كان المكلّف وحده.

كلمة أخيرة، كلّ ما لا يكون من الغناء على نحو اللّهو والباطل، ولا يكون مضلّاً عن سبيل الله، ولا يحتوي على ما يترتّب عليه المفسدة؛ فيجوز.

المصدر: مجلة بقية الله