يصادف الثامن من شوال ذكرى هدم السعودية الآثار والأضرحة الخاصة بالأئمة والصحابة في البقيع في المدينة المنورة في العام 1344 للهجرة.
ما إن وصل آل السعود إلى السلطة في الحجاز مجددا عن طريق قيام عبد العزيز آل سعود باغتيال حاكم الرياض من آل الرشيد ذبحا بالسيف، حتى وصلت حملاتهم إلى المدينة المنورة، وبدؤوا بإزالة آثارها العمرانية ذات القيمة الدينية الكبيرة. وفي مقدمتها أضرحة الأئمة والصحابة في مقبرة البقيع.
وفي الثامن من شهر شوال من العام 1344 للهجرة هدموا أضرحة الائمة من اهل البيت “عليهم السلام” في بقيع الغرقد وهم: الحسن المجتبى وعلي السجاد ومحمد الباقر وجفعر الصادق “عليهم السلام جميعا"
و في هذه المناسبة، نظم كثير من الشعراء هذه الجريمة النكراء، فرثوها و بكوا عليها و أبكوا . من هؤلاء:
العلّامة السيّد صدر الدين الصدر حيث قال :
لعـمري إنّ فاجعة البقيـع ** يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع
وسوف تكون فاتحة الرزايا ** إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع
أما من مسلمٍ لله يرعى ** حقوق نبيّه الهادي الشفيع (1).
وقال شاعر آخر
تبّاً لأحفاد اليهود بما جَنـوا ** لم يكسـبوا من ذاك إلّا العارا
هتكوا حريـم محمّد فـي آله ** يا ويلهم قد خالفـوا الجبّارا
هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم ** بُعداً لهم قد أغضبوا المختارا (2).
وقال شاعر آخر
لِمن القبور الدارسات بطيبة ** عفت لها أهل الشقا آثارا
قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم ** أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعَلِمتَ أيّ مراقد هدمتها ** هي للملائك لا تزال مزارا (3).
وقال الشيخ عبد الكريم الممتن مؤرّخاً هدم قبور أئمّة البقيع:
لعمرك ما شاقني ربرب ** طفقت لتذكاره أنحب
ولا سحّ من مقلتي العقيق ** على جيرة فيه قد طنبوا
ولكن شجاني وفتّ الحشا ** أعاجيب دهر بنا يلعب
وحسبك من ذاك هدم القباب ** فذلك عن جوره يعرب
قباب برغم العلى هُدمت ** وهيهات ثاراتها تذهب
إلى م معاشر أهل الإبا ** يصول على الأسد الثعلب
لئن صعب الأمر في دركها ** فترك الطلّاب بها أصعب
أليس كما قال تاريخه ** بتهديمها انهدم المذهب(4).
وقال الشيخ عبد الحسن الجمري في هذا المجال :
اذا تجاوزت نجدا فالطريق هنا ** هناك من بعد وعثاء السرى وعنا
ياسابق الريح غربي الهضاب على ** ميمونة سبقت في سيرها الزمنَ
خل الهضاب وجز نحو الحجاز فإن ** جاوزت بالحُرة الحراء والحزنا
قف وابكي ال رسول الله قد هدمت ** قبابهم وغدت تستنطق الدمنا
قبور ال رسول الله دنسها ***** حقد الأولى نصبوا بغضاءهم علنا
ويلٌ لهم هدموا تلك القباب جفاً ** ماذا ترى غيهم لو ادركوا الحسنا
او ادركوا زمن السجاد لانتهكوا ** مقامه واذاقوا آله الإحنا
وباقر العلم لو لاقوه لامتعضوا ** وكفروه وقالوا الشرك منه دنا
ولو رأوا جعفرا في كفه شرفا ** قضيب طه لقالوا يعبد الوثنا
يازائرا طيبة فالخير في قبب ** كانت مشيدة تقري الانام سنا
واليوم تربتها تقري الانام هدى ** وتنعش الفكر و الارواح والبدنا
زر في البقيع قبورا جل رافعها ** سر الوجود بها لا ترهب الزمنا
تمر من تحتها الاجيال خاشعة ** سيان تقري هدى من حل او ضعنا
مثوى الأئمة من أبناء أحمد لو ** هجرت في حبها الأهلين والوطنا
لكنت أعجز عن تقدير رتبتها ** أنّا وتربتها قد فاقت السننا
لا ينكر الفضل الا من تسير به ** ركبانه نحو الحاد له وخنا
سيان من فارق القربى وناصبهم** صلى وحج وزكى او هوى وزنا(5)
الهوامش :
(1)بحوث في الملل والنحل 1/339.
(2)المذاهب الإسلامية ـ الوهابية.
(3)ليالي بيشاور ـ المجلس الثالث.
(4)مستدركات أعيان الشيعة 2/161.
(5)موقع الفضيلة
المصدر: مواقع مختلفة